يأمل المواطنون في قطاع غزة ممن هم بحاجة ماسة للسفر، من السلطات المصرية بتقديم تسهيلات وإجراءات عملية على الأرض في إطار إنهاء معاناتهم، تتمثل في فتح معبر رفح البري لعدد أكثر من الأيام.
وشهدت الصالة الخارجية لمعبر رفح أمس ازدحاما للمسافرين، الذين يأملون في الحصول على فرصة سفر، علما بأنه يجري العمل بآلية تتيح نشر أسماء المسافرين وتسليم جوازات سفرهم قبل السفر بيوم أو يومين.
وطالب مسافرون تحدثت إليهم صحيفة "فلسطين" بفتح معبر رفح بشكل دائم ومستمر، كان منهم الطلاب، والمرضى، والزوجات العالقات، وأصحاب الإقامات في الخارج.
وتتمنى المسنة زينب السيد أبو طوق (52 عاما) ألا يذوق أحد ما ذاقته من مرارة وألم ومعاناة جراء عدم تمكنها من السفر؛ من أجل العلاج، قائلة: "أنا مصرية الجنسية ومتزوجة في غزة، أعاني المرض وأواجه صعوبات كبيرة في الخروج من معبر رفح".
ولفتت إلى أنها مقيمة في محافظة رفح منذ ثلاثين عاما، وسافرت مرارا إلى مصر دون إشكاليات، موضحة أن جواز سفرها المصري انتهت صلاحيته، لكنها بحاجة ماسة للسفر اليوم.
وقالت أبو طوق: "نشكر السلطات المصرية على التسهيلات المقدمة لشعبنا ونريد أن يتم ترجمتها بشكل أكبر يتيح المجال لأكبر عدد من المواطنين للسفر".
تنسيقات السفارة
أما أبو فهد عصفور (60 عاما)، أشار إلى أن نجله من ضمن 400 طالب مسجلين في الجامعات المصرية، منهم 120 طالبا عازمون على دراسة الطب البشري، لم يتمكنوا من مغادرة القطاع بعد.
وقال: "حدثت إشكالية أثناء فتحة المعبر الماضية، ولم تتح الفرصة أمام كثير من الطلاب بالسفر، لعدم وصول تنسيقات خاصة بهم من السفارة الفلسطينية في القاهرة"، مشيرًا إلى أن العام الدراسي مضى على بدايته قرابة شهرين، دون أن يلتحق الطلبة ومن بينهم نجله إلى مقاعد الدراسة، الأمر الذي جعل مستقبلهم الدراسي مهددا بالضياع.
وطالب عصفور بضرورة تسهيل سفر فئة الطلاب وتخصيص أعداد محددة يتم تسفيرها كل يوم يفتح فيه المعبر حتى تتم عملية سفرهم والتحاقهم بمقاعدهم الدراسية، قائلا: "هؤلاء مستقبل فلسطين وهم من سيخدمون الناس في الأعوام القادمة".
وأشار إلى أن نجله حصل على قبول من جامعة الزقازيق المصرية لدراسة الطب البشري، لافتا إلى أن التأخير في سفره يشكل معاناة كبيرة يعيشها هو ونجله على مدار الأيام.
وأضاف عصفور: "أريد تسخير كل ما أملك من أجل تعليم ابني الذي سيكبر ويحمل هم الوطن وهم العائلة وأشقائه السبعة عند مغادرتي الحياة"، مناشدا السلطات المصرية لضرورة فتح معبر رفح بشكل دائم حتى يتسنى لكل محتاج للسفر قضاء مصالحه، خاصة أن معبر رفح هو الرئة التي يتنفس منها سكان القطاع.
حق مكفول
أما محمد أبو دقة (41 عاما) أوضح أنه يريد السفر إلى مصر من أجل العلاج في المشافي المصرية وزراعة قرنية في عينه، مشيرا إلى أنه مسجل للسفر قبل أكثر من خمسة أشهر.
ولفت إلى أن فتح المعبر كل شهر مرة لا يفي بحاجات سكان القطاع، قائلا: "السفر والتنقل بحرية حق كفلته جميع الأعراف والقوانين الدولية والقانون الدولي الإنساني".
وأعرب أبو دقة عن أمله بتقديم مصر إجراءات عملية على الأرض من شأنها تخفيف حصار غزة، عبر فتح معبر رفح والسماح لعبور الأفراد والبضائع بجميع أشكالها، خصوصا مواد البناء.
بدوره، أوضح مدير معبر رفح هشام عدوان في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن الإجراءات المصرية الأخيرة انعكست بشكل إيجابي على الوضع الإنساني في قطاع غزة، خصوصا في ملف السفر، لكنه لفت إلى أن تلك الإجراءات لن تكتمل إلا بفتح معبر رفح بشكل كامل.
وأعرب عن أمله بإنهاء ملف السفر المؤرق لقطاع غزة، مشيرا إلى أن الحالات الإنسانية في القطاع في تزايدٍ مستمر، الأمر الذي يتطلب حاجتهم للحركة والتنقل من أجل العلاج والتعليم وغيرهما من المصالح الإنسانية.
وأكد عدوان أن كل فتحة للمعبر مع تقاربها لسابقتها تؤدي إلى حل جزء بسيط من الأزمة التي نعيشها، لكن الأزمة لم تنتهِ بعد، وما زال هناك آلاف المسجلين للسفر في كشوفات الهيئة العامة للمعابر، ينتظرون دورهم في السفر.
وطالب السلطات المصرية بضرورة فتح معبر رفح على الدوام، لإنهاء معاناة آلاف السكان.
وفتح معبر رفح البري استثنائيا قبل نحو شهر لتنقل المسافرين في الاتجاهين، كما فتح استثنائيا لمغادرة وفود اقتصادية وإعلامية للقاهرة وعودتهم للقطاع.
وأعادت السلطات المصرية فتح معبر رفح البري أمام سفر الحالات الإنسانية، على مدار ثلاثة أيام، أمس واليوم وغداً، في كلا الاتجاهين.