فلسطين أون لاين

تعرّفهم بـ 5 أرقام ويتغذون بـ "قشة".. "هآرتس" تكشف عن ممارسات "إسرائيلية" مروّعة بحق معتقلين غزيين

...
20240310010345.jpg
غزة - فلسطين أون لاين

كشفت صحيفة "هآرتس" اليوم، الثلاثاء، أن سلطات الاحتلال تحتجز معتقلين غزيين مرضى وجرحى في ما يوصف بـ"مستشفى ميداني" في القاعدة العسكرية "سْدِيه تيمان" قرب بئر السبع، في ظروف غير إنسانية، إذ تسلبهم هويتهم وتتعامل معهم بأرقامٍ كما أن أيديهم مكبلة طوال الوقت وأعينهم معصوبة، ويتم طحن طعامهم ليتناولوه بواسطة قشة.

وأفاد تقرير الصحيفة العبرية، نقلًا عن إفادة طواقم طبية تمكنت من زيارة "المشفى الميداني"، فإن أفراد الطاقم الطبي وكذلك المعتقلين المسررين في المنشأة هم مجهولو الهوية. "فلا أحد يُعرف باسمه، ولا يُذكر أي اسم في الوثائق، لا أسماء المعالِجين ولا أسماء المعالَجين. وأعطي للمعالَجين رقم تشخيص عسكري مؤلف من خمسة أرقام، وهم مكبلون بأسرّتهم بكلتا يديهم وساقيهم في معظم ساعات النهار والليل، وأحيانا طوالهما".

ونقل التقرير عن أحد أفراد اللجنة قوله إن "جميع أطرافهم مكبلة". وبسبب عدم وجود طاقم تمريضي، والجنود في المكان يرفضون إطعامهم، فإن "المعالَجين يتغذون طعام سائل يشربونه بقشة"، وليس واضحا كيف يتاح للمسررين بالتوجه إلى المراحيض والحمامات.

وفي حال كانت هناك حاجة لفحوصات بأجهزة غير موجودة في المنشأة أو لعملية جراحية معقدة أو تدهور وضع صحي، يُنقل المعالَج إلى أحد المستشفيات المدنية، وتبقى جميع أطرافهم مكبلة وأعينهم معصوبة، وإلى جانب رقمهم العسكري، يتم وصفهم بأنهم "مجهولو الهوية".

وأشارت إلى، تواجد الجنود معهم طوال الوقت، ويتم تسريحهم من المستشفى إلى "سديه تيمان" مبكرًا جدًا، وليس وفق الأنظمة أو الحاجة العلاجية أثناء الانتعاش من أجل نقلهم إلى التحقيق، وفق ما نقل التقرير عن شخص شهد عدد من هذه الحالات.

وأضاف التقرير أن الأطباء في المنشأة طولبوا بالحفاظ على سرية دورهم وعدم إبلاغ أطباء آخرين ويرجح أنهم طولبوا بالحفاظ على السرية أمام عائلاتهم أيضا. ونقل التقرير عن مصادر قولها إن الانطباع لديها هو أن الطاقم الطبي في "سديه تيمان" يسعى لتقديم علاج جيد بقدر الإمكان في ظروف بعيدة عن كونها جيدة.

ويشار إلى، أن الصحيفة كشفت الخميس الماضي،  عن استشهاد 27 فلسطينيًا من سكان قطاع غزة في مراكز احتجاز عسكرية "إسرائيلية" منذ بداية العدوان على قطاع غزة في الـ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ووفقًا لما كشفه تحقيق لـ "هآرتس"، أن معظم المعتقلين "توفوا" في قاعدتي "إس دي تيمان"، و"عناتوت" في "إسرائيل".

من جانبه، قال جيش الاحتلال إنه شرع في إجراء تحقيق في الوفيات، زاعمًا أن بعض الأسرى عانوا من ظروف صحية سابقة، أو أصيبوا خلال الحرب.

ويواصل الاحتلال "الإسرائيلي" تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقّ معتقلي غزة بعد مرور 158 يومًا على العدوان والإبادة الجماعية، إذ يرفض الاحتلال تزويد المؤسسات الحقوقية بما فيها الدّولية والفلسطينية المختصة أي معطى بشأن مصيرهم وأماكن احتجازهم حتّى اليوم، بما فيهم الشهداء من معتقلي غزة.

من جهته، قال نادي الأسير الفلسطيني، في تعقيبه، أن ما كشفته الصحافة الإسرائيلية عن معطيات تؤكّد استشهاد 27 معتقلًا من غزة في معسكرات الاحتلال مؤشر على وجود مزيد من الشهداء بين صفوفهم وأن جميع معتقلي القطاع معرضون لعمليات إعدام.

وأضاف النادي في بيان له، أن هذه المعطيات غير مفاجئة لنا كمؤسسات مختصة في ظل الشهادات المروعة التي عكستها عن جرائم التعذيب، كما أن النداءات والمطالبات التي وجهناها لكل المؤسسات الدولية بمستوياتها المختلفة لوقف هذه الجريمة لم تلق آذانا صاغية.

وشدد نادي الأسير، على التحدي الأكبر الذي يواجه المؤسسات الحقوقية المختصة في شؤون الأسر، قضية معتقلي غزة.

وتابع: "ما نشره الاحتلال من الصور ومقاطع فيديو خلال عمليات الاجتياح البري المتواصلة لغزة تضمنت مشاهد مروعة حول عمليات اعتقال المئات من غزة وهم عراة، ومحتجزون في ظروف حاطة بالكرامة الإنسانية، تكفي لأن تكون مؤشرًا لما هو أخطر وأكبر على صعيد مستوى الجرائم التي تنفّذ بحقّهم".

وأشار إلى، أن المعطيات المتوفر حول معتقلي غزة، ضئيلة، ومنها ما نشرته إدارة سجون الاحتلال في نهاية شباط الماضي عن احتجاز (793) من معتقلي غزة بعد السابع من أكتوبر، صنفوا (كمقاتلين غير شرعيين)، وهم موزعون على عدة سجون.

وفي وقت سابق، أفاد نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى، بأن أكثر من 9 آلاف معتقل ومعتقلة في سجون الاحتلال، يواجهون إجراءات انتقامية وتنكيلية غير مسبوقة، منذ بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر الماضي وحتى اليوم.

وقالت الهيئة ونادي الأسير، أنه “على مدار الفترة الماضية لم تختلف وتيرة الإجراءات التي فرضت على المعتقلين والمتمثلة في أساسها بعمليات التعذيب والتنكيل الممنهجة، والتي تهدف في جوهرها إلى سلبهم إنسانيتهم وحرمانهم من أدنى حقوقهم”.

وأشارا إلى، أن “عامل الزمن يشكل مؤثرًا أساسيًا على مصير المعتقلين، في ظل استمرار وتيرة الإجراءات الانتقامية والتنكيلية بحقهم وبعض السياسات التي تصاعدت وزادت حدة معاناتهم على عدة أصعدة”.

أبو غريب وغوانتانامو جديد

ومن جهته، طالب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، بضرورة التدخل الدولي للكشف عن السجون والمعتقلات "الإسرائيلية" السرية لمعتقلي قطاع غزة، وذلك بعد تقرير نشرته قناة عبرية حول أصناف التعذيب، المفروضة على الذين اعتُقلوا في السابع من أكتوبر أو طوال أيام العدوان الإسرائيلي.

وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدورة فارس في بيان إن التقرير الذي نشرته القناة 13 الإسرائيلية، حول أصناف التعذيب المفروضة على الذين اعتُقلوا طوال أيام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يثبت أن "دولة الاحتلال تمارس التعذيب والتنكيل المحرم دوليًا، وأصبحنا نعيش من جديد واقع سجني (أبو غريب وغوانتانامو)، وربما ما تقوم به إسرائيل تجاوز ذلك".

وتساءل فارس خلال تصريحه، "ماذا ينتظر المجتمع الدولي؟ ألا يكفي كل هذا العنف والإجرام بحق مناضلي الشعب الفلسطيني في سجون الاحتلال؟ وهل يريد المجتمع الدولي أن نستيقظ على فاجعة غير مسبوقة في تاريخ البشرية؟"

وأضاف فارس، في تصريح صحافي، : "ماذا ينتظر المجتمع الدولي؟ ألا يكفي كل هذا العنف والإجرام بحق مناضلي الشعب الفلسطيني في سجون الاحتلال؟ وهل يريد المجتمع الدولي أن نستيقظ على فاجعة غير مسبوقة في تاريخ البشرية؟".

وتابع: "للأسف كل هذه التساؤلات وغيرها الكثير أصبحت صرخة غضب نطلقها كل يوم في وجه مدعي العدالة والإنسانية، لقد سقط القناع عن تخاذلكم وجبنكم، وعليكم أن تنقذوا ما تبقى من بقايا إنسانيتكم".

وفي السياق، ندد فارس بصنوف التعذيب وأساليبه التي يتعرض لها المعتقلون بشكل عام في السجون والمعتقلات كافة.

وقال "هذه الإجراءات تأتي تلبية لتعليمات وزير الأمن القومي الإسرائيلي العنصري المتطرف إيتمار بن غفير، في 7 ديسمبر/كانون الأول الماضي، الذي طالب باحتجاز المقاومين في سجن تحت الأرض لم يستخدم منذ سنوات طويلة".

وبعث رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، نداءً إلى المجتمع الدولي بمؤسساته وتشكيلاته، يحثه فيه على الخروج من صمته، والتحرك الفوري للكشف عن السجون والمعتقلات السرية، التي أنشئت بعد 7 أكتوبر، وفق ذات البيان.

وأشار مرصد حقوقي إلى أن معسكر "سديه تيمان"، الذي يديره الجيش الإسرائيلي، ويقع بين مدينتي بئر السبع وغزة، ويُحتجز فيه غالبية المعتقلين من قطاع غزة، "تحول إلى سجن غوانتنامو جديد تمتهن فيه كرامة المعتقلين وتمارس بحقهم أعتى أشكال التعذيب والتنكيل في ظل حرمانهم من الطعام والعلاج".

كما وأفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأنه تلقى شهادات جديدة عن تعرض معتقلين فلسطينيين من قطاع غزة -بمن فيهم نساء وأطفال- لعمليات تعذيب قاسية ومعاملة تحط بالكرامة الإنسانية، بما في ذلك التعرية والتحرش الجنسي أو التهديد به، مطالبا بتحرك دولي عاجل لوقف تلك الانتهاكات.