مجتمع مثلي يعني مجتمع يمارس الشذوذ الجنسي، مجتمع بلا أخلاق، مجتمع منحط روحيًّا، ويغرق في الفاحشة، بعيدًا عن القيم والمبادئ التي جاءت بها الشرائع السماوية، ووثقتها القوانين الوضعية بما في ذلك قانون حمورابي، وقد وصفت الحفريات والمدونات التاريخية الشذوذ الجنسي بالفاحشة، ورأت بتبادل الزوجات جريمة اجتماعية منكرة، ورأت بدخول البيوت من غير أبوابها أساسيات الدمار التي تنخر عظم المجتمعات.
لقد صرح الرئيس الأمريكي بايدن بعظمة لسانه، بأن أمريكا مجتمع مثلي، وهذا اعتراف رسمي بأن أمريكا دولة الشذوذ الجنسي، دولة خارجة عن قوانين المجتمعات التي راعت عبر التاريخ أصول التعامل البشري، فإذا بأمريكا قائدة العالم المتحضر، تكشف عن حضارتها، وتفضح دونيتها، بأنها راعية الشذوذ الجنسي، وهذا يعني أن الكثير من الدول والحكومات المرتبطة بأمريكا سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، لا تعترض على الشذوذ الجنسي الأمريكي، أو أنها على الطريق، وتنتظر اللحظة المناسبة، لتشارك أمريكا عقيدتها الانحلالية، من هنا، فلا غرابة أن تكون أخلاقيات الأونروا الانحلالية جزءًا من السياسية الأمريكية، وقد تم تطبيق هذه السياسة في دولة العدو الإسرائيلي، التي يمثلها 36 نائبًا متدينًا في الكنيست الإسرائيلي، لا غرابة أن تكون هذه الدولة المعادية للأخلاق راعية للشذوذ الجنسي، وهي تصوت بالأغلبية على الشاذ جنسيًا "أمير أوحانا" رئيسًا للكنيست، ليشارك في احتفال الترسيم، زوجه الرجل، في مشهد مقزز، ومع ذلك، حظي بالثقة من خلال أصوات المتشددين اليهود، بما يتنافى مع عقيدتهم.
اقرأ أيضًا: المثلية فقاعة في فنجان الرذيلة
اقرأ أيضًا: بين سيداو وسدوم جرائم مشتركة!
ضمن هذه التخريب المتعمد للقيم الحضارية، تنتشر الفاحشة التي ترعاها أمريكا، وتعمل من أجلها الصهيونية العالمية، ولأهداف كبرى، بعيدة المدى، تحتاج إلى بحث معمق، يتعلق بوثيقة القدس التي وقع عليها الرئيس بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، في شهر أغسطس/ آب سنة 2022.
مدونة الأونروا السلوكية والتي تم التشهير بها من كل التنظيمات الفلسطينية والقوى السياسية والدينية والمجتمعية، هذا المدونة القذرة، يجب أن تحارب من قبل المعلمين والمعلمات الفلسطينيين، لأنهم محور عمل المدونة، وهم المستهدفون بالفساد، وهم الأكثر تأثيرًا على الأجيال، وقد اقتضى الواجب الديني والمجتمعي أن يحارب المعلمون والمعلمات هذه المدونة، وأن يرفضوا استلامها، وأن يعملوا بين طلابهم، ومن خلال سلوكهم الإنساني بما يغاير مدونة الأونروا الانحلالية.
مدونة الأونروا السلوكية تتعارض مع البند السادس من القيم الأساسية والمبادئ التوجيهية للأونروا، والذي جاء فيه:
نحن نحترم الثقافة المحلية، بينما نبقى أوفياء لقيم الأمم المتحدة.
واحترام الثقافة المحلية يعني احترام أخلاقيات المجتمع الفلسطيني، الذي يحارب الشذوذ الجنسي، والعلاقات الغرامية المشوهة والمشبوهة.