نقلت وكالة أنباء فلسطينية عمن وصفته بـ"الخبير" بالشأن الإسرائيلي أن العدو الإسرائيلي حاليا يريد أن تتقدم المصالحة حتى يحقق هدفين: إبرام صفقة تبادل وتحرير جنوده من قبضة المقاومة ثم تفكيك سلاح المقاومة، وبعدها سيقوم بتفجير المصالحة وإعادة الأطراف الفلسطينية إلى مربع الانقسام.
الحديث عن " تفجير المصالحة" في جلسة الحوار الأولى بين فتح وحماس في القاهرة غير مناسب مطلقا لأن الناس بانتظار ما يسرهم ويمنحهم الأمل وليسوا بانتظار من يفجر أمانيهم ويربكهم في الحسابات الخاطئة، وقبل أن يكون الإنسان خبيرا في شأن عدوه عليه أن يكون خبيرا بأبناء شعبه ومراعيا لظروفهم، ولا حاجة للعجلة في بث الأنباء المنغصة.
بغض النظر عن التوقيت السيئ الذي اختاره صاحبنا، ماذا يعني تفجير المصالحة ؟ أقرب معنى لذلك أن إسرائيل تتحكم بأحد طرفي الانقسام أو كليهما ، أي أن أحد الأطراف على الأقل يسير حسب ما يريده المحتل الإسرائيلي، يصالح إذا طلبت منه أن يصالح وينكص إذا طلبت منه النكوص، وهذه تهمة يوجهها الخبير إلى فصائل المقاومة ولا بد للفصائل أن تدافع عن نفسها، أما المعنى الآخر لـ " تفجير المصالحة" فهو أن تشدد " إسرائيل" من إجراءاتها ضد غزة أو تشدد شروطها ضد مخرجات المصالحة مثل حكومة الوحدة الوطنية. أما تشديدها على غزة فلن يكون لأن " إسرائيل" تخشى أن تنفجر غزة في وجهها، أما تشديد شروطها فهي محتملة ولكنها لن تستطيع فعل أي شيء إزاء ذلك إذا كانت فصائلنا تملك قرارها ولديها إرادة، وإذا أقدم طرف _سواء حماس أو فتح _على التهرب لأي سبب من الأسباب من استحقاقات المصالحة سيخسر الكثير.
أما تكرار الحديث الممجوج عن سحب " سلاح المقاومة " فلم يعد له أي معنى، وقد عرفت جميع الأطراف أنه يجب التعايش مع هذا الواقع، تحييد سلاح المقاومة وعدم استخدامه ضد الاحتلال لا يكون إلا بمنح الشعب الفلسطيني الأمن والأمان والعيش الكريم والشروع في حل سياسي مرحلي مع العدو توافق عليه قوى المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام.