فلسطين أون لاين

​عيون المواطن الفلسطيني ترقب ما سينتج عن حوارات القاهرة

...
جانب من اجتماع حكومة الحمد الله مع قيادات حماس في غزة الأسبوع الماضي - أرشيف
محافظات - نور الدين صالح

بعد الخطوات الإيجابية الأخيرة التي بادرت بها حركة حماس نحو إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة الفلسطينية مع حركة فتح، تبقى آمال الشارع الفلسطيني معلّقة على ما سيحمله الاجتماع "الهام" المزمع عقده بين وفدي الحركتين في العاصمة المصرية القاهرة.

وكانت أولى الخطوات إعلان حركة حماس حل اللجنة الإدارية في غزة، التي تبعها ترحيب من حركة فتح، وزيارة وفد من الحكومة برئاسة الدكتور رامي الحمد الله إلى قطاع غزة، لتوليها العمل في الوزارات.

ومع عدم اتخاذ أي خطوات عملية ملموسة على أرض الواقع حتى اللحظة، لاسيما رفع إجراءات السلطة العقابية عن القطاع؛ تبقى حالة التفاؤل والتفاؤل الحذر بما سينتج عن اجتماع القاهرة المقبل سيدة الموقف بين أوساط الشارع الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.

صحيفة "فلسطين" أجرت جولة ميدانية لاستطلاع آراء المواطنين في التحركات المتعلقة بإتمام المصالحة، ورسائلهم الموجهة إلى الوفدين.

الشاب عاهد علوان (26 عامًا) يرى أن اجتماع القاهرة "مفصلي وحاسم في ملف المصالحة"، كونه يناقش الملفات المهمة والعالقة التي تهم الفلسطينيين عامة، وقطاع غزة خاصة.

وقال علوان: "الاجتماع يكون مبشرًا في حال عدم فرض الطرفين شروطًا صعبة"، معربًا عن أمله في أن يتكلل الاجتماع بالنجاح ويؤدي إلى حل القضايا الفلسطينية.

ووجه رسالة إلى الوفدين قبل اجتماعهما في القاهرة قائلًا: "رسالتي لكم أن توحدوا واتفقوا على إتمام المصالحة، وإنهاء الانقسام البغيض الذي مضى عليه أكثر من 10 سنوات".

أما المواطن عبد العزيز أبو العطا الذي بدا أكثر تفاؤلًا من سابقه فتوقع أن تتحقق المصالحة الفلسطينية بين الطرفين هذه المرة، خلافًا للمرات السابقة، التي فشلت في إعادة اللحمة الفلسطينية بينهما.

وأرجع أبو العطا الذي يقطن في حي الشجاعية شرق غزة أسباب تفاؤله إلى دخول الوساطة المصرية بقوة على خط إتمام المصالحة الفلسطينية، وإنهاء الانقسام، مشيرًا إلى أن الأجواء مهيأة لإعادة اللحمة الفلسطينية بين الطرفين في الوقت الراهن.

وأعرب عن أمله في عودة وفدي المصالحة المتوجهين إلى القاهرة باتفاق تاريخي ينهي أزمات قطاع غزة، ويصلح ما دُمر فيه، قائلًا: "اتفاق المصالحة هو أقرب الطرق إلى حفظ الجميع، فلا يوجد أمامهم إلا خيارين إما الاتفاق أو الاتفاق".

بالانتقال إلى المواطنة أم أحمد عايش بدا عليها حالة من التفاؤل الحذر "هذه المرة"، لاسيما أنها تترقب التنفيذ العملي على أرض الواقع، وإنهاء الأزمات التي يعاني منها القطاع منذ أكثر من 11 عامًا، على وفق رأيها.

واكتفت عايش (وهي في الثلاثين من عمرها) وعلامات من اليأس سادت تقاسيم وجهها بالقول: "حتى اللحظة لم نسمع أحاديث عن حلول جدية على أرض الواقع، لكنني آمل أن يتوج اجتماع القاهرة باتفاقي يؤدي إلى حل جميع أزمات القطاع".

وأرادت أن توصل رسالة إلى الوفدين المجتمعين مفادها: "ضرورة وضع مطالب الشعب الفلسطيني، ورفع الحصار، وحل أزمة الكهرباء، وغيرها من الأزمات على سلم أولوياتهما، إضافة إلى عدم المساس بسلاح المقاومة".

بدوره أعرب أبو محمد جبر (وهو صاحب محل للمواد الغذائية) عن أمله في إنهاء الانقسام، وإتمام المصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح.

وعلّق جبر على اجتماع القاهرة المقبل بلهجة من الأمل والتفاؤل بالقول: "هذه المرة ستتحقق المصالحة بين الطرفين، لوجود نوايا صادقة لديهما، خاصة في ظل الوساطة المصرية وتشجيعها ذلك".

وأضاف: "نأمل أن تعود الحياة إلى مجاريها، وانتعاش النشاط الاقتصادي في غزة، بعد الأوضاع الصعبة التي مرت بها بسبب الانقسام السياسي بين الطرفين".

ووجه رسالة إلى الوفدين: "نتمنى عليكم ألا تخذلونا هذه المرة، وأن تسجلوا في التاريخ إنجاز إتمام المصالحة، من أجل إنقاذ الشعب الفلسطيني وإنهاء أزماته في القطاع".

رسائل الضفة

واستكمالًا لما سبق فإن المشهد لم يتغير لدى المواطنين في مدن الضفة الغربية، الذين أبدوا تفاؤلهم بإتمام المصالحة، وما سينتج عن اجتماع القاهرة المقبل.

يوسف الفقيه من الخليل يرى أن الفرصة هذه المرة كبيرة لتحقيق المصالحة بين حركتي حماس وفتح، في ظل جملة متغيرات داخلية وخارجية، أبرزها وصول الطرفين إلى حقيقة أنه لا يمكن استمرار هذه الأوضاع على حالها.

وبين الفقيه خلال حديثه إلى "فلسطين" أن إلقاء الوسيط المصري بثقله هذه المرة ساهم في إنجاح جهود المصالحة التي تتوقف حتمًا على التطبيق العملي، وشعور المواطنين في غزة والضفة بأجواء المصالحة، وبدء فك أزمات عايشها المواطنون منذ 11 عامًا.

ووصف اجتماع القاهرة المزمع عقده غدًا بالاجتماع الهام للخروج بنتيجة والتوصل إلى توافق في عدد من النقاط والإشكالات، بعد تلطيف الأجواء بزيارة الحكومة إلى القطاع، واللقاءات الاستكشافية التي أظهرت نوايا جدية لدى الطرفين لإنهاء الانقسام، الذي يتوقف على التوصل إلى اتفاق وطني يتعلق بالإشكالات الأساسية كسلاح المقاومة، ومصير الموظفين، وملف الحريات بالضفة.

ووجه رسالة إلى الوفدين في القاهرة قائلًا: "هذه المرة لا مكان للفشل، ويجب التوصل إلى اتفاق واستثمار أجواء غزة الإيجابية"، غير منكر "صعوبة الموقف وما خلفته سنوات الانقسام".

وأضاف: "إذا توافرت الإرادة الحقيقية الوطنية بعيدًا عن أي مؤثرات وضغوط إسرائيلية وأمريكية؛ فستساهم في تحقيق إنجاز ينتظره الفلسطينيون منذ سنوات".

المواطنة نداء بسومي من مدينة رام الله رأت أن المصالحة ستتكلل بالنجاح هذه المرة، كونها أخذت موافقة المجتمع الدولي، خلافًا للحوارات السابقة.

وأعربت بسومي خلال اتصال هاتفي مع "فلسطين" عن أملها في أن يُؤدي اجتماع القاهرة المقبل إلى حل قضايا الموظفين والمعابر وغيرها في أقرب وقت ممكن، وإنهاء معاناة قطاع غزة.

وقالت: "وفد حماس قدم كل التنازلات اللازمة لإتمام المصالحة، لكن أدعو لعدم التطرق إلى سلاح المقاومة، لأنه الحامي لكل الشعب الفلسطيني"، داعيةً حركة فتح إلى النظر بجدية في موضوع المصالحة، لأنها تخص حياة مليوني مواطن في قطاع غزة، ومنهم أبناؤها.

أما الطالبة في جامعة بير زيت برام الله ندى عبد الرازق فرأت أن الصالحة يشوبها نوع من الضبابية حتى اللحظة، مستدركةً: "لكن هناك تفاؤل بإتمامها بعد تقديم تنازلات من الطرفين، وهو أمر جديد من نوعه هذه المرة".

وبينت خلال حديثها إلى "فلسطين" أن المأمول من الاجتماع هو تعريف الشعب الفلسطيني ما وصفته بـ"الخطوط العريضة" الموجودة على طاولة النقاش، وإلى أين تسير الأمور المتعلقة بغزة.

وتساءلت العشرينية عبد الرازق: "هل فعلًا ستكون السلطة هي الأمل المنشود بعد هذه الإجراءات من كل الجوانب؟، أم سيعامل قطاع غزة بصورة منفصلة عن الضفة معاملة خاصة، حسنة أو سيئة؟".

ووجهت رسالة إلى الوفدين اللذين سيجتمعان في القاهرة، أكدت خلالها ضرورة إيجاد حل جذري ينهي الأمور العالقة كافة، والاتفاق في القضايا الرئيسة كالأسرى، والتوحد لتحقيق أهداف وحدوية تدعم الشعب الفلسطيني وتحل مشاكله.