فلسطين أون لاين

تقرير استهداف الطواقم والمؤسسات الصحية".. سياسة إسرائيلية لقتل أعداد كبيرة من سكان القطاع

...
مشهد حي من استهداف الطواقم الصحية في العدوان على غزة
غزة/ نور الدين صالح:

تتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف الطواقم الطبية والمؤسسات الصحية منذ بداية معركة "طوفان الأقصى" السبت الماضي، ضاربة بعرض الحائط كل القوانين الدولية التي تكفل سلامة وأمن الطواقم الطبية خلال الحروب.

وبحسب إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي، فقد توقف ٢٩ مركز رعاية أولية عن العمل بسبب القصف من أصل ٥٢ مركز يتبع وزارة الصحة، بما يهدد حياة آلاف المرضى المزمنين الذين يتلقون المتابعة الطبية والأدوية منها.

وأوضح المكتب أن القصف الإسرائيلي ألحق دماراً واسعاً في 10 مراكز ومؤسسات صحية وتسبب بإخراج بعضها عن الخدمة مثل مستشفى بيت حانون، مشيراً إلى أن الاحتلال قصف 13 سيارة إسعاف بشكل مباشر خلال مهامها الميدانية، ما أودى بحياة 6 من الكوادر الصحية وإصابة 18 آخرين.

ويبدو أن الاحتلال يسعى من خلال هذه السياسة الممنهجة إلى قتل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، عبر عرقلة وصول الطواقم الطبية للجرحى والشهداء الذين يتم استهداف بيوتهم فوق رؤوسهم، وفق ما يقول مراقبون.

وأكد مدير مجمع ناصر الطبي في خان يونس د. ناهض أبو طعيمة، أن الاحتلال يتعمد إعاقة عمل الطواقم الطبية العاملة في خدمة الجرحى والشهداء ونقلهم إلى المستشفيات أثناء القصف.

وأوضح أبو طعيمة لصحيفة "فلسطين"، أن القصف الإسرائيلي طال العديد من المؤسسات والكوادر الطبية ما أدى الى ارتقاء عدداً منهم، وهو ما ينعكس سلباً على تقديم الخدمات للمواطنين المصابين.

وشدد على أن تدمير البنية التحتية للمؤسسات الصحية ينعكس بشكل كبير على تقديم الخدمة وصعوبة وصول الطواقم الطبية ونقل الجرحى من مناطق الأحداث والقصف بالإضافة إلى صعوبة التعامل مع المرضى وإخلاء المستشفى أثناء الاستهداف.

وعدّ أبو طعيمة، تعمد إعاقة عمل الطواقم الطبية واستهداف المؤسسات الصحية، "وسيلة من الاحتلال للضغط على المقاومة".

قتل المدنيين

بدوره، رأى نائب مدير مركز الميزان لحقوق الانسان سمير زقوت، أن (إسرائيل) تسعى لقتل أكبر عدد من المدنيين الفلسطينيين خلال عدوانها الحالي على قطاع غزة، وذلك ضمن سياسة ممنهجة.

وبيّن زقوت لـ "فلسطين"، أن هدف الاحتلال من استهداف الطواقم والمؤسسات الطبية قتل أكبر عدد من المواطنين وإصابة الآلاف وإبقاء أعداد كبير من أصحاب الاعاقات الدائمة، مشيراً إلى أن القصف الإسرائيلي طال كل شيء في القطاع ولا يقتصر على المقاومة كما يدّعي الاحتلال.

وقال: " نحن أمام كارثة حقيقية بفعل استمرار القتل الإسرائيلي واستهداف المؤسسات الصحية"، مطالباً كل الجهات الدولية والمؤسسات الحقوقية بضرورة الضغط على الاحتلال لوقف هذه الجرائم.

وأضاف "دولة الاحتلال ترتكب محرقة حقيقية بحق قطاع غزة والبشر والحجر وليس فقط سيارات الإسعاف والمؤسسات الصحية"، مؤكداً أن استهداف الطواقم الطبية يزيد من صعوبة وصولها لأماكن القصف وإنقاذ الأرواح.

وشدد على أن "هناك تعمد واضح لقتل كل سكان القطاع والمؤسسات الصحية"، معتبراً ذلك يندرج ضمن استهداف منظم يُرد منه الحكم بالموت على غزة.

وعدّ زقوت، هذه الاستهدافات "جرائم حرب وابادة للجنس البشري في ظل دعم وتغطية واضحة من دول كبرى للاحتلال تّدعي أنها تدافع عن الإنسانية وحقوق الانسان، أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية".

ولا تزال معركة "طوفان الأقصى" التي أعلن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف مستمرة لليوم السادس على التوالي، ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأٌقصى، فيما أعلن جيش الاحتلال بدء عملية "سيوف حديدية" ضد قطاع غزة.

ومنذ بدء المعركة وبحسب بيان، فقد بلغ إجمالي ما وصل لمستشفيات قطاع غزة حتى اللحظة 1055 شهيد بينهم 260 طفلًا و230 سيدة، وإصابة 5184 آخرين.

وأشارت وزارة الصحة إلى أن الطواقم الطبية لازالت تعمل بكل طاقتها من أجل إنقاذ عشرات الحالات الخطيرة والحرجة في غرف العمليات والعنايات المكثفة.