كتب أكاديمي ووزير فلسطيني سابق مقالًا بعنوان: ماذا يريد الإسلاميون؟، زعم فيه أنه لم يسمع عبر التاريخ إلى اليوم أن حزبًا إسلاميًّا مثل الوهابية أو جماعة الإخوان أو غيرهم من الجماعات التي تقاتل المسلمين في بلدان عربية كثيرة نجح في إقامة دولة إسلامية تحقق الرفاهية والازدهار لشعبها وأن تلك الجماعات حيث تكون تكون الفوضى والحرب والإرهاب.
أنا اخترت فقرة بسيطة من مقال طويل فيه من الهرطقات والأكاذيب ما لم يقله أي جاهل في الأشهر الأخيرة على الأقل، ولكنها فقرة توضح أن المقال يأتي في سياق حملة تحريضية ممنهجة ضد المقاومة الفلسطينية بالدرجة الأولى لأن العمود الفقري للمقاومة الفلسطينية هي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس والتي تنتمي فكريًّا إلى جماعة الإخوان المسلمين وإن لم يكن هناك ارتباط تنظيمي مع الجماعة في الخارج، وتشبيه الإخوان "بتنظيم القاعدة" هو التحريض بعينه.
اقرأ أيضًا: عن توقّعات "موت العلمانية" في (إسرائيل)
اقرأ أيضًا: الإسلام السياسي والهواجس العلمانية
منذ سقوط الخلافة الإسلامية والغرب يحارب الإسلام والمسلمين بما فيهم الجماعات التي قامت من أجل استعادة الخلافة وأكبرها وأصدقها جماعة الإخوان المسلمين، علمانيو فلسطين والدول العربية هم أدوات رئيسة للغرب في حربه للإسلام، ومنهم تشكلت أنظمة وحكومات حكمت الشعوب بالحديد والنار والجهل والضلال، ولذلك وجدنا أن جماعة الإخوان المسلمين لم تحظ بفرصة حقيقية للحكم، حيث إذا نجحوا في انتخابات برلمانية على سبيل المثال يتم التلاعب بقانون الانتخابات من أجل إفشالهم، وإن لم ينجح التلاعب بالقانون يتم الانقلاب عليهم والزج بهم في السجون وهذا أمر لا يجهله إلا أعمى البصر والبصيرة، فإن زعم أحدهم أنه لا يرى الحق فهذا يعني أنه أعمى وعلى ضلال والعيب فيه لا في غيره.
يقول: "ماذا يريد الإسلامويون ولا يقول الإسلاميون"، هل إذا لوى العلمانيون ألسنتنهم يمكنهم تغيير الحقائق، هذه قمة السخافة والحقارة والجهل ؛ حتى لو قالوا: "إسلاميون" أو "إخوان إبليس" أو أي من ألفاظ الحقد والكراهية التي يرددونها فهذا لن يغير من الواقع في شيء، لن يصغر من حجم جماعة الإخوان المسلمين التي تزداد انتشارًا وثباتًا وقوة وهي الأقدر على إصلاح المجتمعات وحماية العقيدة الإسلامية واستعادة حكم الله في الارض شاء من شاء وأبى من أبى.
ثم إذا كان اسلام الإخوان أو الجماعات الإسلامية الأخرى لا يعجبهم فلماذا لا يلتزمون بما جاء في القرآن وألسنة من عبادات وأخلاق ودعوة إلى إقامة حكم الله في الأرض؟ لماذا يتخلون عن العبادات والأخلاق والصدق ويعملون بعكس ذلك تمامًا؟.اعتقد أن العلمانية العربية تعيش رمقها الأخير وليس مستغربًا ما ينتابهم من حالات صرع وسعار الذي يأتي قبل الاندثار.. لا ردهم الله.