هل تُجرى انتخابات البلديات في غزة قريبًا؟ مصادر حماس تتحدث عن لقاء ناجح ومفيد مع حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات المركزية والفصائل، وتحكي أيضا عن توافق فصائلي حول الانتخابات. ولكن ثمة حاجة لموافقة الحكومة في رام الله على إجراء الانتخابات في محليات قطاع غزة، فهل تأتي الموافقة على النحو الذي تريده الفصائل، أو تتعطل، أو تتأخر؟ الإجابة في بطن الحكومة ورئيس السلطة في رام الله، وعلى غزة والفصائل الصبر والانتظار.
ثمة من يحلل الموضوع ويرى أن الموافقة لن تأتي؛ لأن رام الله تريد انتخابات بشروطها وقرارها، وهو أمر أبسط ما يقال فيه إن الانتخابات في المحليات لا تتحمل شروطا سياسية. إن الشروط السياسية ذات العلاقة بالأوضاع القائمة في غزة والضفة هي وصفة سهلة لتعطيل الانتخابات المحلية، وإبقاء الحالة القائمة على ما هي عليه.
نعم، قطاع غزة في حاجة ملحة لإجراء انتخابات بلدية، فقد طالت المدة التي توقفت فيها الانتخابات بعيد انتخابات ٢٠٠٥م، ونشأ جيل جديد من الشباب لم يشارك في الانتخابات المحلية أو العامة، وهو من القطاعات الأشد مطالبة بالانتخابات، ومن الواجب الوطني أن يعطى حقه القانوني في هذه الممارسة الانتخابية.
إن كثيرا من قضايا المحليات المعلقة والمعقدة، وحتى تلك المسكونة أيضا بالإشاعات، يمكن أن تجد لها حلا وطنيا مُرضيا من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة، ومن خلال تجديد الدماء المسئولة عن هذه المرافق الخدمية المهمة، التي تمس كل المواطنين.
إن بقاء البلديات بلا انتخابات هو استبقاء للمشاكل، وللإشاعات التي تسكن بعضها بأهداف حزبية وسياسية. لذا يجدر بوسائل الإعلام المحلية أن تقوم بخدمة ذات مغزى للمواطن الغزي بالتشجيع على الانتخابات المحلية والنقابية والطلابية، لإنعاش مجتمع غزة المسكون بالحصار، الذي يرفض مواطنوه التعيين، والذين يعانون الحرمان القانوني بالقفز عن حقه في الانتخابات المحلية والعامة دوريًا كل أربع سنوات.