ترى تقارير وتحليلات أمريكية، إنه بمرور نصف عام على الحرب "الإسرائيلية" على غزة، وأمام مقتل عمال إغاثة أجانب، بدا واضحًا أن صبر الإدارة الأميركية بدأ ينفذ ويتضاءل، وأن جيش "إسرائيل" لازال عالقًا بغزة، بينما على المستوى السياسي تواجه حكومة الاحتلال عزلة "حزينة".
وتقول مجلة "فورين أفيرز" الأميركية مقالا بقلم دانييل بايمان مدير برنامج الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون قال فيه، إن إسرائيل عالقة في غزة وتظل بعيدة كل البعد عن هدفها المتمثل في تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأوضح مدير برنامج الدراسات الأمنية، أن "إسرائيل يبدو أنها متورطة في حملة عسكرية من غير المرجح أن تحقق سوى تقدم تدريجي وبتكاليف باهظة، مطالبا الإدارة الأميركية بأن تتحلى بالصدق عبر دفع إسرائيل بقوة في الاتجاه الذي ينبغي أن تسلُكَه.
بينما رأت الكاتبة روث ماركوس في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، "أن إسرائيل تواجه حاليًا ما سمتها عزلة حزينة بعد 6 أشهر من هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
وأضافت الكاتبة، أنها زارت "إسرائيل" في الآونة الأخيرة وشعرت أن البلد في حالة صدمة، كما يشعر الإسرائيليون على اختلاف انتماءاتهم السياسية بأنهم محاصرون.
بدورها قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن الهجوم الصاروخي على قافلة عمال الإغاثة كشف بجلاء عن أوجه القصور والأخطاء القاتلة في إجراءات السلامة التي تطبقها القوات الإسرائيلية لحماية المدنيين.
ويرى خبراء عسكريون -وفق تقرير الصحيفة- أن الاعتبارات الإنسانية تحظى باهتمام محدود بسبب عدم وضوح المهام للقوات الإسرائيلية في غزة.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، إن رفض "إسرائيل" الانخراط في المسار الدبلوماسي سيقود إلى مستقبل يتسم بانعدام الأمن والحرب الدائمة وجعل "إسرائيل" منبوذة.
وأوضحت الصحيفة -في مقال للكاتبة كورين ميلول- أن الفوائد الإجمالية للحرب بالنسبة لـ "إسرائيل" حتى الآن تظل مخيبة للآمال، كما أن "إستراتيجيةَ حكومة بنيامين نتنياهو في استخدام الضغط العسكري لإطلاق سراح الرهائن مُنيت بفشل ذريع".