أكد النائب العربي السابق في الكنيست الإسرائيلي جمعة زبارقة، أن "هبة أكتوبر" التي انطلقت عام 2000، شكّلت محطة تاريخية فارقة لدى فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948، الذين صمدوا على أرضهم على الرغم من استمرار الاحتلال الإسرائيلي في ممارساتها التصعيدية بحقهم.
وقال زبارقة في حوار مع صحيفة "فلسطين": إن فلسطينيي الداخل أثبتوا تمسكهم الحقيقي في الهوية الوطنية الفلسطينية، ولا سيّما أنهم قدموا التضحيات وارتقى منهم شهداء وجرحى.
ويوافق الأوّل من تشرين أول/ أكتوبر الذكرى السنوية الـ23 لأحداث "هبة أكتوبر"، التي راح ضحيّتها 13 شابًا فلسطينيًا في المثلث والجليل على يد قوّات الشرطة الإسرائيلية، خلال قمع الاحتلال احتجاجاتهم على اقتحام رئيس المعارضة -آنذاك- أرييل شارون لساحات المسجد الأقصى.
وأكد زبارقة أن سلطات الاحتلال صعّدت ممارساتها العنصرية والتنكيل بأهالي الداخل المحتل على مدار الـ 23 سنة الماضية، حيث تنوعت انتهاكاتها ما بين القتل والاعتقال وهدم البيوت، وذلك ضمن مخططات ممنهجة لتهجير السكان من أراضيهم.
وأشار إلى أن أسباب عدّة أدت لانطلاق "هبة أكتوبر" في الداخل المحتل، كان أبرزها اقتحام أرئيل شارون للمسجد الأقصى، وسلسلة المضايقات التي كان يمارسها الاحتلال ضد فلسطينيي الداخل وقراراته العنصرية.
ولفت إلى أن "المدن المختلطة" كانت تعاني في وقتها ولا تزال حتى الآن من المضايقات وإطلاق النار صوب قاطنيها وهو ما زاد حالة الغليان لديهم ودفعهم لمواجهة الاحتلال في "هبة أكتوبر".
وذكر زبارقة، أن الهبة حققت إنجازات لصالح فلسطينيي الداخل تمثلت بتمسكهم بأرضهم ورفض الهجرة منها رغم كل الانتهاكات التي يتعرضون لها.
وأشار إلى أن دولة الاحتلال شكّلت لجنة في أعقاب الهبة أصدرت توصيات عنصرية ضد فلسطينيي الداخل، أبرزها استمرار التضييق ضدهم وإدخال المناهج التعليمية المحرفة إلى مدارسها، مؤكداً أن الاحتلال لا يزال يسير على ذات النهج عبر أساليب ووسائل متعددة.
مخطط تهجير
وشدد على أن "فلسطينيي الداخل هم جزء أصيل من مكونات الشعب الفلسطيني ويتصدون لممارسات الاحتلال في الداخل المحتل والمسجد الأقصى أيضاً".
ووفق زبارقة، فإن الانتهاكات تصاعدت أكثر منذ تولي حكومة المستوطنين المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو سدة الحكم، لكونها ترتكز على "الصهيونية الدينية" ويضعون فلسطينيو الداخل نصب أعينهم.
وجدد التأكيد أن الاحتلال لديه مخطط يسعى من خلاله لتهجير الفلسطينيين من بلدات الداخل المحتل، مشدداً "سنبقى في أرضنا مهما كلفنا الثمن ولن نسمح بعودة أحداث النكبة عام 1948".
اقرأ أيضاً: مركز حقوقي: 50 ألف حالة اعتقال منذ هبة القدس في أكتوبر 2015
من جانب آخر، استهجن تصعيد الاحتلال انتهاكاته في المسجد الأقصى، مؤكداً أن الأقصى يشكل لفلسطينيي الداخل "لب القضية الروحي، وهو أساس القضية الفلسطينية".
وحذر من الأخطار المحدقة بأولى القبلتين من جراء استمرار الاقتحامات والانتهاكات واستفزاز المرابطين، عادًّا الفترة الحالية "الأشد خطراً على الأقصى والمدينة المقدسة برمتها وبلدات الداخل المحتل أيضاً".
وقال: إن "الأقصى هو قضية كل مسلم على الكرة الأرضية ويجب على العالم العربي والإسلامي ضرورة تقديم الدعم اللازم له والضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته المستمرة بحقه".
وطالب الشعوب العربية والإسلامية بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين الذين يدافعون عن المسجد الأقصى وشرف الأمة بكل ما يملكون من وسائل.
انفجار الأوضاع
في السياق، حذر زبارقة من انفجار الأوضاع في داخل الأراضي المحتلة من جراء تصاعد انتهاكات الاحتلال ضدهم وإقرار سلسلة قوانين عنصرية.
وأوضح أن العوامل التي فجّرت الأوضاع في القدس والداخل المحتل وانطلقت في إثرها "هبة أكتوبر" عام 2000، ولا تزال حاضرة بل تصاعدت وتضاعفت، وهو ما ينذر باندلاع انتفاضة عارمة في الفترة القادمة.
وقال: إن "المؤسسة الإسرائيلية صعّدت انتهاكاتها ضد الفلسطينيين في الداخل المحتل عبر قرارات عنصرية والتنكيل بالمواطنين وهدم المنازل وغيرها، وخاصة في المدن المختلطة"، متوقعاً أن تنفجر الأوضاع في أي لحظة بما يتجاوز "هبة أكتوبر".
وأضاف: إن "فلسطينيي الداخل مقبولون على أوضاع خطيرة في الفترة القادمة، قد تؤدي إلى صدامات في شوارع البلدات العربية، وصولاً لحرب أهلية، بحيث ستكون نتائجها وخيمة".
وبحسب قوله: فإن الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، يريد إعطاء الترخيص للمستوطنين بإطلاق النار ضد الفلسطينيين، منبهاً إلى أنه منح 100 ألف رخصة سلاح.
وحذّر من خطورة هذه الخطوة التي من شأنها إشعال الصراعات والمواجهات بشكل أكبر في البلدات العربية بالداخل المحتل.
وفي سياق آخر، أكد زبارقة رفض فلسطينيي الداخل لاتفاقية "أوسلو" التي وقعتها منظمة التحرير مع الاحتلال عام 1993، لكونها تجاهلتهم ولم تهتم بحقوقهم وأبقتهم رهينة قرارات الاحتلال.
وقال: "بعد أوسلو بقينا كالأيتام لا أحد يتحدث باسمنا، وأصبحنا مهمشين من منظمة التحرير، مؤكدًا أنه رغم تلك الاتفاقية المجحفة بحق فلسطينيي الداخل إلا أنهم تمسكوا بالهوية الوطنية.