فلسطين أون لاين

​سحب التصويت من اليونسكو

الضغوطات، وما باليد حيلة، أجبرت السلطة الفلسطينية والدول العربية، على التراجع عن عزمهم طرح تصويت في اللجنة الإدارية لمنظمة التعليم والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو)، التي تفتتح أعمالها في باريس هذا الأسبوع، على مشاريع قرار تنتقد سياسة حكومة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967.

من المفترض نظريا أن أدوات المجتمع الدولي هي نصيرة للمظلومين، وليست نصيرة للظالمين، فكل قرارات المجتمع الدولي بحق دولة الاحتلال لم يطبق منها قرار واحد على الأقل، بينما كل قراراتها ضد الدول والشعوب الضعيفة طبقت بحذافيرها، لكن هذا لا يعني عدم العمل على كشف حقيقة وتعرية الاحتلال عبر أدوات المجتمع الدولي.

شيطان يتحرك ولا يكل ولا يمل، إنه المبعوث الأميركي الخاص، "جيسون غرينبلات"، فهو كان ضالعا في هذه الاتصالات بشكل شخصي لإجبار العرب والفلسطينيين على سحب التصويت، ولا ندري هل استخدم أدوات الترهيب أم الترغيب أم كليهما.

"غرينبلات"، هو من صرح قبل أسابيع وقال عبارة الاحتلال المزعوم، فهو في العلن شيء وفي السر شيء آخر، ويعمل ليل نهار على دعم وتقوية دولة الاحتلال، التي هي شوكة في الجسم العربي أصابها القيح والصديد.

لاحظ الغطرسة في كيان الاحتلال؛ حيث أكد مسئول في دولة الاحتلال أن الكيان لم يلتزم بأي مقابل لقاء ما أسماه بالتفاهمات، وأنه في موازاة الاتصالات حول إرجاء التصويت، سعت (إسرائيل) لدى سفراء الدول الأعضاء من أجل ضمان ازدياد عدد الدول التي تعترض على القرارات ضد (إسرائيل).

سواء في اليونسكو أو في بقية أداوت المجتمع الدولي من أمم متحدة أو مجلس أمن، فإن الولايات المتحدة و(إسرائيل) وهما الأكثر نفوذا؛ وفي كثير من الأحيان، تعتبر رغباتهما فوق كل الرغبات، وتقلب الحق إلى باطل، حتى يصل الأمر إلى توصيف دولة الاحتلال بأنها ضحية العرب والفلسطينيين.

لي ذراع اليونسكو وبقية أدوات المجتمع الدولي، لصالح دولة الاحتلال هو من فعل أمريكا، التي تستغل حالة التيه والضعف العربي والفلسطيني، في ظل حروب وفتن داخلية تحصد الأخضر واليابس.

أليست مفارقة، ففي ظل التراجع العربي والفلسطيني، وفي ظل ما أسماه البعض نجاحات دبلوماسية فلسطينية على المستوى الدولي، مثل دخول "الانتربول" نرى "نتنياهو" يصرح بأن ما تم إعداده من مخططات استيطانية لبناء لوحدات الاستيطانية منذ بداية عام 2017 هو أكثر مما تمت المصادقة عليه خلال عشر سنوات.

لن يأتي المجتمع الدولي ليحرر فلسطين، ولا مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة ولا اليونسكو وغيره، ولكن يمكن استثمار هذه الأدوات، فكل ما يزعج ويقلق الاحتلال يجب العمل عليه، بموازاة المقاومة الفلسطينية التي توجع الاحتلال ويقرها القانون الدولي.

الشعوب الحية تشمر عن سواعدها، ولا تنتظر من غيرها أن يساعدها، ولا يصح التعويل على أي عامل خارجي لإكمال مسيرة التحرير، وإن حصل فهو عامل مساعد، فما حك جلدك مثل ظفرك، وما يحرث الأرض إلا عجولها، فهلا شمر أفراد الشعب الفلسطيني عن سواعدهم وتوحدوا في القاهرة ، وعملوا على طي صفحة الانقسام البغيضة، وانطلقوا ينشدون الحرية وبناء دولتهم كبقية شعوب الأرض!؟