قال أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، إن "معركة طوفان الأقصى باتت ممتدة في أكثر من ساحة وجبهة"، وشدّد على أن الولايات المتحدة هي "المسؤولة بالكامل" عن الحرب في غزة، مضيفا أن "من أهم أخطاء حكومة العدو طرح أهداف عالية لا يمكنها تحقيقها مثل القضاء على حماس".
وأضاف نصر الله خلال خطاب اليوم، الجمعة، أن "أهداف الحرب هي وقف العدوان وأن تنتصر المقاومة وأن تنتصر حماس في غزة".
وشدد على أن "انتصار غزة يعني انتصار الشعب الفلسطيني والقدس والأقصى والضفة والأسرى... وانتصار لكل دول المنطقة ومصلحة وطنية مصرية وأردنية وسورية ولبنانية".
وتابع: "لقد دخلنا المعركة منذ الثامن من أكتوبر... ما يجري على جبهتنا مؤثّر جدا ولن يتمّ الاكتفاء به".
وذكر أنه " لو أردنا أن نبحث عن معركة كاملة الشرعية فلا معركة مثل القتال مع الصهاينة"، مضيفا أن "المعركة مع الصهاينة لا غبار عليها على المستويين الأخلاقي والشرعي".
وقال إن "آلاف الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال منذ سنوات طويلة دون أن يحرك أحد ساكنا"، مشيرا إلى أن "الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى غير مسبوقة في التاريخ الحديث".
وأضاف أن "ما حدث في غزة، كان لا بد منه لإعادة طرح القضية الفلسطينية كقضية أولى في العالم". وذكر أن "عملية طوفان الأقصى كان قرارها وتنفيذها فلسطينيا مئة في المئة".
ولفت نصر الله إلى أن "السرية المطلقة هي التي ضمنت نجاح عملية 7 أكتوبر الباهر من خلال عامل المفاجأة".
وتابع: "إخفاء عملية 7 أكتوبر لا تأثير له مطلقا على أي من جبهات المقاومة الأخرى". وذكر أن "أداء حركة حماس ثبت وأكد الهوية الفلسطينية المطلقة لعملية طوفان الأقصى".
وقال إن "طوفان الأقصى معركة فلسطينية بالكامل وليس لها علاقة بأي ملف إقليمي"، مضيفا: "يجب أن يفهم الجميع أن أصحاب القرار الحقيقيين هم قيادات المقاومة وأصحاب القضية".
وذكر أن "معركة طوفان الأقصى أحدث زلزالا أمنيا وعسكريا ونفسيا ومعنويا في الكيان الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن "عملية الأقصى كانت لها نتائج استراتيجية ستترك آثارها على حاضر ومستقبل هذا الكيان".
وأضاف نصر الله: "ما فعلت حكومة العدو لن تستطيع أن تغير من تداعيات معركة طوفان الأقصى على مستقبل إسرائيل... طوفان الأقصى كشف الوهن والضعف والهزال في الكيان وأن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت".
وقال إن "الإسرائيليين باتوا يؤمنون أكثر من غيرهم بأن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت"، على حدّ قوله، وشدد على أن "السرعة الأميركية في احتضان إسرائيل ودعمها وإسنادها كشف وهن وفشل هذا الكيان".
وفي الصدد ذاته، ذكر أن "(إسرائيل) طلبت من أميركا أسلحة وأموالا منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى"؛ كما رأى أن "حكومة العدو احتاجت منذ اليوم الأول للمعركة إلى البحرين المتوسط والأحمر للدعم العسكري".
ولفت إلى أن "التضحيات بغزة أسست لمرحلة تاريخية جديدة في مصير الشعب الفلسطيني، ومصير المنطقة وشعوبها".
وأضاف أنه "كان واضحا من الساعات الأولى لمعركة طوفان الأقصى أن العدو كان ضائعا وتائها".
وقال إنه "عندما ذهبت قوات الاحتلال لاستعادة المستوطنات، هي التي ارتكبت المذابح بحق المستوطنين".
وتابع: "سيكتشف العالم أن أغلب من يقولون إنهم مدنيون قتلتهم حماس قتلوا بسلاح الجيش الإسرائيلي".
وذكر نصر الله أن "العدو أعلن سابقا في عام 2006 أن هدفه هو القضاء على حزب الله وهو ما لم يتحقق"، مشيرا إلى أن "ما يجري في غزة يكشف غباء وحمق وعجز الإسرائيلي".
وأكد أنه "لا حرمة لشي لا لدم ولا لمؤسسة بغزة والاحتلال يدمر أحياء بكاملها على مرأى من العالم"، مضيفا: "شهر بكامله لم يستطع جيش العدو أن يقدم إنجازا واحدا في غزة".
وأشار إلى أن "جيش العدو لا يتقن سوى التردد والخوف والضعف وارتكاب المجازر طوال 75 عاما"، مشددا على أنه "لم يستطع من خلال القتل والمجازر في غزة أن يصل إلى نتيجة".
وتابع: "نقول للعدو إن نهاية المعركة ستكون انتصار غزة".
وأضاف أن "شعوب المنطقة في مصر وسورية والأردن ولبنان، وأولهم الشعب الفلسطيني، اكتووا بنار إسرائيل"، ورأى أن "شهداء غزة يكشفون ويسقطون كل الأقنعة الكاذبة في خداع شعوبنا لدفعها نحو التطبيع".
وقال نصر الله: "يجب أن نعرف أن أميركا هي المسؤولة بالكامل عما يجري بغزة وإسرائيل مجرد آداة تنفيذية".
وأضاف: "جب أن تحاسب أميركا عن جرائمها ومجازرها بحق الشعوب... الولايات المتحدة هي المسؤول الأول عما يجري في غزة وهي التي تمنع وقف العدوان".
وذكر أن "القواعد الأميركية في العراق وسورية تتعرض لهجمات المقاومة وهذا قرار حكيم وشجاع".
وقال إن "ما يجري في غزة ليس حربا كبقية الحروب السابقة بل معركة فاصلة حاسمة تاريخية".