فلسطين أون لاين

صحف عالمية: "إسرائيل" تشعر بالعزلة و"تدهور مكانتها" بوتيرة متسارعة

...
رفح.jpeg
غزة - فلسطين أون لاين

بدأ التأييد الدولي لحكومة الاحتلال في عدوانها على قطاع غزة، يأخذ طابعًا سلبيًا إلى حد كبير، خاصة في ظل استمرار سقوط المدنيين بالقطاع المحاصر، وتهديدات الاحتلال في توسيع هجومه في مدينة رفح جنوبي غزة حيث الملاذ الوحيد للنازحين والذي ادعى أنها "مناطق آمنة".

وسلطت صحف ومواقع أخبارية عالمية الضوء على التداعيات الكارثية للهجوم الإسرائيلي المحتمل على رفح جنوب قطاع غزة، وعلى الضغوط التي تتزايد على "إسرائيل" بهذا الشأن.

ووصف محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رونين برغمان، اليوم الأربعاء، الأجواء التي سادت مؤتمر ميونيخ الأمني، المنعقد في الأيام الأخيرة، بسبب الحرب على غزة، بأنها تدل على أن "إسرائيل موجودة في ذروة تحوّل يزداد تفاقمًا وشدة، ويجري بوتيرة متسارعة وفي نهايته ستكون دولة معزولة، منبوذة، مقاطعة وبغيضة".

وأضاف، أن هذا الانطباع تعالى من أي منصة ونقاش ومحادثة جانبية في أروقة المؤتمر، وأن المسؤولين الإسرائيليين الذين حضروا المؤتمر وفي مقدمتهم رئيس الدولة، يتسحاق هرتسوغ، انقسموا إلى قسمين، "أولئك الذين يعانون من كآبة عميقة، وأولئك الذين يعتقدون أنه يوجد أمل، ملزمون بالقتال، وفي جميع الأحوال هم ملزمون بإظهار هدوء ومناعة تجاه الخارج، لأن على أحد ما يجب أن يكون متفائلا قليلا".

ونقل المحلل على لسان مسؤول "إسرائيلي" قوله: "أنا قلق لأن التحولات التي نراها هنا، في جميع الأحداث في المؤتمر، هذا التآكل في النظرة إلينا، التدهور إلى الهاوية، بانهيار مكانة إسرائيل الدولية، ستتحول إلى سقوط حر. هكذا هي الأمور عند الهاويات. أنت ترى طرف الجرف، وتبذل جهودا كبيرة كي تتوقف أو تؤخر الوصول إلى هناك على الأقل، وتتمسك بأي حجر أو كومة تراب، حتى ذرة التراب الأخيرة، لكن إذا لم تنجح بالتوقف ووصلت إلى هناك، عندها يكون السقوط من هناك حرا إلى الأسفل".

وتابع المسؤول الإسرائيلي، أنه "أخشى أننا نتمسك بذرة التراب هذه، عند المرتفع في طرف الجرف، وإذا لم نتوقف هنا، فإنه في مؤتمر ميونخ المقبل سننظر إلى الخلف ونقول أننا خطونا هذه السنة خطوة كبيرة إلى الأمام، إلى هاوية الموت".

ولفت برغمان إلى، تغريدة نشرها المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، كريم خان، أن "إلى جميع الضالعين: مكتبي يحقق بشكل حثيث في أي جريمة حرب تبدو أنها ارتكبت. ومن ينتهك القانون سيتحمل المسؤولية".

وقال المسؤول الإسرائيلي الرفيع معقبًا على تغريدة خان، إن "هذا تحذير كبير لإسرائيل قبل فتح تحقيق وربما قبل تقديم لوائح اتهام. وهناك انهيار سياسي شامل وبدأ التعبير عنه في الحلبة القانونية، من خلال عقوبات أميركية وبريطانية، تلميحات بإعلان الاعتراف بدولة فلسطينية، قرار محكمة في هولندا بحظر بيع أسلحة لإسرائيل، توقف إيطاليا عن بيع أسلحة، خفض التدريج الائتماني، والآن بيان المدعي".

ونقل بيرغمان عن مسؤول رفيع في الاتحاد الأوروبي قوله إنه "يتوقع أن ينضم الاتحاد قريبا من خلال قائمة سوداء خاصة به" إلى القوائم السوداء الأميركية والبريطانية والفرنسية التي تفرض عقوبات على مستوطنين. وأشار إلى أنه "من هنا ستكون الطريق قصيرة لإدخال سياسيين وربما ضباط في الجيش الإسرائيلي أيضا إلى قوائم مشابهة".

وأضاف بيرغمان أن زعيمًا أوروبيًا هاما ومعروفًا ومؤيدًا قال لمسؤول إسرائيلي رفيع، "إنني أقف إلى جانبكم فعلا، وثمة أهمية أن تهزموا حماس، لكن ذرائعي انتهت. كيف سأتمكن من الدفاع عنكم فيما مسؤولين في الحكومة عندكم يريدون العودة إلى الاستيطان في غزة، ويدعون إلى إبادة جماعية وجرائم حرب، وإلى ترانسفير ومحو بلدات، ورئيس الحكومة لا يقول شيئًا. وإذا لم تغيروا الاتجاه قريبًا، ستجدون أنفسكم وحيدين وعلى الأقل في بعض المجالات ستكونون في وضع سيصعب عليكم جدًا العودة منه وتكونوا دولة طبيعية".

رفح والحرب على المدنيين

على المستوى العالمي، قال الكاتب إيشان ثارور في تحليل له في صحيفة "واشنطن بوست" إن العالم بات في مواجهة مع إسرائيل بشأن احتلالها للأراضي الفلسطينية.

وأوضح الكاتب ثارور، أن المداولات الحالية في محكمة العدل الدولية تظهر بعمق صحة تصريح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي أثار غضب المسؤولين الإسرائيليين، والذي قال فيه إن هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي "لم يحدث من فراغ".

كما ودعت صحيفة "الغارديان" في افتتاحيتها السياسيين في الغرب إلى أن يكونوا أكثر وضوحًا بشأن ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مضيفة أنه "ليس لإسرائيل الحق في ذبح المدنيين الأبرياء بهذا الشكل الذي لا يمكن تصوره".

وكتب باتريك وينتور في صحيفة "غارديان" أن الضغوط تتزايد ومن كل الاتجاهات على "إسرائيل" بشأن رفح، فيما ينعقد مؤتمر ميونخ للأمن، وقال "إن كل المسؤولين المعنيين بالمناقشات حاضرون، وهناك أيضا شبح العودة إلى محكمة العدل الدولية ومشروع قرار آخر في مجلس الأمن الدولي يطالب إسرائيل بوقف فوري لإطلاق النار".

وبشأن الهجوم الذي تهدد به "إسرائيل" على رفح جنوبي قطاع غزة، كتبت صحيفة "الإندبندنت" في افتتاحيتها إن النتيجة الوحيدة لهذا الهجوم المزمع ستكون خسائر باهظة جديدة في الأرواح، وسينجم عن ذلك عواقب لن يكون أي منها في مصلحة الشعب الإسرائيلي.

وتطالب الصحيفة بوقف القتال مهما كانت الظروف، مؤكدة أن الحرب لن تجعل "إسرائيل" أكثر أمانا، وأنه "لم يتم تدمير حركة حماس، وستخرج من تحت هذا الركام لتهدد إسرائيل مرة أخرى".

وأشارت صحيفة "التايمز" إلى أن الولايات المتحدة أعربت إلى جانب حلفاء آخرين لإسرائيل عن معارضتها لخطة اجتياح رفح، وهي تقوم الآن بإعداد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يحذر "إسرائيل" من القيام بعملية كبيرة في رفح.

وفي السياق نفسه، نقلت "بوليتيكو" عن الرئيس السابق لمجلس العلاقات الخارجية الأميركية ريتشارد هاس قوله: "إن على الولايات المتحدة إعداد خطة لتغيير سياستها بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة".

وقال هاس للصحيفة، إن "الرئيس الأميركي جو بايدن يدفع ثمنًا سياسيًا داخليًا وبحاجة إلى النأي بنفسه عن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو".