يواصل جيش الاحتلال، فجر الإثنين، هجومه على مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، ومحاصرة مئات النازحين والمرضى والطواقم الطبية والصحافيين داخل مرافق المجمع الطبي وساحاته، في وقت شرعت أعداد كبيرة من العائلات بالنزوح من المجمع الطبي، وذلك هربًا من نيران الجيش الإسرائيلي.

 أفادت مصادر طبية، باستشهاد وإصابة عشرات المواطنين، اليوم الإثنين، إثر قصف للاحتلال على حي الرمال غرب غزة واقتحام مجمع الشفاء الطبي، وتمنع آليات الاحتلال المواطنين من التحرك أو التنقل لنقل الشهداء والجرحى من مجمع الشفاء الذي بات محاصرا من كل الجهات.

وقالت مصادر صحفية، إن قوات الاحتلال اعتقلت نحو 80 مواطنًا من النازحين والمرضى داخله، من بينهم مراسل قناة الجزيرة إسماعيل الغول.

وأفاد الصحفي من مستشفى الشفاء، محمود عليوة، أن جيش الاحتلال اعتدى بالضرب المبرح على الزميل الغول قبل اعتقاله، بالإضافة إلى عدد من النازحين والمواطنين والصحافيين، واقتيادهم إلى جهة مجهولة.

كما واقتحمت قوات الاحتلال المدرسة الأميركية قرب مجمع الشفاء، واعتقلت النازحين من الرجال، كما طلبت من النساء التوجه إلى مدينة دير البلح وسط القطاع عبر شارع الرشيد.

وأوضحت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال لا تزال تحاصر مدرستين تضمان نازحين في محيط مجمع الشفاء، وتطلق الرصاص الحي من مسيرات بشكل كثيف باتجاه شوارع النصر والوحدة والجلاء في مدينة غزة.

الصحة العالمية تعرب عن "قلقها البالغ" حيال الوضع في مجمع الشفاء

أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقه، اليوم الإثنين، بعدما أطلقت القوات الإسرائيلية عملية عسكرية في مجمع الشفاء الطبي في غزة، محذّرة من أن المعارك "تعرّض العاملين في مجال الصحة والمرضى والمدنيين إلى الخطر".

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس على منصة "إكس": "نشعر بقلق بالغ حيال الوضع في مستشفى الشفاء في شمال غزة"، محذّرًا من أن "أي أعمال عدائية أو عسكرة للمنشأة تعرّض للخطر الخدمات الصحية ووصول سيارات الإسعاف وإيصال الإمدادات المنقذة لحياة" السكان.

إدانات فلسطينية وأممية

أدان المكتب الإعلامي الحكومي، والفصائل الفلسطينية، بأشد العبارات اقتحام قوات الاحتلال "الإسرائيلي" مجمع الشّفاء الطبي في غزة بالدبابات والطائرات المُسيرة والأسلحة وإطلاق النار بداخله، ووصفوا ذلك بأنه "جريمة حرب".

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان له – فجر الاثنين-: إن هذه الجريمة تؤكد النية المبيتة للاحتلال بالقضاء على القطاع الصحي وتدمير المستشفيات.

من جهتها، حملت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة "إسرائيل" مسؤولية حياة الطواقم الطبية والمرضى والنازحين داخل مجمع الشفاء الطبي، وأضافت أن ما تقوم به قوات الاحتلال في مجمع الشفاء الطبي انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة.

وطالبت الوزارة المجتمع الدولي برفض ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في مجمع الشفاء، ودعت المؤسسات الأممية للتوجه فورا إلى المجمع لحمايته وحماية كل من بداخله.

بدورها، أدانت الفصائل الفلسطينية في غزة بأشد العبارات استمرار استهداف المستشفيات، ووصفته بأنه "استكمال لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وانتهاك صارخ لكافة المواثيق والقوانين الدولية".

وقال بيان من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن "عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مجمع الشفاء وحرب الإبادة المتواصلة في غزة لن يصنعا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجيشه النازي أي انتصار".

وطالبت الحركة الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية وغيرهما من المؤسسات الأممية بضرورة حماية ما تبقى من منشآت طبية في قطاع غزة.