فلسطين أون لاين

نجت بأعجوبة من القصف الإسرائيلي

تقرير وفاء شعبان.. مُدللة والديها التي فتكت شظايا القنابل بجسدها الغضّ

...
وفاء شعبان.. مُدللة والديها التي فتكت شظايا القنابل بجسدها الغضّ 
غزة/ أدهم الشريف: 

قبل بضعة أسابيع كانت وفاء شعبان طفلة يافعة تحلم بحياة هادئة ومستقبل باهر وتلهو برفق مع أشقائها؛ كيف لا؟ وهي بِكِر والديها اللذان كانا بالنسبة لهم ينبوع الرأفة والحنان. 

لكن هذه الطفلة البريئة صارت حبيسة أسرَّة العلاج في مجمع الشفاء الطبي وقد حرمت من اللعب مجددًا مع أشقائها كما اعتادوا سابقًا. 

وكانت وفاء البالغة (11 عامًا) أصيبت بشظايا قنابل ألقتها طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي واستهدفت منطقة سكنها في جباليا البلد، شمالي قطاع غزة. 

بالكاد تقدر هذه الطفلة على تحريك أطرافها، ومع كل حركة تفعلها تتأوه ألمًا من شدة الجروح العميقة في جسدها الغضّ. 

تغطي الضمادات أجزاءً واسعة من جسدها، وتبدو بملامحها البريئة أنها أصبحت آسفة لحالها بعدما فقدت القدرة على الحركة إلا بمساعدة والديها. 

يمسك والدها يوسف شعبان يدها محاولاً التخفيف عن طفلته، فتارة يسمعها كلامًا دل على مدى حبه لها، وتارة أخرى يحتضنها ويبكي ألمًا ووجعًا على ابنته البكر. 

وكان القصف الذي أصيبت فيه وفاء يوم 20 ديسمبر/ كانون أول 2023، عبارة عن حزام ناريٍ (سلسلة غارات تضم عشرات القنابل) نفذته الطائرات الحربية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في جباليا البلد، وأدى إلى تدمير عدد كبير من المنازل وارتقاء وإصابة العشرات. 

لكن وفاء لا تذكر شيئًا سوى أنها كانت تلعب مع أشقائها الثلاثة الذين يصغرونها سنًا، وتتراوح أعمارهم بين 3- 7 أعوام. 

تقول لموقع "فلسطين أون لاين": إنها وجدت نفسها في المستشفى والدماء تغطي جسدها بالكامل. 

وكانت مقاتلات جيش الاحتلال ألقت آلاف الأطنان من المتفجرات على هيئة ذخائر وقنابل مختلفة الأحجام والأغراض العسكرية منذ بدء الحرب على غزة يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. 

واستهدف جيش الاحتلال بغاراته غالبًا مناطق مأهولة بسكان مدنيين، مرتكبًا جرائم حرب أدت فعليًا إلى استشهاد عشرات آلاف المواطنين وفقدان آلاف آخرين تحت ركام المنازل والأحياء المدمرة. 

وتساءلت وفاء بكلمات بريئة: ما الذنب الذي ارتكبناه لتقصفنا الطائرات بحممها؟ 

وأضافت: إنه من حقنا كأطفال العيش بأمان مثل أطفال العالم، لكن الأمان في بلادنا مفقود بسبب جرائم الاحتلال". 

أما عن مدى خطورة إصابة وفاء وحالتها الصحية، تحدث والدها يوسف شعبان لـ"فلسطين أون لاين"، مبينًا أن 3 شظايا أصابت الجزء السفلي من البطن، وأخرى أصابت يدها اليمنى وتسببت بجروح عميقة في أصابعها. 

يبدو يوسف (35 عامًا) في حالة خوف شديد من أن تؤدي هذه الجروح إلى بتر في أصابع ابنته، إذ إن الأطباء لجئوا إلى تقضيب أصبع الخنصر في اليد اليمنى بأربعين غرزة للحيلولة دون بتره. 

وقد دأب والدها على تهدئة ابنته منذ خروجها من غرفة العمليات الجراحية في مجمع الشفاء الذي يضم بين أروقته وأقسامه وغرفه مئات الجرحى والمصابين وعشرات آلاف النازحين منذ بدء الحرب على غزة. 

وقال لـ"فلسطين أون لاين": إن ابنته لا زالت بحاجة إلى سلسلة عمليات جراحية في مناطق متفرقة من جسدها، وعد بها الأطباء في المجمع عند توفر الإمكانيات اللازمة لإجرائها. 

وعلاوة على مرافقة يوسف وزوجته ياسمين المطوق (30 عامًا) لابنتهما وفاء منذ إصابتها قبل أكثر من شهر، فقد أصبحا نازحين في المجمع الذي تحول لمركز إيواء بسبب الحرب الإسرائيلية الممتدة للشهر الرابع على التوالي. 

وأضاف يوسف: إننا فقدنا 3 بنايات سكنية كانت تأوي العشرات من أفراد العائلة نتيجة الحزام الناري الذي دمر مربعًا سكنيًا كاملاً تزامنًا وقصف مدفعي مكثف استهدف منطقة سكننا في جباليا البلد. 

وطالب والدا الطفلة بضرورة توفير حماية دولية للمدنيين وخاصة فئة الأطفال الذين استشهد الآلاف منهم بفعل الغارات الإسرائيلية، الأمر الذي لاقى تنديدًا عربيًا ودوليًا واسعين. 

يشار إلى أن قوات جيش الاحتلال اقتحمت مجمع الشفاء وألحقت خرابًا كبيرًا بأقسامه وكذلك في بنيته التحتية وحالت دون الحفاظ على قدرته الطبية في علاج جرحى العدوان وإنقاذ حياتهم.

المصدر / فلسطين أون لاين