نقلت تقارير عبرية، أن شركة غوغل نشرت تقريرًا قالت فيه إن حركة "حماس" نفذت عمليات استخبارتية عبر شبكات الإنترنت مستهدفة مسؤولين وشركات عسكرية "إسرائيلية".
ونقلت القناة 12 العبرية، أن تقرير "غوغل" يشير إلى سلسلة من محاولات القرصنة التي قامت بها عناصر مرتبطة بحماس لمهاجمة "إسرائيل"، بنجاح جزئي، قبل أشهر قليلة من تنفيذ عملية "طوفان الأقصى" في الـ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وبحسب القناة العبرية، يشير التقرير إلى سلسلة من محاولات اختراق المنظمات المدنية والخاصة، "وعمليات حرب المعلومات المصممة لتقويض الروح المعنوية في "إسرائيل"، بالإضافة إلى حملات لجمع معلومات استخباراتية عبر الإنترنت"، عبر شبكة التواصل الاجتماعي "لينكد إن".
ووفقًا للتقرير الذي أعدته غوغل، تظاهر مسؤولو حماس بأنهم يعملون في مجال البحث عن موظفين لصالح شركات تكنولوجية عالية شرعية، واتصلوا بموظفين إسرائيليين عبر موقع LinkedIn تحت ستار محاولة تجنيدهم في الشركة.
ومن الناحية العملية، قامت حماس بجمع معلومات عن جهات العمل الحالية لهؤلاء العمال، وركزت على الصناعات العسكرية والمنظمات التي لها علاقة بالأجهزة الأمنية، ويعتمد جزءًا كبيرًا من نشاط العناصر السيبرانية في مهمات إيران وحماس من خلال برامج تجسس مثبتة على الهواتف الذكية للمستخدمين. بحسب تقرير القناة العبرية.
ويشير التقرير أيضًا إلى محاولة توزيع تطبيقات تتظاهر بأنها تلك التي تحذر من هجوم صاروخي، ولكنها في الواقع تجمع بيانات عن المستخدمين الذين قاموا بتثبيتها وقراءة رسائلهم وتتبع مواقعهم.
وقبل أسابيع، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن ضابط في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، قوله إن هناك مخاوف جدية من تعرّض الجيش الإسرائيلي لعمليات تجسس مضادة عميقة من جانب حركة حماس قبل الحرب المستمرة منذ أشهر.
وأضاف ضابط الاستخبارات الذي وصفته الصحيفة بالمخضرم دون تسميته، أن قوات النخبة (بكتائب القسام الجناح العسكري لحماس) كان "لديها معلومات حول مواقع حساسة للغاية للجيش الإسرائيلي، تبقى سرية حتى داخل الجيش نفسه".
وتابع: "هذه تفاصيل لا يخبرها قادة الجيش الإسرائيلي حتى لأصدقائه (..) سيتعيّن على لجنة التحقيق أن تسأل من أين حصلوا على الكثير من المعلومات الداخلية حول ما كان يحدث في قواعد الجيش الإسرائيلي الأكثر سرية".
واعتبر الضابط، أن "هذا يعني فشلًا استخباراتيًا مزدوجًا لجهاز الشاباك (الأمن العام)، الذي كان ينبغي عليه أن يجمع معلومات حول خطط حماس، لكنه وكما هو معروف فشل في القيام بذلك".
وقال "نحن نعلم الآن أن حماس كانت تعرف الكثير عنا، على مستوى يتجاوز مجرد جمع المعلومات من الطائرات بدون طيار والمراقبة".
وخلص الضابط في شعبة "أمان" إلى القول: "هذا يعني أن هناك سببًا للشك جدّيًا في وجود تجسس مضاد واسع النطاق، الذي ما زلنا لا نعرف كيف حدث، ويمكن أن تكون هناك جهة ما ساعدت حماس، لا ينبغي التغاضي عن هذه القضية، ويجب التحقيق فيها بعد الحرب".
وكان الإعلام الإسرائيلي مع بداية أكتوبر/تشرين الأول الحالي ومرور 50 عامًا على حرب السادس من أكتوبر 1973 منهمكا في تحليل "لماذا فاجأت تلك الحرب إسرائيل؟"، وإذ بالسابع من أكتوبر يفاجئ "الإسرائيليين" بهجوم غير مسبوق، ليس من دولة، بل من حركة مقاومة.
عملية لم تفاجئ فقط جيش الاحتلال الإسرائيلي ومخابراته وأجهزته الأمنية، بل فاجأت العالم أجمع. وزاد من مفاجأتها أنها لم تقتصر على اللحظة الأولى، بل ما زالت مستمرة بعد أكثر من 72 ساعة، إضافة إلى ما حققته من نتائج "مبهرة" بمقاييس حركات المقاومة الفلسطينية، والجيوش العربية.
فعلى مدى نحو 8 عقود منذ إعلان قيام "دولة إسرائيل"، لا يوجد شبيه لـ “طوفان الأقصى" اللهم إلا انتصار "السادس من أكتوبر 1973″، مع الفارق الكبير في التشبيه، وإن جمعت المفارقة بين الذكرى الـ 50 لهذا النصر المصري وانطلاق "الطوفان الفلسطيني".
وفي غزة وعلى حدودها، لا تغيب أعين "إسرائيل" أبدا؛ فطائرات المراقبة المسيّرة تحلق باستمرار في السماء، والحدود شديدة التأمين مليئة بالكاميرات الأمنية والجنود الذين يحرسونها، إضافة إلى العملاء داخل غزة، واستخدام التكنولوجيا في جمع المعلومات.
لكن رغم كل ذلك، فقد "وقعت الواقعة"، وبدا أن عيون إسرائيل كانت "مغمضة" في الفترة التي سبقت الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس.
يقول الجنرال المتقاعد ياكوف عميدرور -وهو مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو– إن الهجوم يمثل "فشلًا كبيرًا لنظام المخابرات والجهاز العسكري في الجنوب".
وأضاف عميدرور -الذي كان رئيسا لمجلس الأمن القومي بين عامي 2011 و2013، وهو الآن زميل كبير في معهد القدس للإستراتيجية والأمن- إن بعض حلفاء إسرائيل كانوا يقولون إن حماس اكتسبت "مزيدا من المسؤولية"، ويتابع بقوله "لقد بدأنا بغباء نعتقد أن هذا صحيح".
ويؤكد الجنرال الإسرائيلي السابق إسرائيل زيف أنه "لم يسبق أن رأيت في حياتي كلها مثل هذا التخطيط والتنفيذ التفصيلي" الذي تم في "طوفان الأقصى".