تقول صحيفة فورين بولسي الأمريكية: إنّ "اتفاقية أوسلو كالسراب الذي تلاشى بنفس السرعة التي جف بها حبر الاتفاقية"، إذ لم يحصل الفلسطينيون بعدها إلا على ازديادٍ في عدد المطاعم والمقاهي، ومنافذ مطاعم "كنتاكي" الشهيرة، التي فشلت في تزيين "الحقيقة القبيحة" المتمثلة في الاحتلال.
هذا التقييم لاتفاقية أوسلو بعد (٣٠) عامًا هو لمجلة أميركية، وليس لحركة حماس، أو لمعارضين آخرين للاتفاقية. لا يمكن اتهام الصحيفة بالانحياز، أو بالإرهاب، أو بالتلفيق لأغراض حزبية أو سياسية.
إن ما تقول هو الحقيقة الموضوعية المستخلصة من المتابعة والمراقبة. نعم، نحن الفلسطينيين لم نحصل من اتفاقية أوسلو على شيء وطني ذي مغزى. الاحتلال هو الاحتلال، والاستيطان هو الاستيطان، وهو في تزايد. ولا أحد في العالم يعمل عملا جادا لإيقاف الاستيطان، حتى السلطة الفلسطينية لا تعمل عملا جيدا لإيقاف الاستيطان.
نعم، السلطة، ودول عربية، وعالمية، تدين الاستيطان بصوت مرتفع وتكرر الإدانة، ولكن الاستيطان ماضٍ في طريقه المرسوم له، وبوتيرة متسارعة، واتفاقية أوسلو شاهد مشفش حاجة.
اقرأ أيضًا: اتفاقية أوسلو.. ثلاثون سنة في ظل الخطيئة!
اقرأ أيضًا: الموبقات السبع لاتفاق أوسلو
فورين بولسي الصحيفة الأميركية لم تتعدَّ الحقيقة في وصفها لاتفاقية أوسلو ومخرجاتها بعد ثلاثين سنة، وهذه الصحيفة لا تعادي (إسرائيل)، ولا تعمل ضد السامية، ولكنها تقول الحقيقة مجردة كما تراها.
هي لم ترَ الدول الفلسطينية، ولم ترَ الوطن الفلسطيني، ولم ترَ السيادة الفلسطينية على الأرض، أو البحر، أو الجو، أو الاقتصاد ، أو المياه والكهرباء، لا شيء مما ألصقوه بأوسلو كذبًا يمكن رؤيته بعد ثلاثين سنة غير الاحتلال والاستيطان.
اتفاقية فاشلة، وقد انتهت صلاحيتها، وقد آن الأوان للخروج من إصرها والأغلال التي تكبلنا بها. إن تمسك عباس بأوسلو هو كتمسك من يحمل جيفة على ظهره ويدور بها في شوارع الوطن لا يدري ما يفعل بما على ظهره، في حين يناديه العارفون بالحقيقة بدفنها ومواراتها في التراب.