يحتفل العالم في الـ 21 مارس من كل عام بيوم الأم، مشيدين بدور الأم وتضحياتها العظيمة في حياة أبنائها، وسط أجواءمن الفرح والابتهاج وتقديم الهدايا والورود. هكذا أيضًا اعتادت نساء فلسطين استقبال يوم الأم، والتخطيط له قبل أسابيع، لاختيار أجمل الهدايا وتقديمها كمفاجئة لأمهاتهن، فكيف احتفلت أمهاتنا بهذا اليوم في هذا العام؟ وإن كان الأولى أن نسأل، أين أمهات فلسطين في هذا اليوم؟
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطينيّ، إنّ 28 أسيرة من الأمهات وهنّ من بين 67 أسيرة يقبعنّ في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، ويحرمهنّ الاحتلال من عائلاتهنّ وأبنائهنّ، من بينهنّ أمهات أسرى، وزوجات أسرى، وشقيقات أسرى، وشقيقات شهداء، وأسيرات سابقات أمضوا سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، إضافة إلى أم لشهيد وهي الأسيرة الأم فاطمة الشمالي، وجريحة وهي الأسيرة الأم رنا عيد.
وأضافت الهيئة والنادي في بيان مشترك اليوم الخميس، بمناسبة "عيد الأم" الذي يأتي هذا العام في زمن الإبادة الجماعية المتواصلة بحقّ شعبنا في غزة، والتي أدت إلى استشهاد الآلاف من الأمهات والأطفال، وحرم الآلاف من الأبناء والأطفال من أمهاتهنّ كما حُرمت الآلاف من الأمهات من أطفالهنّ، هذا عدا عن الأسيرات الأمهات من غزة المعتقلات في المعسكرات الإسرائيليّة، ويواصل الاحتلال تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقّهنّ.
وأكدت أنّ الاحتلال، وبعد السابع من أكتوبر نفّذ اعتقالات جماعية واسعة بحقّ النساء في غزة، وكان من بينهنّ أمهات وجدّات، واليوم من بين الأسيرات في سجن الدامون أربع أسيرات من غزة منهنّ أسيرتان ووالدتهم.
وتابعت المؤسستان: "في ضوء الجرائم المروّعة التي تعيشها الأم الفلسطينية، فإنّ هذا اليوم يشكّل محطة ليس فقط للاحتفاء بتضحيات الأم الفلسطينية الاستثنائية، التي تواجه القتل والتّشريد والاعتقال والتّهديد بشكلٍ ممنهج منذ عقود طويلة، وعلى مرأى من العالم، بل هو محطة لعكس مستوى جرائم الاحتلال غير المسبوقة بكثافتها بعد السابع من أكتوبر، والتي يواصل الاحتلال تنفيذها بدعم قوى دولية، وذلك في الوقت الذي يحتفي العالم بعيد الأم بطريقته، ويستثني الأم الفلسطينية، في ظل انعدام إرادة عالمية حقيقية لإنهاء الاحتلال ووقف جرائمه المتصاعدة".
ووفق البيان، فقد كثفت سلطات الاحتلال من الجرائم وعمليات التّعذيب والاعتداءات بمختلف مستوياتها، بحقّ الأسيرات ومنهنّ الأمهات، والتي عكستها عشرات الشّهادات التي وثقتها المؤسسات المختصة، إضافة إلى الشّهادات التي نقلتها الطواقم القانونية على مدار الفترة الماضية، حيث يحتجز الاحتلال غالبية الأسيرات، ومنهنّ الأمهات في سجن الدامون.
ومن أبرز الجرائم التي وثقتها مؤسسات الأسرى، اعتقال الأمهات كرهائن للضغط على أزواجهنّ أو أبنائهنّ المستهدفين من قبل الاحتلال، واحتجازهنّ في ظروف قاسية وصعبة جدًا.
كما اعتدت قوات الاحتلال على عشرات الأمهات في منازلهنّ خلال عمليات الاقتحام والاعتقال التي تمت لأفراد من أسرهنّ، وإخضاعهنّ لتحقيقات ميدانية، وإلى جانب كل ذلك فقد صعّد الاحتلال من الاعتداءات الجنسية بحقّهنّ، أبرزها التّفتيش العاري، إضافة إلى الجرائم الطبيّة التي تنفّذ بحق الأسيرات المريضات منهنّ.
وأشارت المؤسستان إلى أنّ غالبية الأسيرات الأمهات معتقلات على تهم تتعلق بالتحريض أو رهنّ الاعتقال الإداريّ، ومنهنّ نساء فاعلات على عدة مستويات حقوقية، وشعبية، واجتماعية.
وقالت الهيئة والنادي، إنّه وعلى الرغم من النداءات المتكررة التي تم توجيهها على مدار عقود طويلة لوقف جرائم الاحتلال الممنهجة والمتواصلة حتّى اليوم، فإنها لم تلق آذان صاغية.
وجددت المؤسستان مطالبتهما للمؤسسات والحركات النسوية العالمية وكل أحرار العالم، بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية أمام الجرائم المروّعة التي تواجهها النساء الفلسطينيات منهنّ الأسيرات في سجون الاحتلال ومعسكراته.