فلسطين أون لاين

أسر وقتل قيادات وضباط إسرائيليين.. "عين الهزيمة" تصيب أركان جيش الاحتلال

...
جندي إسرائيلي في قبضة كتائب القسام
غزة/ يحيى اليعقوبي:

يزيد أسر كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، كبارَ الضباط والقيادات في جيش الاحتلال، إضافة لقتل آخرين من الرتب السامية، الضغطَ على جيش الاحتلال ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو في التعامل مع معركة "طوفان الأقصى"، فأي تعامل سلبي، وفق مراقبين، أو محاولة لتجاهل الأمر قد يؤديان لإحداث خلافات داخلية بالجيش، فضلاً عن تدني الروح المعنوية للجنود. 

ولا يقتصر الأمر عند حدود التأثير الكبير في الروح المعنوية، بل يتعدى كما تحدث مختصان بالشأن الإسرائيلي لصحيفة "فلسطين" ذلك، باعتبار وجود رتب سامية بقبضة المقاومة ورقة قوة كبيرة تملكها المقاومة تقيد سلوك جيش الاحتلال في المعركة، وتؤثر في نتائجها، ولها تداعيات كبيرة بعد أن تضع الحرب أوزارها.

ومن بين الرتب التي جرى تداول أسمائها، أسر أو إصابة قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال أمير كوهين في سديروت، ومقتل قائد لواء "الناحال" يوناتان شتاينبرغ في اشتباكات قرب موقع كرم أبو سالم، ومقتل قائد كتيبة الاتصالات 481 المقدم سهار مخلوف في مقر فرقة غزة في قاعدة "رعيم" العسكرية، ومقتل قائد سرية في مديرية تنسيق عمليات فرض القانون مارتن كوزميتزاك، وكذلك مقتل رئيس المجلس الإقليمي لشاعر هنيغف، ومقتل قائد فرقة التدريب في القوات الجوية الخاصة عيدو يهوشواع.

كذلك أعلن عن مقتل قائد وحدة متعدد الأبعاد العقيد روي يوسف ليفي، وقائد كتيبة وحدة استطلاع ناحال المقدم يوناثان تسور، وقائد سرية هجومية في وحدة أوكيتس أرييه شلومو زيرينغ.

وقال الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة: "نبشر أسرانا وأبناء شعبنا أن في قبضة كتائب القسام عشرات الأسرى من الضباط والجنود وقد تم تأمينهم في أماكن آمنة وفي أنفاق المقاومة".

ضغط كبير

ويعد الجندي الإسرائيلي شيئًا مقدسًا في جيش الاحتلال، وتبذل حكومته كل طاقتها من أجل استعادة جثمانه أو استعادته من الأسر، وعندما يقع عدد كبير في قبضة المقاومة من ضمنهم رتب رفيعة، فهذا يمثل ضغطا كبيرا على المستوى العسكري والأمني في جيش الاحتلال. وفق المختص بالشأن الإسرائيلي د. أيمن الرفاتي.

ويعتقد الرفاتي لصحيفة "فلسطين" أن أي تخاذل تجاه هؤلاء القيادات والضباط سيزيد من رفض أعداد كبيرة للتجنيد ضمن جيش الاحتلال، وستُتهم "وزارة الجيش" بأنها لا تهتم بالمقاتل داخل صفوفها.

وأرى أن تعامل الاحتلال السلبي مع قضية أسر قيادات وضباط كبار بالجيش، سيؤدي لتراجع دافعية الجنود للقتال، أو يعترض آخرون على الخدمة أو حتى تعترض عائلات الجنود.

ومنذ زمن يوجد عقد اجتماعي بين الجيش والعائلات بإعادة أبنائهم من المعركة سواء أحياء أو جثثا، ولفت الرفاتي إلى أنه حينما يتراجع الجيش عن ذلك أو يخل به يؤثر في قدراته في تجنيد النخب والاحتياط من المجتمع الإسرائيلي.

كما يعد جيش الاحتلال، وفق الرفاتي، عمود الدولة الذي رأى أن تضرر سمعة الجيش ومكانته فإنه يقود لانهياره، ويمثل تهديدًا وجوديًا لمستقبل الاحتلال.

وعدَّ أسر وقتل كبار ضباط الجيش والشرطة بأنه "عين الهزيمة" التي تصيب جميع أركان جيش الاحتلال، من القيادة العليا إلى هيئة الأركان والمجندين.

ورأى أن العمل البطولي الذي نفذته المقاومة، حمل أبعادًا ذات تأثير كبير في جيش الاحتلال بمختلف مستوياته، وسيكون لها تبعاتها المستقبلية التي ستضعف صورة جيش الاحتلال أمام جميع أعدائه، وسيصبح جيشًا مهلهلاً أمام أي قوة عسكرية لأنه سيفقد الدافعية للقتال وسيفقد الروح المعنوية التي يمكن أن يقاتل بها مستقبلا".

كرامة مهدرة

وتداولت وسائل الإعلام العبرية والناشطون والمحللون والقادة السابقون، ما جرى أول من أمس بعملية "طوفان الأقصى" بنوع من الذهول والصدمة، حول الفشل الأمني والاستخباري الذي مني به جيش الاحتلال، في حين يعتبره المختص بالشأن الإسرائيلي باسم أبو عطايا أن كرامة جيش الاحتلال "أهدرت" على حدود القطاع وبداخل المستوطنات المحاذية للقطاع.

وقال أبو عطايا لصحيفة "فلسطين": إن "وسائل الإعلام العبرية تتناول الحديث عن طبيعة الرد وإن كان العدد الكبير من الأسرى من القيادات والضباط سيقيد الرد، وتداول آخرون الحديث عن منح حماس مهلة للإفراج عن الأسرى أو مواصلة قصف الأبراج".

وعد أبو عطايا ذلك تخبطًا إسرائيليًا يدلل على غياب الخطة والواضحة، ورأى أن الاحتلال سينصاع ولن يستطيع المغامرة بهذا العدد من الضباط والأسرى، وأن المعركة لن تطول بشكل كبير، لأن هناك توازنات فرضتها المقاومة يجب أن ينصاع لها، وهو ما دلل عليه حديث المتحدث باسم القسام أبو عبيدة ودعوته لنتنياهو بإعادة التفكير بالمعلومات التي تأتيه من جنوده.

في المقابل تدرك المقاومة، أن يد جيش الاحتلال غير مطلقة في ظل العدد الكبير من الأسرى لديها، الكثير منهم من الضباط والرتب السامية، بالتالي يمر جيش الاحتلال وجنوده في حالة نفسية غاية في الصعوبة، بعد أن نجح نحو مئات المقاومين من قطع السياج الفاصل ومواجهة جيش الاحتلال وقتلهم بثكناتهم العسكرية ومواقعهم والسيطرة عليها رغم كل ما يملكه الاحتلال من الدبابات وأجهزة المراقبة، وقتْل وأسْر عدد كبير منهم.

هذه النتيجة المؤلمة لجيش الاحتلال تدفعه للتفكير جيدًا قبل الإقدام على الدخول البري لغزة، لكونه يعلم أنه لا يقاتل مقاومين عاديين، مشيرا إلى ما فعله مقاوم واحد تحصن في مركز شرطة سديروت لنحو 18 ساعة وأوقف جيشا كاملا، واستطاع الانسحاب والاشتباك مع جنود الاحتلال بمواقع أخرى، وهذا يعطي صورة طبيعية واضحة لهؤلاء المقاتلين الذين يخافون المواجهة.

وأرى أن قتل قائد لواء "ناحال" وأسر قائد فرقة غزة، تسبب بحالة خوف كبيرة لدى جنود جيش الاحتلال بأنهم كيف سيذهبون للقتال وقادتهم قد أسروا، ما يضرب الروح المعنوية لديهم.