فلسطين أون لاين

بالفيديو "بطاطس فاسدة"طعام أطفال شمال غزة.. وتحذيرات أممية من عدد الوفيات المرتبطة بسوء التغذية

...
الجوع150.webp
غزة - فلسطين أون لاين

لا تملك العائلات الفلسطينية بقطاع غزة رفاهية الاختيار في ما يسد جوع أطفالها، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على محافظتي غزة وشمال القطاع، منذ بدء العدوان المتواصل، فكل ما هو متوفر محصور بين الأعشاب وبقايا الطعام "المتعفن".

ويجد بعض الأهالي في محافظة شمال قطاع غزة في بعض "البطاطس الفاسدة وقشورها" التي لا تكاد تصلح أن تكون علفًا للحيوانات، طعامًا يقيهم الموت جوعًا، يلتقطونها من أماكن القمامة والحاويات؛ أملاً في طهيها لتحضير وجبة تسد رمق أطفالهم وتُبقيهم على قيد الحياة، إذ يعدّونها صيدًا ثمينًا في ظل عدم تناولهم أي وجبة لساعات طويلة.

ودفع الجوع والحصار لرب عائلة وهو يقشر حبات من البطاطا جمعها من القمامة، قائلا "يا جماعة والله العظيم ما في أكل عندنا، لم نأكل أنا وأولادي منذ 4 أيام، أولادي يبكون من قلة الطعام، وجمعت هذه البطاطا من القمامة حتى أتمكن من إطعامهم".

وأضاف "الله يعلم الوضع، أريد أن أُسكت وأطعم أولادي، منذ 150 يومًا ونحن محاصرون مش قادرين نطعم أولادنا، ولا نجلب أكلا ولا نروح ولا نطلع ولا نيجي، انجبرت أجمع شوية بطاطا خربانة، حتى أسد جوع أولادي".

من جهتها، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، الثلاثاء، من "انفجار وشيك" في عدد وفيات الأطفال المرتبطة بسوء التغذية بقطاع غزة، موضحة أن معدلات الوفيات بشمال القطاع "أعلى بثلاث مرات" من المسجلة في الجنوب.

وأفاد متحدث اليونيسف جيمس إلدر، في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة في جينيف: "نشاهد وفيات (بسبب سوء التغذية) كنا نخشاها منذ فترة طويلة، ونرى أن تلك الوفيات ستستمر في الارتفاع".

وأوضح: "سنرى انفجارًا وشيكًا في وفيات الأطفال، إذا لم تُحل أزمة التغذية المتفاقمة" في قطاع غزة.

وأضاف أن "معدلات سوء التغذية لدى الأطفال دون سن الخامسة في الشمال أعلى بثلاث مرات من تلك الموجودة في رفح" جنوبًا.

وأشار إلدر إلى إن هناك خطراً متزايداً من الأمراض المعدية إذ أصيب تسعة من كل عشرة أطفال دون سن الخامسة، أو نحو 220 ألفاً، بالمرض خلال الأسابيع الماضية.

"الوضع أسوأ"

بدوره، قال ريتشارد بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية المحتلة إن طفلاً واحداً من بين كل ستة أطفال دون الثانية في شمال القطاع يعاني من سوء تغذية حاد.

وأضاف قائلاً "كان هذا في يناير/كانون الثاني. لذا من المرجح أن يكون الوضع أسوأ اليوم"، مشيراً إلى الشهر الذي سُجلت فيه البيانات.

وفي السياق، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن ربع عدد سكان القطاع، أي 576 ألف شخص، على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وذلك بعد نحو خمسة أشهر من بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.

من جهتها أكدت وزارة الصحة في غزة الأحد أن 15 طفلاً على الأقل استشهدوا في مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع خلال الأيام القليلة الماضية بسبب سوء التغذية والجفاف.

وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما محافظتا غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عامًا.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول "تل أبيب" أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".