فلسطين أون لاين

غزة.. 8 آلاف مريض ينتظرون السفر إلى الخارج لتلقي العلاج

...
صورة تعبيرية
غزة - فلسطين أون لاين

قضى كثير من الغزيين شهداء بينما كانوا ينتظرون الموافقة على السفر إلى خارج القطاع، إذ تستغرق موافقات السفر وقتاً طويلاً، وتتدهور أوضاعهم في ظل انهيار القطاع الطبي، وعدم توفر الإمكانيات اللازمة للعلاج أو إجراء العمليات الجراحية وندرة الأدوية، ولم يتمكن كثيرون من تحمل فترات الانتظار، ففقدوا حياتهم.

ويحتاج نحو ثمانية آلاف مريض في غزة إلى إجلائهم، حسبما قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، معربة عن خيبة أملها لعدم إخراج سوى عدد قليل من المرضى من القطاع المحاصَر.

وقالت منظمة الصحة العالمية، إن إخراج مثل هؤلاء المرضى من قطاع غزة من شأنه أن يخفف بعض الضغط على الأطباء والمستشفيات، التي تكافح من أجل الاستمرار في العمل في منطقة الحرب.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد بيبركورن، من القدس المحتلة، عبر الفيديو لصحافيين في جنيف: "نقدّر أن هناك حاجة إلى إحالة 8000 من سكان غزة إلى خارج القطاع".

وأوضح أن من بين هؤلاء نحو ستة آلاف ترتبط إصاباتهم بالحرب الإسرائيلية على القطاع، بينهم مرضى مصابون بإصابات متعددة وحروق، أو بُترت أطرافهم.

أمّا الباقون، فهم مرضى عاديون، مشيرًا إلى أنه قبل بدء الحرب، كان يتم تحويل ما بين 50 إلى 100 مريض يوميًا من غزة إلى القدس والضفة الغربية، نصفهم تقريبًا من مرضى السرطان.

وبين السابع من تشرين الأول/ أكتوبر و20 شباط/ فبراير، أُحيل 2293 مريضًا فقط إلى خارج غزة لتلقي العلاج الطبي.

وأشار بيبركورن إلى أن العملية تشمل منظمة الصحة العالمية والسلطات في غزة وإسرائيل ومصر، بالإضافة إلى مدراء المستشفيات.

ولفت إلى أن منظمة الصحة العالمية تضغط من أجل نظام إجلاء طبي مبسط منذ تشرين الثاني/ نوفمبر، و"لا نفهم (...) لماذا لا يحدث ذلك في الأساس".

وذكر أن 23 من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة خرجت عن الخدمة في حين تعمل بقية المستشفيات بشكل جزئي أو محدود.

وفي تقرير سابق، قال المفوض العام للأونروا لازاريني، إن معاناة السكان في قطاع غزة يستحيل وصفها بالشكل الملائم، ورغم كل الأهوال التي عاشها أهل غزة، والتي شهدناها، فإن الأسوأ ربما لم يأتِ بعد.

وأضاف لازاريني، خلال اجتماع عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، "إذ يضطر الأطباء إلى بتر أطراف الأطفال المصابين بدون تخدير، وينتشر الجوع في كل مكان، وتلوح في الأفق المجاعة التي هي من صنع البشر".

وأشار المفوض العام للأونروا، إلى استشهاد أكثر من 100 شخص قبل أيام، أثناء سعيهم اليائس للحصول على الطعام، فيما يموت أطفال لا يتعدى عمرهم بضعة أشهر، بسبب سوء التغذية والجفاف.

مردفًا: "يقشعر بدني عندما أفكر فيما سيتم الكشف عنه من أهوال وقعت في هذا الشريط الضيق من الأرض، ما مصير نحو 300 ألف شخص معزولين في الشمال، انقطعت عنهم الإمدادات الإنسانية؟ كم من الأشخاص ما زالوا تحت الأنقاض بأنحاء قطاع غزة؟ ما الذي سيحدث لنحو 17 ألف طفل أصبحوا يتامى، تم التخلي عنهم في مكان تزداد خطورته وانعدام القانون فيه".

وفي اليوم الـ 151، كثف الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته العنيفة بالأحزمة النارية على محافظة وسط قطاع غزة وجنوبها، واستمرار المجازر بحق المدنيين والأسر الفلسطينية وقصف المنازل على رؤوس ساكنيها، فيما يتهدد شبح الموت جوعًا سكان القطاع، خاصة في محافظتي غزة والشمال.

وارتكبت قوات الاحتلال، وفقًا لتصريحات صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، 10 مجازر جديدة ضد العائلات في قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، راح ضحيتها 97 مدنيًا فلسطينيًا وإصابة 123 مواطنين.

وبذلك ارتفعت حصيلة العدوان على القطاع إلى 30 ألفًا و631 شهيدًا، بالإضافة لـ 72 ألفًا و420 جريحًا بإصابات متفاوتة بينها خطيرة وخطيرة جدًا؛ منذ الـ 7 من أكتوبر 2023 الماضي.

وبموازاة القصف، تواصل قوات الاحتلال سياسة التجويع التي لا تقلّ وطأةً عن القصف، إذ قالت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم إبادة جماعية شماليّ غزة من خلال استهداف وتجويع 700 ألف مواطن، في حين جددت الأمم المتحدة تحذيرها من أن مجاعة في قطاع غزة "أصبحت شبه حتمية، ما لم يتغير شيء".