فلسطين أون لاين

​ مخططات استيطانية جديدة.. بؤس أكبر ينتظر الفلسطينيين

...
قلقيلية - مصطفى صبري

تتصاعد وتيرة الاستيطان في الأراضي المصنفة "ج" إلى درجة أنه لم تعد هناك أراضٍ فلسطينية للعيش عليها؛ مما ينبئ بمستقبل لا يبشر بخير للتجمعات الفلسطينية المجاورة للمستوطنات.

يقول بشار القريوتي الخبير بشؤون الاستيطان لــ "فلسطين" :" الحديث عن المخططات الاستيطانية المتزايدة يجعل المستقبل الفلسطيني في أراضي الضفة الغربية في غاية الخطورة بالنظر إلى ما تخطط له حكومة الاحتلال ومجلس المستوطنات من خلق واقعٍ مرير على الأرض.

وحذر القريوتي من المخطط الذي يتم العمل به، ويتمثل في تقسيم الضفة الغربية إلى ثلاثة كانتونات "شمال ووسط وجنوب"، وعزل كافة القرى المحيطة بالتجمعات الاستيطانية، وكذلك ربط المستوطنات مع بعضها البعض، وتنفيذ مخطط ألون الذي يبدأ من مستوطنة "اريئيل" كبرى مستوطنات الضفة الغربية وينتهي في منطقة الأغوار على الحدود الشرقية للضفة الغربية، والمصادقة على مخطط استيطاني في منطقة الخليل والإدارة المدنية للمستوطنين في البلدة القديمة في الخليل.

وتابع حديثه قائلاً:" تعاظم الاستيطان له أثر على إضفاء طابع البؤس على حياة الفلسطينيين وبما أن الاستيطان يتركز في المناطق المصنفة " ج" فإن القرى الفلسطينية صارت معزولة ومحرومة من أرضها".

ويرسم صورة مؤلمة للفلسطيني الذي يزور أرضه لبضعة أيامٍ خلال العام لقطف ما تبقى من ثمار الزيتون؛ وبعدها يُحرم من أرضه، بينما المستوطن يمكث فيها طوال الوقت، مؤكدا أن الفلسطيني لو تُرك يستغل أرضه في مناطق "ج" لما عاش في هذا الوضع المأساوي.

وأضاف: "جراء هذه المعاملة القاهرة للفلسطينيين في أرضهم أصبحت عملية الترحيل القسرية التي تجري بصمت يومية، فلو نظرنا إلى الأراضي الواقعة بالقرب من المستوطنات فقد أصبحت مهجورة جراء إجراءات الاحتلال الأمنية وعربدات المستوطنين".

وفي السياق نفسه يقول الناشط محمد زيد :" علينا تحليل واقع الاستيطان بزاوية مختلفة عن عددها وتوزيعها الجغرافي ، فهناك دولة للمستوطنين قائمة بذاتها لديها جيش قوامه ستة آلاف مستوطن مدربين من قبل جيش الاحتلال ولديها قوة مستبدة تسمى "شبيبة التلال" أو عصابة "تدفيع الثمن"، كما أن المستوطنات تشتمل على مرافق حيوية مثل مناطق صناعية لها قيمتها الاقتصادية، وعلاوةً على ذلك لديها جامعة آريئيل عدد الطلاب فيها ما يقارب 30 ألف طالب، وتجري فيها براءات اختراع مع شركاتٍ يابانية وألمانية وصينية ".

وأضاف: "لم يعد الاستيطان يقتصر على بناء وحداتٍ سكنية ومستوطنات جديدة، بل أضحى له وزنه الاقتصادي والعلمي والعسكري، إلى درجة أن مراكز تدريب الجنود أصبحت في المستوطنات مثل مستوطنة قدوميم؛ ويتسهار؛ وآريئيل؛ وكريات أربع ".

ولفت الناشط زيد إلى أن زيادة وتيرة الاستيطان قرار مُجمع عليه من قبل حكومة الاحتلال وأمريكا؛ وهما لا تريان فيه إجراء يعطل عملية السلام، "أي أن هناك شرعية أمريكية للمستوطنات تُخالف كل القرارات الدولية المعارضة للاستيطان".

يشار إلى أن مصادر صحفية إسرائيلية نشرت عن مخطط سيعرض الأسبوع القادم للموافقة على بناء مئات الوحدات الاستيطانية في الضفة؛ ومنها ما سيكون في الخليل للمرة الأولى منذ ١٥ عاما.

وحسب مصادر مطلعة فإنه سيتم بناء ٣١ وحدة استيطانية في مستوطنة "بيت رومانو" في الخليل؛ والتي كانت دائما ذات طابع عسكري، ومن المقرر بناء ١٠٢ وحدة في مستوطنة "نيجوهوت" المقامة على أراضي جنوب غرب الخليل، و ٤٥٣ وحدة في مستوطنة "جفعات زئيف" بالقدس، و ٥٤ وحدة في مستوطنة "هار براخا" شمال الضفة، و ٨٦ وحدة في مستوطنة "كوخاف يعقوب" شمال القدس، و ٤٨ وحدة في مستوطنة "معاليه مخماس" جنوب رام الله، و ١٥٨ في مستوطنة "كفار عتصيون" شمال الخليل، و ٢٩٦ في مستوطنة "بيت ايل" شمال رام الله، و ٢٠٦ في مستوطنة "تكواع" جنوب بيت لحم، و ١٢٩ في مستوطنة "افني هافيتز"؛ و١٢٠ في مستوطنة "نوفيم".