فلسطين أون لاين

​ناشطان: التواصل مع الاحتلال "خيانة" و"حماقة" فلسطينية

...
غزة - نور الدين صالح

رغم الرفض الشعبي والفصائلي لمبدأ وجود ما تسمى لجنة "التواصل مع المجتمع الإسرائيلي"، فضلاً عن عدم تقبل ما تتبناه من خطاب وتنفذه من فعاليات، إلا أنها لم تبادر حتى اللحظة لإلغاء المسيرة النسائية التي تنظمها "ناشطات سلام"، اليوم الأحد، وهو ما اعتبره مختصون ونشطاء سياسيون أمرا معيبا وتطبيعا اجتماعيا وثقافيا علنيا مع الاحتلال.

وكان مكتب رئيس "لجنة التواصل" أصدر أمس توضيحًا بشأن المسيرة النسائية التي تنظمها "ناشطات سلام"، ادعى فيه أن المسيرة تأتي في سياق "تحريك الرأي العام الإسرائيلي، ودفع عجلة التسوية".

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد المدني، وهو المسؤول عن اللجنة، إن لجنة التواصل تقود "اشتباكًا سياسيًا وفكريًا واجتماعيًا بامتياز"، مشيرا إلى أن تكليفه باللجنة من منظمة التحرير جاء "لطرح الرواية الفلسطينية والسردية التاريخية التي لا يمكن أن نتنازل أو نتخلى عنها"، وفق ادعائه.

خيانة

عضو لجنة مقاطعة (إسرائيل) أكاديميا وثقافيا بالضفة د. مازن قمصية، وصف تشكيل اللجنة وما تنظمه من فعاليات بـ"الخيانة"، ومحاولة استجداء لبعض الأشخاص في المجتمع الإسرائيلي.

واستهجن قمصية في حديث صحيفة "فلسطين"، مبدأ تشكيل اللجنة فيما لا يزال المجتمع الفلسطيني يرزح تحت وطأة الاحتلال.

واعتبر النشاطات التي تنظمها "لجنة التواصل"، محاولة "تطبيع ثقافي واجتماعي مع الاحتلال"، مؤكداً رفضه عزم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس استقبال وفد عن المنظمات الإسرائيلية المشاركة لتقديم الشكر على الجهد الذي يبذلونه من أجل تحريك الرأي العام الإسرائيلي.

وتساءل عن الوجه الذي ستستقبل به هذه المؤسسات المنضوية والمدعومة حكومة عنصرية "لا تقمع الشعب الفلسطيني فحسب بل لا تؤمن بحقه في أرضه".

ونبه قمصية، إلى أن التأثير على الاحتلال يكون بالمقاومة، وليس بتشكيل حركات تطبيع واستقبال وفود إسرائيلية.

وكانت فصائل وقوى فلسطينية، نددت بالدعوة التي أطلقتها اللجنة التطبيعية المنبثقة عن المنظمة، وعدت تشكيل اللجنة بأنه من أكبر الحماقات التي أقدمت عليها السلطة الفلسطينية في ظل النزعة العنصرية للمجتمع الإسرائيلي وحكومته اليمينية.

وعلق عضو لجنة المقاطعة على عدم استجابة اللجنة لدعوة الفصائل: "السلطة لم تضع الاعتبار الشعبي في موازينها وتضرب بعرض الحائط حالة الامتعاض الفلسطينية بما في ذلك الفصائل، وهو ما يمثل استخفافاً بالقوى السياسية الفلسطينية والشعب الفلسطيني".

وذهب قمصية إلى القول: "هناك أشخاص يعتبرون أنفسهم يمثلون الشعب الفلسطيني، لكنهم لا يمثلون إلا أنفسهم، كونهم يسعون لتحقيق مصالحهم المادية تحت غطاء مثل هذه الحركات (...) وأي شخص حتى لو كان مناضلاً يُعتبر خائناً في حال مساعدته لحركات صهيونية، لذلك يجب مقاطعته".

خارجة عن السياق

ويتفق الناشط السياسي زاهر الششتري مع سابقه، مؤكداً أن تشكيل اللجنة يتعارض مع طموحات الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل ارتفاع وتيرة اعتداءات الاحتلال بحقه.

واعتبر في حديث لصحيفة "فلسطين"، الدعوة التي وجهتها لجنة التواصل في منظمة التحرير تأتي في إطار محاولة فتح آفاق للمفاوضات العبثية مع الاحتلال للضغط شعبياً على حكومة الاحتلال".

ويعتقد الششتري، أن كل الإجراءات التي تقوم بها السلطة وكوادرها، "خارجة عن سياق ما تم التوافق عليه سواء في القاهرة أو المجلس المركزي".

وقال "أعمال اللجنة والفعالية في الوقت الراهن مرفوضة، في ظل الوقت العصيب الذي يمر به الشعب الفلسطيني، وأجواء المصالحة وإنهاء الانقسام"، عاداً المسيرة "تسليما وإقرارا بشكل واضح بوجود وأحقية اليهود بأرض فلسطين".

ودعا الششتري الشعب الفلسطيني الرافض للمسيرة إلى التعبير عن رفضه، والوقوف أمام هذا النهج والمحافظة على الوحدة الوطنية.

كما دعا إلى إعادة تقييم كل ما يمس القضية الفلسطينية وعقد حوار وطني شامل، من أجل استخلاص العبر مما سبق، وإيجاد آليات محددة فيما يتعلق بالمفاوضات مع الاحتلال، مطالباً بعقد اجتماع سريع وعاجل للإطار القيادي المؤقت للشعب الفلسطيني، لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لكل من يأخذ قرارات فردية تمس بالساحة الفلسطينية.

وهذه ليست المرة الأولى التي تنظم فيها اللجنة فعاليات من هذا النوع، إذ سبق أن نظمت العام الماضي، مسيرات جابت الطرق الرئيسة في دولة الاحتلال إلى أن وصلت لمنطقة المغطس على نهر الأردن؛ قبل أن تنضم لها نحو 800 ناشطة فلسطينية بالتنسيق مع المحافظات وديوان الرئاسة.