في فناء مجمع ناصر الطبي غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، لا يوجد موطأ قدم بعد نزوح آلاف العائلات من منازلهم وأماكن سكنهم في مناطق مختلفة من المدينة هربًا من قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي."
وافترش المواطنون بعائلاتهم الكاملة الأرض في حديقة المستشفى، وممراتها الخارجية، باحثين عن مكان آمن يحميهم من القصف المستمر لطائرات الاحتلال والذي يستهدف المواطنين داخل منازلهم.
وداخل ساحات مستشفى ناصر، يساعد جيران المستشفى النازحين ببعض الفراش والأطعمة والماء رغم قلة وجودها نتيجة لقطعها من قبل سلطات الاحتلال، وعدم توفرها نتيجة لانقطاع الكهرباء المستمر.
عشرات الصواريخ
يقول محمد قديح أحد النازحين إلى مجمع ناصر الطبي: "قصفت طائرات الاحتلال بعشرات الصواريخ منطقتنا في خزاعة شرق مدينة خان يونس، واستشهد جيراننا نتيجة القصف، لذلك سارعنا إلى الخروج من المنطقة.
ويوضح قديح لصحيفة "فلسطين"، أن عائلته المكونة من 6 أفراد وصلت إلى مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" في مخيم خان يونس غرب المدينة ولم تجد متسع لها نتيجة وجود آلاف النازحين، لذلك ذهبت إلى مستشفى ناصر.
ويشير إلى أنه وعائلته يفترشون الأرض داخل ساحات المستشفى بدون وجود أي متطلبات العيش الأساسية، ويلجؤون إلى خارج المستشفى للحصول على الماء والطعام وبعض المستلزمات.
ويصف النزوح داخل مستشفى ناصر بالمأساوي لعدم توفر أغطية وفراش لعائلته، ونومهم أمام جميع الناس.
كذلك، يوضح النازح أحمد أبوزر أن عائلته المكونة من 4 أفراد نزحت من بلدة القرارة شمال شرق مدينة خان يونس لمجمع ناصر الطبي بسبب اكتظاظ مدارس الوكالة بالآلاف من النازحين.
تحت الأشجار
ويقول أبو زر لـ"فلسطين": "ننام أنا وأولادي وزوجتي في حديقة مجمع ناصر الطبي تحت الأشجار وحصلنا على بعض الفراش من جيران المستشفى والقليل من الماء والطعام".
ويعيش أبو زر بحالة خوف كبيرة خشية قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لساحات المستشفى وارتكابه مجازر خاصة مع وجود آلاف المواطنين به.
وخلف مبنى الكلى في مستشفى ناصر، يفترش محمد عمر الأرض برفقة العشرات من أقاربهم بعد نزوحهم من بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس.
ويقول عمر لـ"فلسطين:" "لدينا حالة خوف شديدة من النزوح لمدارس الوكالة بسبب قصفها من قبل طائرات الاحتلال لذلك لجأنا إلى مستشفى ناصر الطبي".
ويوضح أن الاحتلال لا يفرق بين نازح أو مدني أو أي أحد، حيث قصف قبل أيام مجموعة من النازحين أسفل مبنى بلدية خان يونس القديم واستشهد العشرات.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن أكثر من 263,934 شخصا في غزة فروا من منازلهم، وسط توقعاته بارتفاع العدد، نتيجة تواصل القصف الإسرائيلي.
ولجأ قرابة 175,000 من أولئك ، إلى 88 مدرسة تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مختلف المناطق في قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة مساء (الجمعة) ارتفاع عدد الشهداء إلى 1799 والجرحى إلى 6388 جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ يوم السبت.