أكد مصدر أمني أنه ثبت لدى الأجهزة الأمنية في قطاع غزة وجود علاقة مباشرة وغير مباشرة بين مخابرات الاحتلال ومن يقوم بمحاولة العبث بأمن القطاع بإطلاق صواريخ لتكون ذريعة للاحتلال لضرب مقرات المقاومة في غزة.
وقال المصدر الأمني الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لصحيفة "فلسطين": إن الاحتلال وبعد حرب 2014م، والتي شهدت قيام المقاومة بتعزيز معادلة الردع مع الاحتلال، فكان من الصعوبة أن يقوم الاحتلال باستهداف أي هدف بشكل مباشر مهما بلغ ثمنه، باعتبار أن رد المقاومة سيكون رادعًا.
وتابع: "كان الحل من منظور الاحتلال تحريك عناصر لتوفير ذريعة لضرب الأهداف، يتم عن طريق عملاء وهذا يمثل صعوبة وخطورة فضلاً عن ندرة العملاء الذين يقومون بهذه الأدوار، والحل الثاني قيام عناصر لها علاقة بـ"الفكر المنحرف" بلعب الدور عن جهل.
وذكر أن هناك حلقات متقطعة وليست مباشرة في هذا السياق بين المصدر والممول والمنفذ، يكون الاحتلال إحدى حلقاتها وهو ما أثبتته الحالات التي ألقي ليها القبض، بأن يكون مصدر التواصل هو مخابرات الاحتلال.
كما أكد المصدر أن الخطورة النوعية في الأمر، هي محاولة العبث في الساحة الداخلية بغزة، من جهات لها علاقة مع الاحتلال، من خِلال القيام بمهمات عامة بغزة، مشيرًا إلى أن الاحتلال ينشط بدفع بعض العناصر لإطلاق الصواريخ بطريقة أو بأخرى لتكون مبررا لضرب أهداف للمقاومة.
وأوضح المصدر أن الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية بغزة صنعت منظومة أمنية قوية تجعل من الصعوبة بمكان اختراقها خاصة من قبل الاحتلال، بفعل المراقبة والمتابعة المستمرة وضبط العملاء ومراقبة اتصالاتهم وتحركاتهم.
وقال: "إن المقاومة بغزة دائمة الفاعلية والتطور، ومن الطبيعي أن تقوم مخابرات الاحتلال بمراقبة ومتابعة هذا التطور، من خلال ما يسمى بنك الأهداف"، مؤكدًا أن قطاع غزة قوي بمنظومته الأمنية، باعتبار أن أي عنصر يتعامل مع الاحتلال بأي مرحلة من مراحل التعامل فإن احتمالية ضبطه كبيرة.
وختم المصدر قوله: "هناك دور كبير لجهاز الأمن الداخلي وجهاز الضبط الميداني في ملاحقة العملاء ومطلقي الصواريخ، واستطاع الجهازان التحكم بالكثير من التهديدات ولكن لا يمكن أن نقول إنها انتهت".
وكان موقع "المجد" الأمني المقرب من المقاومة الفلسطينية كشف مؤخرًا عن اعتقال متخابر مع الاحتلال الإسرائيلي يقف وراء قصف أهداف في غزة.
وأفاد العميل خلال اعترافاته أن "ضابط المخابرات أبلغه صباح يوم الثلاثاء الثامن من آب/أغسطس الماضي بأنه سيتم استهداف المكان، وطلب منه مراقبة المكان بعد الاستهداف وجمع المعلومات".
يشار إلى أنه في مساء نفس اليوم الثلاثاء أعلن الاحتلال عن سقوط قذيفة صاروخية في منطقة مفتوحة بمدينة عسقلان، وبعدها بساعات -أي في ساعات الفجر الأولى من يوم الأربعاء الموافق التاسع من آب/ أغسطس الماضي- استهدف الاحتلال مواقع للمقاومة.
وتساءل الموقع في حينه: "من الذي أطلق القذيفة الصاروخية نحو الاحتلال؟ وهل فعلًا أطلقت قذيفة صاروخية؟ أم أنها مناورة منه لتمرير مخططاته".