تبذل بلدية غزة جهودًا كبيرة لإنجاز مشروع إنشاء محطة توليد كهرباء من الطاقة البديلة لمصلحة مرافقها وخدماتها في المدينة، وتحديدًا في بركة الشيخ رضوان ومحيطها في شمال مدينة غزة.
وتتابع دائرتا الصيانة الكهروميكانيكية والإشراف والصيانة في البلدية باهتمام شديد مراحل المشروع الذي تنفذه شركة "ميجا باور" المتخصصة في هذا المجال، وبتمويل من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ويهدف المشروع -حسبما أفاد المتحدث باسم بلدية غزة حسني مهنا- إلى توفير الطاقة الكهربائية لمحطة الصرف الصحي رقم (5) في منطقة المنارة، الواقعة قرب بركة الشيخ رضوان، وحل مشكلة العجز بالكهرباء في أوقات الأزمات.
وبين مهنا لـ"فلسطين" أن البلدية استغلت حواف البركة مستفيدة من المساحات الواسعة المتوفرة بها، لوضع ألواح ضوئية قادرة على توليد الكهرباء من أشعة الشمس.
اقرأ أيضًا: "الطاقة" تشرف على مشروع محطة طاقة شمسية غزة
مشروع مهم
وتستوعب بركة الشيخ رضوان كميات كبيرة من الأمطار في فصل الشتاء، ما يضطر بلدية غزة لتصريفها باستمرار إلى البحر بواسطة مضخات تعمل بالكهرباء؛ بهدف التخلص من الفائض والحيلولة دون غرق المناطق المحيطة بها.
لكن عند انقطاع الكهرباء تلجأ البلدية إلى تشغيل مولداتها لضمان استمرار عمل المضخات، ما يزيد التكلفة التشغيلية بسبب استهلاك كميات كبيرة من الوقود، وقد دفع ذلك البلدية للبحث عن بدائل أخرى تمثلت بإنشاء محطة طاقة شمسية.
وعند الانتهاء من إنشائها، يفترض أن تصل قدرتها الإنتاجية إلى 1 ميجاوات لمصلحة مرافق البلدية وخدماتها، بحسب مهنا.
ونبَّه المتحدث باسم بلدية غزة على أن مشروع المحطة يشمل تركيب قرابة 1660 خلية في المنطقة العلوية من البركة خلال مراحل المشروع، وتبلغ تكلفته الإجمالية 2 مليون و235 ألف دولار.
بدوره أفاد مدير دائرة الإشراف والصيانة في بلدية غزة م. سمير قنوع، بأن مشروع توليد الكهرباء من الطاقة البديلة اشتمل على 3 مراحل، تمثلت الأولى بوضع التصميم الكامل، والثانية خصصت لإنتاج 0.5 ميجاوات من الكهرباء ومثلها تمامًا أيضًا للمرحلة الثالثة والأخيرة.
وبيَّن قنوع لـ"فلسطين" أن البلدية حاليًا في المرحلة الثانية من المشروع بنسبة إنجاز بلغت 88%، متوقعًا الانتهاء من هذه المرحلة بحلول أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وشملت المرحلة الثانية -وفق قنوع- تركيب الألواح الضوئية والبطاريات وإدارة التحكم بالطاقة بعد الانتهاء من تجهيز القواعد المخصصة لحمل الألواح في محيط البركة، وتحديدًا منطقة المدرجات.
اقرأ أيضًا: لقاء حواري مع سلطة الطاقة وشركة الكهرباء
ومن المقرر -بحسب قنوع- تشغيل محطة الكهرباء بعد إكمال المرحلة الثانية إلى حين البدء في المرحلة الثالثة، إذا توفر التمويل اللازم.
ووضعت الألواح الضوئية في الجهة الغربية من بركة الشيخ رضوان ضمن المرحلة الثانية، وفي المرحلة الثالثة من المقرر استغلال الجهتين الشمالية والشرقية لاستيعابها، بحسب قنوع.
وأكد أن إنجاز المشروع سيترك آثارًا إيجابية على خدمات البلدية، خاصة فيما يتعلق ببركة الشيخ رضوان، ومحطة المنارة القريبة منها والمُخصصة لتجميع مياه الصرف الصحي ومعالجتها.
وبيَّن أن الفائض من الكهرباء سيُنقل إلى الشبكة العامة ضمن اتفاقية بين البلدية وشركة توزيع الكهرباء في محافظات غزة.
ويعد هذا المشروع جزءًا من الخطة الإستراتيجية لبلدية غزة، والهادفة إلى تطوير الخدمات في المحافظة.
تخفيف الأعباء
وأفاد مدير دائرة الصيانة الكهروميكانيكية في بلدية غزة م. جمال عناية، أن المشروع سيساهم مساهمة كبيرة في تخفيف قرابة مليون شيكل سنويًا من قيمة فاتورة الكهرباء للبلدية، وإنجازه سيعود بالنفع أيضًا على شبكة توزيع الكهرباء، وسيُساهم في تخفيف الاستهلاك.
وذكر عناية لـ"فلسطين" أن عمل مولدات الكهرباء الخاصة بالبلدية في بركة الشيخ رضوان سيقتصر على حالات الأزمات والطوارئ، وعند وجود أعطال أو فصل في الكهرباء من المصادر الرئيسة.
اقرأ أيضًا: بدائل الطاقة الكهربائية بغزة.. تغطية منقوصة للاحتياجات وأثمان مرتفعة
وبيَّن أن الطاقة الكهربائية الناتجة عن المشروع من المقرر أن تغذي محطة رقم (5) لتجميع ومعالجة مياه الصرف الصحي في حي المنارة القريب من بركة الشيخ رضوان.
وكانت البلدية قد أنجزت خطة المشروع قبل أكثر من 3 سنوات، ولم تتمكن من تنفيذه إلا عندما وفرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التمويل.
ويعد هذا المشروع جزءًا مهمًا من خطة بلدية غزة الإستراتيجية الهادفة إلى تطوير الخدمات في المحافظة، وقد سبق لها أن نفذت عدة مشاريع لتوليد الكهرباء من الطاقة البديلة لخدمة مرافقها.