فلسطين أون لاين

​معلمٌ صحي قديم استبسل اللاجئون في الدفاع عنه

ارتياحٌ يسود قلقيلية بعد تراجع "أونروا" عن قرار إغلاق مشفاها

...
قلقيلية - مصطفى صبري

ساد ارتياحٌ شعبي واسع في صفوف اللاجئين بمدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة، عقب إعلان انتهاء قضية مشفى قلقيلية التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وإعادة فتح قسم الولادة، وعودة سائر الأقسام إلى العمل بصورة طبيعية.

وقال محافظ قلقيلية اللواء رافع رواجبة: "إن قرار الوكالة التعسفي السابق الذي تضمّن تقليص الخدمات الصحية في أقسام المشفى، وإغلاق قسم الولادة علق، ليعود العمل فورًا في أقسام المشفى كافة، ومنها قسم الولادة، خلال الاجتماع الذي عُقد صباح يوم الخميس الماضي مع مدير عمليات الوكالة في الضفة الغربية، وممثل الوكالة في الأردن، وذلك بمشاركة مؤسسات رسمية وأهلية وقوى وطنية وممثلين للاجئين".

وأكد رواجبة لـ "فلسطين" التوافق مع وكالة الغوث على تشكيل لجنة حوار لبحث الملفات كافة وتطوير عمل المشفى، كونه "مَعلمًا صحيًّا قديمًا"، وهو الوحيد في الشرق الأوسط الذي يخدم قطاع اللاجئين بصورة فعالة.

وأضاف: "أبلغنا الوكالة أن المشفى يقدم خدمات للاجئين في شمال الضفة ، ومن حق اللاجئ تلقي هذه الخدمات، إن استهداف المشفى بالإغلاق هو استهدافٌ لقضية اللاجئين سياسيًّا، والاحتلال يحاول شطب قضية اللاجئين والمؤسسات العاملة على خدمتهم".

وأشار إلى أن قلقيلية منكوبةٌ بما تعنيه الكلمة، وإغلاق المشفى بمنزلة ضربةٍ موجعة لأهالي المدينة المُحاصرين واللاجئين كافة.

وثمّن المحافظ الفعاليات الشعبية والرسمية التي وقفت إلى جانب المشفى بالمشاركة في فعالياتٍ احتجاجية على قرار الوكالة، لافتًا إلى أن تلك الجهود أثمرت الإبقاء على المشفى قائمًا، صرحًا صحيًّا مميزًا، وعنوانًا لقضية عادلة تمثل اللاجئين في الوطن والشتات.

وفي السياق نفسه أثنى رئيس بلدية قلقيلية د. هاشم المصري على قرار الوكالة عودة العمل في أقسام مشفى الوكالة، لما له من أهميةٍ بالغة لأهالي قلقيلية الذين احتضنوه منذ إقامته عام 1951م، وتزوده البلدية منذ إقامته بالكهرباء والمياه وخدمات النفايات والصرف الصحي، وشكلت لجنة أصدقاء المشفى لتطويره.

ورأى أن بقاء المشفى قائمًا بمنزلة انتصار لقضية اللاجئين، إذ يقدم المشفى خدماته لقرابة 750 ألف لاجئ.

وقال المصري: "إعادة فتح المشفى وعمل أقسامه كافة بشرى تُزف إلى أهالي قلقيلية وإلى قطاع اللاجئين، وهي بصمة تسجل على كل المستويات الرسمي والشعبي والوطني، التي جابهت قرار الوكالة بكل جدية ومسؤولية".

وأظهر أهالي قلقيلية ارتياحًا؛ فالمستشفى يمثل لهم ذكرى من الأجداد، ما يتطلب من الأبناء الحفاظ عليه، حسب رأيهم، وهو من وجهة نظرهم سيبقى شامخًا صامدًا أمام كل المؤامرات والتحديات، مؤكدين أن أي تفريطٍ به إنما هو تفريط بقضية اللاجئين.

وتبعًا للقرار القاضي بالتراجع عن إغلاق المستشفى إنه من المقرر إزالة كل اللافتات، وخيمة الاعتصام التي أقيمت منذ اتخاذ قرار بإغلاق قسم الولادة، وتقليص العمل بباقي الأقسام، وذلك بتاريخ 21/8/2017م.

يشار إلى أن عدد العاملين في مشفى الوكالة 125 موظفًا من أطباء وممرضين وإداريين، حسب تصنيفات العمل في الوكالة.