فلسطين أون لاين

المبادرة العربية

كانت في الأساس مبادرة سعودية لحلّ قضية الصراع العربي الإسرائيلي، وقد صدرت بُعيد أحداث تفجير برجي التجارة في أميركا، ثم صارت مبادرة عربية بعد أن اعتمدتها جامعة الدول العربية في لقاء قمة، ونصت المبادرة على التطبيع والسلام مع (إسرائيل) بعد الانسحاب من الأراضي المحتلة في عام ١٩٦٧م، وقيام دولة فلسطينية، وحلّ مشكلة اللاجئين بالتوافق.

المبادرة قامت على قاعدة الجملة الشرطية: إذا انسحبتم نطبع معكم. أي كان الانسحاب شرطًا مسبقًا لكل الدول العربية، بما فيها مصر والأردن اللتين أبرمتا اتفاق سلام وتبادل سفراء مع (إسرائيل) قبل الإعلان عن المبادرة العربية.

التأسيس سعودي، والتبني عربي جماعي، بقوة قرار جامعة عربية، إذ تكون قراراتها الملزمة هي القرارات الصادرة بالإجماع.

رحبت منظمة التحرير والسلطة بالمبادرة، وتمسكتا بها، وصارت من مفردات السياسة الفلسطينية للحلّ، وأهملتها وقفزت عنها (إسرائيل)، ولم تناقشها مع قادة العرب، والأسباب معروفة جدًا، وجوهرها: لا للأرض مقابل السلام، ونعم للسلام مقابل السلام. (إسرائيل) قالت قولًا وفعلًا : لا أرض، ولا دولة، ولا لاجئين، والقدس عاصمة (إسرائيل)، والجولان جزء من (إسرائيل)، والضفة هي يهودا والسامرة، وهي أرض (إسرائيل) التاريخية.

اقرأ أيضًا: المملكة: لا تراجع عن المبادرة العربية

اقرأ أيضًا: نُهنِّئ شعبنا بسقوط المبادرة العربية

سنوات مرت على المبادرة العربية، وعلى الإهمال الإسرائيلي والدولي لها، وتفككت سلسلة الدول العربية بعد قرابة عشرين سنة من المبادرة العربية، لتخرج من الإجماع العربي دول اتفاقية أبراهام: (الإمارات، والبحرين، والسودان، والمغرب) وتخط السعودية موقفًا متميزًا لها، فلا هي انضمت للاتفاقية ولا هي رفضتها، وبعد خروج ترامب من البيت الأبيض وقدوم بايدن الديمقراطي، جدد الأخير مساعيه المكثفة مع المملكة لتحقيق السلام والتطبيع بينها وبين (إسرائيل)، ولم تمانع المملكة من إجراء مفاوضات بشروط سعودية، ليس بينها الأرض مقابل السلام، وغير معلقة على شرط الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، ولا على شرط الدولة الفلسطينية أو اللاجئين. 

خلاصة الأمر انفرط عقد المبادرة العربية، وباتت الدول أقرب لتطبيق معادلة: (سلام مقابل سلام)، بحيث يمكن (لإسرائيل) الادعاء بنجاح سياستها الخارجية، وعند إنجاز التطبيع مع المملكة يمكن القول بأن الفلسطيني بات وحيدًا في مواجهة مخططات (إسرائيل) للأراضي المحتلة في عام ١٩٦٧م، ومن ثم لا أحد يمكنه رسم صورة المستقبل لسنوت عشر قادمة، لأن التحولات المعقدة صعبة على الفلسطيني، ولكنها لا توقف مقاومته، وسيجد طريقًا يعتمد بها على نفسه، إلى أن يصل إلى أهدافه الوطنية والإسلامية.