فعلًا العالم أكبر من خمسة. هكذا يراه الرئيس التركي أردوغان في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويعني بالخمسة: الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وأصحاب حق الفيتو. أي أن عالم اليوم بما حدث فيه من تطور مذهل قياسًا بفترة تأسيس مجلس الأمن هو أكبر من هذه الدول المتنفذة في مجلس الأمن التي تدعي أنها حارسة للسلام والأمن الدولي.
هذه الدول لم تعد حارسةً نزيهةً للسلام والأمن الدولي، بل هي غارقة في حروب عديدة وتدخلات تشجع على الحروب.
الحرب في أوكرانيا نموذج لهذه الحروب التي تقف فيها وخلفها دول هي من الخمس التي عناها أردوغان، هذا وهذه الدول هي التي تمتلك الأسلحة النووية، وهي التي تخوض سباق تسلح. وتهدد العالم بالفناء.
اقرأ أيضًا: هل يقلب التطبيع الشرق الأوسط رأسًا على عقب؟
اقرأ أيضًا: لماذا يحرصون على حضور الجمعية العامة؟
ما يريده أردوغان، وتريده دول أخرى، ولعله يحظى بتأييد الدول العربية والإسلامية هو إصلاح مجلس الأمن، وتوسيعه بإضافة دول مهمة إليه، وكذا إسقاط حق النقض (الفيتو) عن الدول الخمسة لأنها أساءت استخدام هذا الحق.
نحن نعلم أن مجلس الأمن جسد عند نشأته مصالح دول الحلفاء التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية، فهو مؤسسة فصلت بمقاس هذه الدول، ولكن مرت عقود وعقود على هذه الحالة، التي تغيرت الآن تغيرات كبيرة وجذرية، ولم يعد مجلس الأمن يقوم بدوره في حفظ السلام العالمي، وأي معالجة جادة لحالته المرضية القائمة الآن تقتضي التغيير الجذري، وعلينا دائمًا أن نتذكر كلام أردوغان: العالم أكبر من خمسة، وعلينا كعرب ومسلمين أن ندعم التغيير.