فلسطين أون لاين

تقرير ياسر فحل.. أمراض تنهش جسده لم تشفع له من الاعتقال

...
الأسير ياسر فحل
رام الله-غزة/ مريم الشوبكي:

في الرابع من سبتمبر الجاري كان ينتظر الأسير ياسر فحل من بلدة كوبر في رام الله وسط الضفة الغربية، أن تمر ساعات الليل حتى يتخلص من آلامه بخضوعه لعملية قسطرة في القلب، ولكن سكون الليل كسره جنود الاحتلال باقتحام بيته في الثالثة فجرًا لاعتقاله قبيل ساعات من عمليّته المقررة.

50 جنديًا طوَّقوا البيت، وكسروا الباب الخارجي، وكادوا أن يكسروا باب شقته، التفوا حول فحل (53 عامًا)، وهو على سريره أيقظوه ليعتقلوه، بالرغم من إلحاحه عليهم بأن ساعات وسيخضع لعملية جراحية، وأظهر لهم جميع التقارير الطبية، وكيس أدويته، ليكون رد "الضابط": "احنا عارفين بس جايين نعتقلك".

اعتقال ياسر لم يكن الأول، فمنذ أن كان في 23 من عمره بدأت رحلته مع عذابات الاعتقال الإداري، والاحترازي، فاقت الأربع سنوات، وفي مدة اعتقاله قبل 16 عامًا أصيب بمرض السكري، ومن ثم توالت الأمراض عليه بسبب ظروف السجن غير الصحيّة، ومنع الأدوية عنه.

تقول زوجته رائدة الحاج لـ"فلسطين": "بعد اعتقاله أجروا له فحوصات وكشفت أنه يعاني أعراض جلطة قوية، فأجريت له عملية قسطرة فُتح فيها شريانان، إضافة لإجراء شبكية في الشريان الثالث، بمستشفى هداسا عين كارم".

وتتابع: "بالرغم من صعوبة، وخطورة وضعه الصحي أعادوه إلى أقسام السجن بعد ثلاثة أيام من إجرائه للعملية، وحكم عليه بأربعة أشهر إداريًا قابلة لتمديد، دون توجيه أي تهمة له".

وتبين "الحاج" أن زوجها يحتاج إلى إبرتَيْ إنسولين يوميًا، ويعاني صعوبة في الحركة بسبب تركز مياه في قدميه، ويعاني مرضَي الضغط والسكري، وأمراضًا في القلب، فقد خضع لعملية قلب مفتوح.

وتوضح أن ياسر اعتقل قبل عامين، وأُجريت له عملية قلب مفتوح، ومع ذلك اعتُقل مدة 10 أشهر، وفي تلك المدة أجريت له العديد من الفحوصات داخل السجن، وتكرارها أدخل الشك والريبة في قلب ياسر، وما لبث أن أفرج عنه.

وتتابع: "بعد عشرة أيام من الإفراج عنه تراجع وضعه الصحي للغاية، وأجرى عدة فحوصات أظهرت إصابته بجلطة، وانسداد خمسة شرايين في القلب، وأجريت له عملية ترميم لصمام القلب لديه".

اقرأ أيضًا: هيئة الأسرى تكشف الحالة الصحية للأسير المريض الفحل

قبل ثلاثة أسابيع من اعتقاله الحالي اقتحم جنود الاحتلال القرية، واقتادوا ياسر ومجموعة من شبان ورجال البلدة إلى الساحة معصوبي الأعين، ومقيدي الأيدي، وأخضعوهم لتحقيقٍ مدة ساعتين، وأفرجوا حينها عن ياسر، ليهدده الضابط "راح أجي أعتقلك"، وفق ما قالت زوجته.

وتشير الحاج إلى أن زوجها يعاني هبوطا متكررا بضغط الدم بفعل الأدوية، والإهمال الطبي، وسوء التغذية داخل زنزانة السجن، ولا يقوى على الحركة، والوقوف، ويمكن أن يصاب بالإغماء في أي لحظة، ويحتاج دائمًا إلى أطعمة ترفع نسبة الضغط لديه حتى يقوى على ممارسة حياته بشكل طبيعي.

ونظرًا للأمراض العديدة التي يعانيها الأسير ياسر، فإنه يشعر بالبرد حتى في فصل الصيف ويحتاج إلى أغطية، وتنبه زوجته إلى أن وضعه الصحي سيتفاقم مع دخول فصل الشتاء، وتدني درجات الحرارة في زنزانته التي لا تدخلها أشعة الشمس.

وتمضي بالقول، إن اعتقال ياسر كسر فرحة ابنته التي كانت تنتظر أن يكون شاهدًا على عقد قرانها، "وباعتقاله تأجلت فرحته بابنته، وكان الحزن مضاعفًا في قلبه وقلب ابنته، وها نحن ننتظر حتى يخرج قريباً لنتم مراسم عقد القران".