الحالة النفسية السيئة وانخفاض الروح المعنوية ليست أمورًا هامشية فيما يتعلق بالقتال وخوض الحروب المباشرة، خاصة لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي أظهرت تقارير عديدة حول تفاقم الأوضاع النفسية والصحة العقلية لدى جنوده منذ بدء معارك القتال مع المقاومة الفلسطينية بغزة في الـ 7 من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأفادت إذاعة "كان" العبرية، بخضوع 3 آلاف جندي تقريبًا، لمعاينات طبية، لدى ضباط الصحة النفسية في "الجيش" الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023.
وأشارت “جمعية عران" الإسرائيلية (التي تعنى بتقديم المساعدة النفسية الأولية)، في تقرير لها، في الشهر الأول من هذا العام، إلى أنه "منذ بداية الحرب تلقت مراكز المساعدة التابعة لها أكثر من 100 ألف طلب من مدنيين وجنود، وتم تلقي 3000 منها خلال أحداث 7 أكتوبر".
كما أوردت صحيفة "هآرتس"، في الأول من شهر كانون الثاني/يناير، أنّ مصادر في قطاع الصحة النفسية، قالت إنّ العشرات من الأطباء النفسيين العاملين في نظام الصحة العقلية العام في "إسرائيل" غادروا مؤخرًا إلى بريطانيا.
وأشارت الصحيفة إلى، أنّ هذا النزوح يأتي في وقت يتزايد الطلب على خدمات الصحة العقلية في "إسرائيل" بسبب الحرب على قطاع غزة، لافتةً إلى أنّ "رؤساء مراكز الصحة العقلية في جميع أنحاء إسرائيل أرسلوا الأسبوع الماضي رسالة إلى مراقب الدولة يحذرون فيها من أنّ نظام الصحة العقلية في إسرائيل على وشك الانهيار التام".
وأوضحت على لسان أحد كبار المسؤولين في نظام الصحة العقلية الذي تحدث مع أحد الأطباء النفسيين إنّ ما يدفعهم إلى المغادرة هو "الإحباط بسبب عبء العمل الثقيل، والشعور بأنّ الوضع لن يتحسن"، وأنه في ظل الوضع الحالي، فإنّ عبء العمل سيزداد فقط.
وتابعت، بأنه "علاوة على ذلك، ليس من المعروف حتى الآن كم من أولئك الذين يقاتلون في قطاع غزة سيعانون من صدمة ما بعد الحرب"، مضيفةً: "لقد شهدنا بالفعل زيادة بنسبة عشرات بالمائة في الطلب على خدمات الصحة العقلية".
وحذرت "هآرتس"، من أنّ عواقب الحرب على الصحة العقلية مثيرة للقلق حتى الآن، مؤكدةً: "إننا نشهد مستويات عالية من أمراض الصحة العقلية والانتحار والاستشفاء في حالات الطوارئ في ظروف غير إنسانية".
وقبل أسابيع ماضية، ذكرت "القناة 12" أنّ جنديًا استيقظ مرعوبًا بسبب كابوس خلال نومه وقام بإطلاق النار تجاه جدار الغرفة التي كان ينام فيها، وقد أدّى ذلك إلى إصابة عدد من الجنود "الإسرائيليين".