أكد الدكتور محمد الهندي نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أن (إسرائيل) “ستكون مرغمة على إجراء عملية تبادل الأسرى مهما طالت أيام العدوان.
وقال الهندي في مقابلة مع موقع "الجزيرة نت": إن (إسرائيل) تحاول أن تتهرب من هذه العملية ولو بتصفية جميع أسراها في قطاع غزة حسب قانون “هانيبال” الذي ينص على أن جنديا قتيلا أفضل من جندي أسير.
وأضاف: لكنها (إسرائيل) في النهاية وأمام هذا العدد الكبير من الأسرى وأمام الرأي العام الإسرائيلي الذي يتفاعل بقوة مع أهالي الأسرى الصهاينة ستجد نفسها ومهما ارتكبت من مجازر مرغمة على عملية تبادل تُدخل الفرحة إلى كل بيت فلسطيني.
وتابع: أما الآن ونحن ما زلنا في منتصف المعركة فإن الحديث لا يدور عن صفقة تبادل أسرى، بل عن هدن متكررة يتم فيها إطلاق بعض المدنيين، خاصة من حملة الجنسيات الأجنبية مقابل إطلاق بعض الأسرى الأطفال والأسيرات والمرضى من سجون العدو وإدخال الوقود والمساعدات الطبية.
وأكد أن إنجاز المقاومة في عملية طوفان الأقصى وانهيار وحدات النخبة في الجيش الصهيوني أمام المجاهدين كان لهما وقع الصاعقة على العدو وداعميه في الغرب والإقليم، ورغم الوجع الكبير من عمليات الانتقام ضد المدنيين من أهل غزة فإن هذا الانتقام أظهر صورا غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية.
وشدد على أن لهذه العملية أثرا إستراتيجيا بعيد المدى، خاصة إذا فشل العدو في ترحيل أهل غزة، وهو فاشل بإذن الله.
وأكد أن هذه العملية أعادت طرح القضية الفلسطينية على رأس سلّم أولويات العالم بعد أن كاد يطويها النسيان وبعد أن تُركت الضفة الغربية والقدس والأقصى تحت قبضة العدو الصهيوني لتصفية ما تبقى من فلسطين.
وشدد على أن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول جاء ليؤكد أنه لا سلام ولا أمن في المنطقة دون أن يأخذ الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة، لا قوة إسرائيل ولا اتفاقات السلام والتطبيع مع الأنظمة العربية أو أي تواطؤ غربي يمكن أن يحقق أمن واستقرار الشرق الأوسط.
وقال الهندي إن “سرايا القدس” من ناحية عسكرية بخير، وميدانيا تواصل تصديها لقوات العدو المقتحمة لغزة بقذائف الهاون والقذائف الصاروخية الأخرى، كما تواصل إطلاق الصواريخ في العمق الصهيوني وفي مدن الغلاف، وتتمتع السرايا بمعنويات عالية، وهي مستعدة لمواصلة القتال لفترة طويلة.
وأكد أن العدو لم ينجح إلا في قصف المدنيين في بيوتهم ومساجدهم وكنائسهم ومشافيهم، وهذا هو النجاح الوحيد الذي يمكن أن تتحدث عنه إسرائيل، وهو في المقابل هزيمة جديدة لهذا العدو الذي لا يجيد المواجهة في الميدان فيقصف وينتقم من المدنيين في بيوتهم.
وحول رسالة حركة الجهاد الإسلامي من تنفيذ عمليات عبر الجبهة الجنوبية للبنان، أوضح أنها للتأكيد أننا شعب واحد وقضية واحدة ونواجه عدوا واحدا، وهو لا يستهدف فلسطين فقط، بل كل الأمة.
وحول التفاعل العربي والإسلامي والدولي مع العدوان، قال الهندي: إن تفاعل الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم لم ينقطع منذ اليوم الأول لعدوان العدو وجرائمه ضد المدنيين، فعواصم عالمية مثل لندن وباريس وواشنطن شهدت أكبر مسيرات تهتف لحرية فلسطين، لكن الضغوط الشعبية على الإدارة الأميركية هي الأهم في سنة الانتخابات التي تبدأ للتو.
أما على المستوى الرسمي فالحكومات الغربية -وفق الهندي- تدافع عن ذراعها في المنطقة وعن مشروعها للهيمنة على الإقليم الذي استثمرت فيه سنوات طويلة مئات مليارات الدولارات وجهودا كبيرة حتى تزرع (إسرائيل) في قلب أمتنا.
وقال: إن النظام العربي -الذي فشل في لقاء القاهرة من إدخال قطرة ماء واحدة إلى غزة- فلا قيمة له ولا وزن لا عند إسرائيل ولا عند الأميركيين.