حذرت المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أديل خضر، اليوم الأحد، من "تزايد وفيات الأطفال الناجمة عن الجفاف وسوء التغذية ما لم تنتهِ الحرب في قطاع غزة".
وقال الديرة الإقليمية خضر، في بيان، إن "حياة آلاف الأطفال والرضع في القطاع تعتمد على إجراءات عاجلة مرتقبة، منها ضمانات أمنية ومرور دون عوائق، لتوزيع المساعدات".
وشددت على، أن "وفيات الأطفال، التي كنا نخشى وقوعها، أصبحت حقيقة واقعة، بينما يجتاح سوء التغذية قطاع غزة".
وسلطت خضر، الضوء على "الأطفال العشرة، على الأقل، الذين توفوا بسبب الجفاف وسوء التغذية في مستشفى كمال عدوان، شمالي قطاع غزة، في الأيام الأخيرة، بحسب تقارير".
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأحد 3 مارس، استشهاد 15 طفلًا بسبب الجفاف وسوء التغذية، بمستشفى “كمال عدوان” شمال القطاع.
وقال متحدّث الوزارة أشرف القدرة في بيان: “استشهاد 15 طفلا نتيجة سوء التغذية والجفاف في مستشفى كمال عدوان”.
وأضاف القدرة: “نخشى على حياة 6 أطفال يعانون من سوء التغذية والجفاف في العناية المركّزة بمستشفى كمال عدوان، نتيجة توقّف المولّد الكهربائي والأكسجين، وضعف الإمكانيات الطبية”.
وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، من أنّ الارتفاع الحادّ في سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة، يشكّل “تهديدا خطيرا” على صحتهم، خاصة مع استمرار الحرب المدمّرة على القطاع.
وتواصل قوات الاحتلال سياسة التجويع التي لا تقلّ وطأةً عن القصف، إذ قالت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم إبادة جماعية شماليّ غزة من خلال استهداف وتجويع 700 ألف مواطن، في حين جددت الأمم المتحدة تحذيرها من أن مجاعة في قطاع غزة "أصبحت شبه حتمية، ما لم يتغير شيء".
أظهرت بيانات أولية من الأمم المتحدة، أن واحد من بين كل عشرة أطفال في غزة دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
ووفقًا لمذكرة صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بينت قياسات محيط أذرع آلاف الأطفال الصغار والرضع أن 9.6 بالمئة منهم يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو ما يمثل ارتفاعا بنحو 12 مثلا عن مستويات ما قبل العدوان.
وأوضح البيان، أن "إمدادات الغذاء التي تعتمد عليها غزة تقلصت عن مستواها قبل العدوان، وأورد عمال الإغاثة تقارير عن علامات واضحة للمجاعة على السكان، خاصة في مناطق شمال ووسط القطاع".
وذكرت الأمم المتحدة، أن معدلات "سوء التغذية الحاد" في شمال غزة، بلغت 16.2 بالمئة أو واحدًا من كل ستة أطفال.
وفي السياق، قالت رئيسة لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة آن سكيلتون، إنه لا يوجد اليوم أي طفل بقطاع غزة خالٍ من "الخوف والألم والجوع".
وقب شهرين، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، إن أكثر من 80% من الأطفال في قطاع غزة "يعانون من فقر غذائي حاد".
وأفادت المنظمة، في بيان بأن تقديراتها "تشير إلى أنه في الأسابيع المقبلة سوف يعاني ما لا يقل عن 10 آلاف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الذي سيهدد حياتهم".
وذكرت أن "هذه النتائج تشير إلى أن جميع الأطفال دون الخامسة في قطاع غزة وعددهم 335 ألف طفل، معرضون بشدة لخطر سوء التغذية الحاد والوفاة التي كان يمكن الوقاية منها لولا استمرار تزايد خطر المجاعة.
ومنذ 7 أكتوبر، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى صباح الجمعة "20 ألفا و57 شهيدا و53 ألفا و320 جريحا معظمهم أطفال ونساء"، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا للسلطات في القطاع والأمم المتحدة.