فلسطين أون لاين

تقرير "جلجيليا".. القرية الوادعة تضج بالحياة صيفاً

...
"جلجيليا".. القرية الوادعة تضج بالحياة صيفاً
رام الله/ غزة- فاطمة الزهراء العويني:

يسود الهدوء قرية "جلجيليا" قضاء رام الله طوال العام ما عدا فصل الصيف الذي تضج فيه شوارعها وبيوتها بالزائرين من أبنائها المغتربين الذين أتوا لقضاء إجازتهم الصيفية بين ربوع قريتهم، متمتعين بطبيعتها الخلابة ومناطقها الأثرية، ولينقلوا حب أرضهم لأبنائهم الذين ولدوا في الغربة.

فأهالي قرية "جلجيليا" قضاء رام الله في معظمهم مغتربون في الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل وأوضاعهم المادية ممتازة، لكنهم لم ينسوا يوماً قريتهم بل يحرصون على أنْ يكون لهم موطئ قدم فيها فيبنون فيها بيوتاً فارهة تكون مقصدهم كل صيف.

"الزائر للقرية يدرك حالة الرفاه التي يعيشها أهلها حين تتجول عينيه بين البيوت التي يحيط بكل منها حديقة غناء يتمتع صاحبها بنعيم التربة الخصبة والمياه الوفيرة"، كما يبين أحد مواطني القرية معتصم أطرش.

ويتابع: "حتى من بقي هنا من أهل القرية هم من رجال الأعمال الذين يمتلكون مصالح تجارية في رام الله وغيرها من أنحاء الضفة الغربية، ما جعل الزراعة لأجل النفع المادي أمراً غير موجود في قاموس أهل القرية".

أما قديماً فكانت الزراعة هي المهنة الأولى لأهل القرية الشهيرة بزراعة البندورة البلدية والعنب والزيتون، "اليوم تغير الأمر وأصبحت الزراعة على شكل حدائق منزلية لبيوت المغتربين، يعتنون بزراعة الأشجار التي تحقق لهم الاكتفاء الذاتي من المحاصيل أو لقضاء أوقات جميلة في ظلالها".

وتمتد مساحة القرية على 20 ألف دونم ولا يتجاوز عدد السكان الموجودين فيها حالياً الألف نسمة، واسمها يعود لكلمة (جلجال) الكنعانية وهي المكان المرتفع، وتحتوي على عدة "خرب" وكهوف وآبار أثرية تعود للحضارتين البيزنطية والرومانية، "فيوجد في القرية بقايا أعمدة رومانية ومواقع أثرية أهمها خرب: "سلعة" و"علياتا" و"مسعود" و"خاطر".

ويضيف أطرش: "حافظت هذه المناطق على الآبار القديمة، الأعمدة والكهوف المرصوفة بالفسيفساء، ويوجد في القرية عيون تاريخية مثل: سلعا، والديك، والبستان، والصيّاد".

مقصد للزوار

بدوره، يبين رئيس مجلس قروي "جلجيليا" غازي بكري أن القرية تقع شمال رام الله بين قرية "سنجل" شرقاً وعبوين غرباً، ويحتاج أهلها ليصلوا إلى الطريق الرئيسي رام الله – نابلس إلى اجتياز قرية سنجل المجاورة، مشيراً إلى أن القرية تقع في منطقة جبلية الناظر منها يرى مدن رام الله وسلفيت ونابلس والساحل الفلسطيني وغيرها من المدن.

ولكون تضاريس القرية جبلية فهي غنية بالأعشاب البرية كالزعتر والميرمية وعيون وينابيع المياه وأكثرها شهرة "عين سلعة" التي أصبحت مقصداً للزوار من القرى المجاورة الذين يقصدونها لتعبئة المياه منها والتنزه.

ويضيف بكري: "عبدنا الطريق المؤدي للعين لتسهيل وصول الناس لها للتنزه، حيث يأتون لتناول الإفطار أو الغداء وقضاء يوم جميل في أحضان الطبيعة الخلابة بجوار العين، ونسعى لأنْ نوسع المكان ليكون متنزهاً رسمياً يستطيع المتنزهون قضاء الوقت فيه بشكل مريح".

وتزخر القرية بأشجار الحمضيات واللوزيات الوارفة الظلال، التي تجعل التنزه فيها أمراً ممتعاً، حيث يقصدها زوار من مدن الضفة الغربية والداخل المحتل، "لكنها تواجه مشكلة تتمثل في رفض الاحتلال السماح للمجلس القروي بشق طريق من بين الجبال".

ويتابع بكري: "هذه الطريق ستمكننا من التنقل والوصول للطريق الرئيسي مباشرة بما لا يتجاوز الخمس دقائق، دون الحاجة للذهاب لقرية سنجل المجاورة، لكن الاحتلال يرفض شق هذه الطريق".

وتتميز قرية "جلجيليا" بأنها بعيدة عن المستوطنات والمخططات الاستيطانية التي تكتوي بنارها مدن وقرى الضفة الغربية، ما جعل أهلها يعيشون بهدوء بعيداً عن المنغصات والاعتداءات الإسرائيلية عليهم وعلى ممتلكاتهم، كما أنها بعيدة عن الطرق الاستيطانية الالتفافية، حيث تقع بأكملها ضمن مناطق (أ).