هناك ثلاث خصال إذا كنَّ في شخص أو جماعة كُنَّ عليهم، وهي: البغي، والمكر السيئ، ونكث العهود، فما الدليل على ذلك؟! الدليل من كتاب الله (تعالى)،
أما الأولى: فيقول الله (تعالى): {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ}، والبغي هو الظُلم.. ظلم الناس والاعتداء على حقوقهم مادياً أو معنوياً، هذا الظُلم المنتشر -إلا من رحم الله- لا يدري صاحبه أنَّ عاقبته وخيمة عليه في الدنيا والآخرة، قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): "ما من ذنب أجدر (أحق وأولى) أن يعجّل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخِّره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم"، وقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): "إنَّ الله ليُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلته" ثم قرأ قول الله (تعالى): {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}، وجاء في وصيَّته لمعاذ بن جبل (رضي الله عنه) حين بعثه إلى اليمن قال: "وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ."
لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً ,،، فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ.
تنامُ عَيْنُكَ والمَظْلومُ مُنَتَبِهٌ ،،، يدعو عليك وعينُ الله لم تنم.
أما الثانية: فيقول الله (تعالى): {ولا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ}، فهذا الذي يُخطط بليلٍ ويدبّر المكائد لأخيه المسلم لا يدري أنه يمكر بنفسه ويضرُّ نفسه كما يقال في المثل: "من حفر حفرةً لأخيه وقع فيها"، ونحن في هذه الأيام مقبلون –إن شاء الله- على مصالحة ووحدة وطنية والبعض لديه شكوك ومخاوف من مؤامرات قد تُدبّر لتصفية قضية فلسطين والقضاء على الجهاد فيها وإلهاء الشعب في البحث عن لقمة العيش..
وهي مخاوف مشروعة، لكن اطمئنوا لعدل الله (تعالى) فعندما تآمر كفّار ثمود على صالح (عليه الصلاة والسلام) وأرادوا القضاء عليه ما الذي حدث لهم؟! قال الله (تعالى): {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}.
أما الثالثة: فيقول الله (تعالى): { فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}، فذاك الذي ينقض عهداً قطعه على نفسه مع الله (تعالى) أو مع الناس فمآل نكثه وبال وخسران، وقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): " أربع من كن فيه فهو منافق خالص، ومن كانت فيه خلة منهن كان فيه خلة من نفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر".