فلسطين أون لاين

"إسرائيليون": جنودنا في غزة محبطون ومثل "البط في ميدان الرماية"

...
قتلى133.jpg
غزة - فلسطين أون لاين

اشتكى "إسرائيليون" من أن أبناءهم الجنود العاملين بوحدة "ماغلان" الخاصة في غزة يشعرون بإحباط وفقدان الحافز للقتال، نظرًا لأن الواقع العملاني الجديد يعرض أبناءهم للخطر وهم مثل "البط في ميدان الرماية".

جاء ذلك، وفق ما أوردته صحيفة "هآرتس" العبرية الأربعاء، في رسالة بعثوا بها إلى قائد "الفرقة 98" (تتبع لها الوحدة)، المقدم دان غولدفوس، وعدد من قادة الجيش، بمن فيهم رئيس الأركان هرتسي هاليفي.

وبحسب الصحيفة، حذر الاهالي من أن أبناءهم "يفقدون حدتهم وحافزهم للقتال"، لأنهم "ثابتون في معظم الأوقات، تمامًا مثل البط في ميدان الرماية".

وأعرب آباء الجنود عن قلقهم على سلامة أبنائهم كونهم "في خطر واضح ومباشر بسبب الواقع العملياتي الجديد"، على حد قولهم.  

ووفقا لهم، أعرب أبناؤهم منذ دخولهم قطاع غزة، عن "مشاعر صعبة لفقدان الثقة في إدارة الوقت والمهام وإحساس بانعدام الأمن والإحباط العملياتي الكبير".

ولفتوا في رسالتهم إلى أن الجنود "يقضون الأيام في انتظار تلقي المعلومات وفهم ما إن كانت هناك خطة مستقبلية".

وقالوا إن أبناءهم يعبرون عن "مشاعر صعبة من العجز والغموض والإحباط، والتي اشتدت أكثر بعد الأحداث الأخيرة التي مروا بها، وهي الأحداث التي تضمنت للأسف سقوط قتلى وجرحى في صفوف مقاتلي الوحدة".

وختموا بالقول، إن أبناءهم "في طليعة القتال العنيف ولفترة لا يمكن تصورها، وإنهم يشعرون بالإرهاق. ولذلك، فإنهم يطالبون بوقت للتعافي والعلاج" لمنع "أكبر قدر ممكن من الإصابات الجسدية والنفسية".

وقبل أيام، رفض عدد من جنود لواء "غفعاتي" التابع لجيش الاحتلال، العودة إلى القتال في قطاع غزة، تحت ذريعة تجاهل حالتهم الجسدية والعقلية التي حلت بهم جراء مشاركتهم سابقًا.

وقالت صحيفة "هآرتس" إن هؤلاء الجنود ينتمون إلى كتيبة "شاكيد" وينتشرون في شمال قطاع غزة، وقد شاركت هذه الكتيبة في عمليات منذ بداية الحرب، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وخسرت عددًا كبيرًا من جنودها أثناء القتال.

وأضافت الصحيفة أنه لدى وصول قوات الكتيبة إلى وسط مدينة غزة، رفض عدد من الجنود مغادرة ناقلة الجند المدرعة، في نوع من التمرد، وأبلغوا ضباطهم بأنه ليست لديهم قوى نفسية للقتال، وذكروا أيضا أنهم يتخوفون من أن الفترة التي قضوها في القتال المتواصل قد تضر بكفاءاتهم، الأمر الذي من شأنه أن يشكل خطرًا عليهم وعلى جنود آخرين

ويعاني جيش الاحتلال من عدوانه على قطاع غزة، والمعارك الضارية مع المقاومة الفلسطينية، ويتكبد ثمنًا باهظًا لا يطاق في الأرواح، والإصابات الجسدية، والاضطرابات النفسية، وتكثر التقارير "الإسرائيلية" عن أن جنود الاحتلال الذين أصيبوا  وتحول مصيرهم إلى "معاقي الحرب" خلال معارك غزة يعانون من صدمات نفسية صعبة وكوابيس مزعجة من هول مشاهد الحرب. وهذه الإصابات تكلّف سلطاتهم تكلفة باهظة.

في أحدث التقارير، أفادت شعبة تأهيل الجنود الإسرائيليين، أنها استوعبت أكثر من 5500 مصابًا جديدًا بإعاقات جسدية ونفسية، منذ بداية العدوان على غزة، في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي 2023.

وتتوقع الشعبة، ارتفاع هذا العدد إلى 20 ألفًا بحلول نهاية العام الحالي.

وأفاد البيان، أن 95% من المصابين حتى الآن هم رجال، وأن 46% من المصابين في سن 21 – 30 عامًا، و36% في سن 31 – 40 عامًا، و18% فوق سن 40 عامًا.

و70% من الجنود المصابين هم من قوات الاحتياط، 7% في الخدمة العسكرية الدائمة، 10% هم جنود نظاميون وتم تسريحهم من الخدمة العسكرية بسبب إصاباتهم، و13% هم أفراد شرطة ومن أجهزة الأمن.

وعن المناطق، وسجلت "تل أبيب" أكبر عدد من الجنود المصابين، تليها القدس ثم بئر السبع وعسقلان.

ووُصفت إصابات 84% بأنها طفيفة، 9% متوسطة و7% خطيرة. وأصيب 42% من هؤلاء الجنود في أطرافهم، 21% إصابات نفسية وما بعد الصدمة، 9% إصابات داخلية، 7% إصابات في العامود الفقري و7% إصابات في الأذن وكانت إصابات الباقين في الرأس والأعين وإصابات في عدة أجهزة في الجسم.

وأشار البيان إلى أن شعبة التأهيل تعنى حاليًا بحوالي 62 ألف جندي معاق.

وبحسب تقرير أعدته ما تسمى "وزارة الأمن"، استنادًا إلى معطيات الحرب حتى الآن وتحليل الإصابات في عمليات عسكرية سابقة، فإن شعبة التأهيل ستعنى بحوالي 78 ألف جندي حتى نهاية العام 2024، وسيرتفع هذا العدد إلى حوالي 100 ألف في العام 2030.

ويتوقع أن يكون عدد الجنود المعاقين نفسيًا وما بعد الصدمة كبيرًا، ولذلك بدأ مؤخرًا مركزان علاجيان بالعمل وسيتم فتح 3 مراكز أخرى في الفترة القريبة.

وأضاف البيان، أنه منذ بداية الحرب، قررت شعبة تأهيل الجنود إرجاء عمل اللجان الطبية بهدف "تمكين المصابين وأفراد عائلاتهم من التركيز على تأهيلهم وتوفير عناية طبية ونفسية وعامة ورفاهية، من شعبة التأهيل".

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي "لا يقدم جميع بيانات الجرحى للجمهور، خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى انخفاض معنويات الناس".

عن الإعاقات الجسدية، وبحسب تقارير عبرية أخرى، أصيب 4000 جندي "إسرائيلي" بإعاقة منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مرجحًا ارتفاع الرقم إلى 30 ألفًا.

وذكر الموقع: "تستعد البلاد لاستقبال عدد كبير من جنود الجيش الإسرائيلي المعاقين، وبعد مرور 100 يوم على الحرب، تم بالفعل الاعتراف بإصابة حوالي 4000 جندي بإعاقات".

وأشار إلى تقديرات ترجح أن هذا العدد "سيصل إلى نحو 30 ألفا".

وتابع: "حاليا تم الاعتراف بحوالي 4000 جندي (أصيب بإعاقة) وفقا للتصنيف 3، وهذا يعني أنه يحق لهم الحصول على جميع العلاجات والحقوق التي يتمتع بها شخص معاق في الجيش الإسرائيلي دون أن يتم الاعتراف بهم رسميًا على هذا النحو".

ولفت إلى أنه "يتم دفع رواتب للجنود المصابين وعلاجهم حتى دون الحاجة إلى إثبات أي شيء"، مبينا أن عملية إعادة تأهيلهم "ستبدأ في أقرب وقت لإعادتهم إلى الحياة".

ونقل الموقع عن عيدان كاليمان، رئيس منظمة المعاقين في الجيش الإسرائيلي: "مقابل كل مختص علاج طبيعي عملنا معه، نطلب الآن أربعة لتلبية حجم الجرحى، والأمر نفسه بالنسبة لجميع المهن العلاجية الأخرى".وأشار كاليمان إلى وجود "العديد من الجرحى الذين بترت أطرافهم، والذين أصيبوا بالعمى، والشلل".

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن تجنيد 360 ألفا من جنود الاحتياط في الحرب الدائرة ضد قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، بينما بدأت العملية البرية في 27 من الشهر ذاته.

وامس الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، إصابة 19 جنديًا في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية، ما يرفع عدد جرحاه إلى 2882 منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وفي وقت سابق، أعلن الجيش عن مقتل ضابط وجنديين في معارك جنوب قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، وإصابة 15 آخرين منهم في حالة خطيرة، خلال المعارك مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وقال موقع "يسرائيل هيوم" العبرية، بالإضافة إلى مقتل 3 عسكريين، أصيب 15 جنديًا أصيبوا في انفجار عبوة ناسفة داخل مبنى مفخخ في جنوب قطاع غزة، من بينهم 2 بحالة خطيرة والبقية في حالة متوسطة وطفيفة.

وأفاد جيش الاحتلال، عبر موقعه، أن القتلى هم قائد كتيبة 630 في الاحتياط ونائب سرية الكتيبة 630 وجندي آخر من نفس الوحدة، وأشار إلى أن القتلى سقطوا خلال تفجير مبنى مفخخ، مؤكدًا تسجيل إصابات بين الجنود بجروح مختلفة في المعارك الدائرة جنوب قطاع غزة.

وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت العبرية، أن قائد الكتيبة 630 الإسرائيلية قُتل، أمس الاثنين، في معركة بقطاع غزة، ما يرفع حصيلة القتلى إلى 567 منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأضافت الصحيفة أن "الرائد (احتياط) "نتانئيل (ناتي) كوبي، قائد الكتيبة 630 السرية "ب"، قُتل في معركة بقطاع غزة"، دون تحديد موقعها.

وأوضحت، أن "حالة من الحزن سادت في حي كريات شموئيل، في مدينة حيفا (شمال)، حيث كان يقطن كوبي".

وفي وقت سابق، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مقاتليها أجهزوا على 10 جنود إسرائيليين من نقطة الصفر، وأنهم فجروا عبوة مضادة للأفراد في قوة راجلة في عبسان الكبيرة شرق خان يونس.

وكانت مصادر إعلامية عبرية قد أكدت تعرض الجيش لكمين وصفته بالكبير والمحكم نفذته المقاومة الفلسطينية في خان يونس، وقد أودى بحياة أكثر من 11 جنديًا.

وقالت المصادر إن "الحدث الأمني وقع جنوب شرق خان يونس على شكل كمين محكم، واستغرق نقل القتلى والجرحى ساعات".

واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل 576 من عناصره، إضافة إلى إصابة 2864، من بينهم 344 عسكريًا يتلقون العلاج بالمستشفيات، حالة 30 منهم توصف بالخطيرة، منذ بدء العدوان على القطاع والعملية البرية.

وأفادت معطيات الجيش الإسرائيلي بأنّ 353 ضابطًا وجنديًا ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات بينهم "29 في حالة خطيرة و239 متوسطة و85 طفيفة".

المصدر / المصدر/ وكالة الاناضول