فلسطين أون لاين

​"كم عمرك؟".. سؤال يثير استياء الرجل أيضًا

...
غزة - هدى الدلو

"كم عمرك؟".. هو السؤال الأكثر إحراجًا بالنسبة للسيدات، حيث ترفض معظمهن الإفصاح عن أعمارهن الحقيقية، فالإجابة بالنسبة لهن "سرٌّ خطير" ليس من حق الجميع معرفتها ولا السؤال عنها أصلا، وخاصة مع تقدمهن في العمر، وبالتالي، فإن الامتناع عن السؤال عن العمر قاعدة من فنون التعامل مع السيدات.. ولكن ما يثير الاستغراب أحيانا، أن يرفض بعض الرجال الإفصاح عن أعمارهم، وهذا ما نتحدث عنه في السياق التالي..

حيوية الشباب

قال الأخصائي النفسي زهير ملاخة: "رفض بعض الرجال الإفصاح عن أعمارهم، ربما يرجع إلى ميل الرجل إلى تميز فترة الشباب، وما تتمتع به مرحلة العشرينات وبداية الثلاثينيات من علاقات وممارسة للأنشطة، إلى جانب الأدوار الوظيفية والاجتماعية، وحتى التعبير عن نفسه ومشاعره يجعله يشعر بالسعادة والحيوية والطاقة الايجابية، وتجتاحه رغبة ملحة بأن يتوقف الزمن عند هذا العمر".

وأضاف لـ"فلسطين": "بالتالي، يشعر الرجل في هذا العمر بالحيوية، والقدرة في التعبير عن الذات بشكل يلامس طموحه وأهدافه وما يسعى إليه، لذلك نجد أن أغلب الرجال الذين يخفون أعمارهم الحقيقية هم من الفئات الأكثر نشاطًا، وبحثًا عن إثبات ذواتهم، وميلا للشهرة"

وتابع: "بالإضافة إلى شعوره بأن بهذا العمر يكون أكثر قبولًا من الآخرين، وأكثر لفتًا للنظر، سواء في ميادين العمل أو العلاقات أو الفرص المجتمعية، وبالتالي نجد أن هناك راحة وشعورا بالسعادة بهذا العمر أكثر من غيره، بالإضافة إلى مشاعر الحياة والرشاقة والجذب".

وأوضح ملاخة: "الرجل الذي يرفض التصريح بعمره، يميل للبقاء بعمر يساعده على تلبية كل رغباته، ويعدّ هذا العمر من مفاتيح النجاح وتحقيق الشخصية، إلا أن ملامح الإنسان تكشف كل سر، وخاصة عندما يقل نشاطاته فيشعر بالمفارقة بين حاله في الماضي، وما هو عليه حاليًا".

ونوه ملاخة إلى أنه بعد منتصف الأربعينيات، يرفض الرجال، غالبا، الإفصاح عن أعمارهم، رغم أنه في هذا العمر قد يظهر الشعر الأبيض في رأسه، ولكنه يحاول التمسك بالشباب من خلال بعض التصرفات التي يمارسها من يصغرونه عمرا، أو بارتداء ملابس تناسب الشباب، وأحيانا عبر اهتماماته وميوله.

ولفت إلى أن الشخص عندما يدخل في سن المراهقة يعمل على تكبير عمره حتى ينال ثقة الآخرين، ومع مرور السنوات يدخل في كوابيس الكبر والهرم والمرض.