فلسطين أون لاين

تقرير "الأعياد اليهودية" تحكم على سكان "بيت صفافا" بالسجن المشدَّد

...
مدخل "بيت صفافا" - أرشيف
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

حوَّلت ما تسمَّى "الأعياد اليهودية" في مدينة القدس الحياة في بلدة بيت صفافا، جنوب شرقي المدينة إلى جحيم لا يطاق، إذ تغلق سلطات الاحتلال مداخل البلدة بالسواتر الحديدية وتمنع سكانها من التنقل بحرية حتى انتهاء تلك الأعياد، لتعود الحياة إلى طبيعتها.

وتبلغ مساحة بيت صفافا، 3314 دونمًا، وتقلَّصت أراضيها بفعل المصادرة إلى 1200 دونم، بسبب إحاطتها بالمستوطنات من جميع الاتجاهات وفق الناشط ضد الاستيطان محمد جاد الله.

ومع حلول "الأعياد اليهودية" يضيق جيش الاحتلال الخناق على سكان البلدية، ويتخذ إجراءات أمنية مشدَّدة تحد من حرية وحركة السكان والوافدين إلى البلدة، كنشر الحواجز العسكرية ومئات الجنود مهمتهم تتبع الفلسطينيين والتدقيق في بياناتهم. 

والأعياد اليهودية بدأت يوم 16 سبتمبر/أيلول الجاري وتستمر حتى 7 أكتوبر/تشرين الأول .

ظرف طارئ

وأكد جاد الله لصحيفة "فلسطين" أن سلطات الاحتلال تمنع السكان من التنقل أو مغادرة البلدة إلا في الحالات الطارئة جدًا والتي تستدعي النقل بسيارة إسعاف إلى المستشفى، ولا يتم ذلك إلا بصعوبة جدًا. 

وشدَّد على أن جيش الاحتلال عشية الأعياد يضيق الخناق على سكان البلدة ويحرمهم من الوصول أو الخروج منها لأي سبب كان فيما يطلق العنان للمستوطنين يصولوا ويجولوا في كل الأرجاء دون حسيب أو رقيب.

اقرأ أيضاً: تقرير الأعياد اليهودية عسكرة للقدس واقتحامات للأقصى

وقال الناشط ضد الاستيطان: إن ما يزيد الطين بلة هو محاولات المستوطنين التي لا تتوقف كالاعتداء على الأهالي حال خروجهم من منازلهم لجلب بعض حاجياتهم من المنطقة التي تحيط بها المستوطنات من جميع الاتجاهات.

وبيَّن أن سلطات الاحتلال سلبت عام 1948 آلاف الدونمات من البلدة، ثم أقدمت عام 1967 لسلب المزيد منها، وخلال السنوات الماضية سيطرت على مئات الدونمات من أراضيها وتقطيع أوصالها وعزلها عن محيطها؛ لجعل سكانها يعيشون في "سجن كبير".

وأشار إلى أنه رغم محاولات سكان القرية تنظيم الاعتصامات والوقفات والفعاليات السلمية للضغط على سلطات الاحتلال من أجل السماح لهم بالخروج والدخول إلى البلدة تصطدم جميعها بالتعنت الإسرائيلي. 

حرية التنقل

في حين قال المختص بشؤون الاستيطان في بيت صفافا محمد عليان: إن ما تسمَّى بـ"الأعياد اليهودية" تزيد من معاناة سكان البلدة التي أضحت ضحية هيمنة سلطات الاحتلال والمستوطنين.

وأكد عليان، لصحيفة "فلسطين" أن سلطات الاحتلال تتعمَّد منع الأهالي من مغادرة المنطقة لأي من الأسباب وتحول المكان لسجن كبير، وهو ما يندرج في إطار العنصرية الإسرائيلية.

وبيَّن أن القرية التي يسكنها 12 ألف نسمة يعانون من إجراءات جيش الاحتلال الصارمة طوال فترة "الأعياد اليهودية" إلى جانب منعهم من التنقل والحركة التي كفلتها كل الأعراف والقوانين الدولية، داعيًا أحرار وشرفاء العالم للوقوف إلى جانب الأهالي والدفاع عنهم ووقف الجرائم الإسرائيلية الممارسة بحقهم.