في ذات المكان الذي نصبت فيه بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس محطة لقياس جودة الهواء قرب من باب الساهرة، أحد أبواب سور القدس، بزعم حماية البيئة، ضخت مركبات شرطة الاحتلال المياه العادمة على سكان القدس وممتلكاتهم، على مدار السنوات الماضية.
ولا ينفصل ضخ المياه العادمة على المقدسيين عن اعتداءات قوات الاحتلال المستمرة على أهالي المدينة المقدسة، إضافةً إلى عدم تقديم بلدية الاحتلال للحد الأدنى من الخدمات الأساسية للمقدسيين، وعدم الاهتمام بالصحة العامة عبر القيام بأعمال النظافة وتصريف مياه الصرف الصحي.
اقرأ أيضاً: مركز حقوقي يحذّر من السياسة العنصرية "الإسرائيلية" تجاه الأسرى الفلسطينيين
في حين تدعي بلدية الاحتلال إعطاء الأولوية لجودة الهواء في شرقي القدس، فإنها تغض الطرف عن قنابل الغاز المسيل للدموع التي تطلقها قوات الاحتلال روتينيًا تجاه المقدسيين في شارعي السلطان سليمان وصلاح الدين، وفي مختلف أحياء المدينة.
الصحة العامة
بدوره، أكد رئيس مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري، أن سلطات الاحتلال تغفل بوضوح وتعمُّد الصحة العامة للفلسطينيين في القدس المحتلة، عبر عدة إجراءات.
وقال الحموري لصحيفة "فلسطين": إن "الاحتلال يعمل باستمرار على ضخ المياه العادمة والتي تحتوي على مواد كيميائية على الفلسطينيين في القدس، وهو ما يشكل خطر على صحتهم ويتسبب بانتشار الأمراض لأن الروائح الكريهة التي تستخدم تبقى في الجو لفترات طويلة".
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال لا تتوقف عن ضرب الفلسطينيين والبيوت في شرق القدس بالقنابل الغاز المسيل للدموع، وهو ما يتسبب في إصابة الكثيرين، إضافة إلى تسجيل حالات حروق.
ورفض الحموري ادعاءات الاحتلال الحفاظ على صحة المقدسيين عبر وضعها محطة لقياس جودة الهواء قرب باب الساهرة، مؤكدًا أن الواقع يثبت ممارسة الاحتلال الكثير من الانتهاكات ضد البيئة وصحة المقدسيين.
تمييز صارخ
من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات، أن المقدسيين يتعرضون لتمييز صارخ من سلطات الاحتلال في كل مناحي الحياة، بما فيها البنية التحتية من شوارع وخدمات متعلقة بالنظافة.
وقال عبيدات لصحيفة "فلسطين": إن "هناك سياسة ممنهجة من بلدية الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في القدس، حيث تغيب شبكات الصرف الصحي، وتصريف مياه الأمطار عن شرقي المدينة، في مقابل تقديم خدمات عالية للمستوطنين في غربي المدينة".
وبين أن المقدسيين يفتقدون للخدمات على الرغم من أنهم يدفعون الضرائب والتي تصل إلى 30% من قيمة الأموال التي تجبيها بلدية الاحتلال في القدس، ولكن بالمقابل فإن الخدمات التي يحصلون عليها لا تزيد عن 6%".
وأوضح أن غالبية الأموال التي تجبيها بلدية الاحتلال تذهب إلى المستوطنين في غربي القدس، لشبكة المواصلات، والبنية التحتية، وتحسين جودة الخدمات.
وذكر عبيدات أن بلدية الاحتلال لا تكتفِ أيضًا بعدم تقديم خدمات للسكان المقدسيين، بل تعمل على إلقاء القمامة والقاذورات أمام مدارس العرب في شرقي المدينة.
وأشار إلى أن عدم اهتمام بلدية الاحتلال بشرقي القدس يُشكل خطرًا على حياة، خاصة في عدم صيانة وتأهيل شبكات الصرف الصحي، وعدم وجود عبارات، وهو ما يهدد حياة الأطفال كثيرًا.