فلسطين أون لاين

​عندما يصبح الطلاق نصيحة حاضرة دومًا!

...
غزة - هدى الدلو

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مكانا لطرح المشاكل الاجتماعية والأسرية، خاصة على المجموعات المغلقة، وبالذات النسائية منها، وبجولة سريعة على التعليقات على المشاكل الزوجية، يبدو واضحا أن أغلب ردود النساء الأخريات تحمل لها تحريضا لصاحبة المشكلة بالانفصال، وبطلب الطلاق بسرعة، وعلى أتفه المشاكل، وكأنه أمرٌ هين لا يترتب عليه أي تداعيات سلبية.. فلماذا أصبح "النصح" بالطلاق سهلا هكذا؟ هل أصبح الطلاق هينا إلى هذه الدرجة؟.. هذا ما نتحدث عنه في السياق التالي:

قلة الوعي

قال الأخصائي النفسي إسماعيل أبو ركاب: "يرجع استسهال الناس النصح بالطلاق على أتفه المشاكل إلى قلة الوعي، وضعف الثقافة الدينية المتعلقة بهذا الأمر، فضعفها يدفع الشخص للكثير من الأخطاء دون إدراك النتائج المترتبة عليها، بالإضافة إلى إسقاط البعض مشكلاته الشخصية على الآخرين، فكل شخص يشعر أن حياته تعيسة يحاول جاهدًا أن يرى نفس الصورة لدى الآخرين".

وأضاف لـ"فلسطين": "من الأسباب أيضا، اختلاط الأفكار المستوردة من ثقافات أخرى تتعلق بكيفية إدارة المشاكل الزوجية، والتي منها استسهال فكرة الطلاق".

وأوضح أن "الأشخاص الذين ينصحون الآخرين بالطلاق يعانون عقدة نقص في شخصياتهم وفي حياتهم الأسرية، لأن الأصل في التعاملات هو التوفيق والتقريب، لا التفريق والإبعاد"، مبينا: "لو نظر كل شخص للموضوع كما لو أن الأمر يمس ابنته أو أخته، وتوقع ذلك لها لكان ذلك أكبر رادع له للكف عن تلك السلوكيات غير المسؤولة".

وأشار أبو ركاب إلى أن لهذه النصائح أثرا على طبيعة العلاقات الأسرية والاجتماعية لمن يستمع إليها، فالزوج الغاضب أو المستاء هو شخص غير مسؤول عن تصرفاته اللحظية، لذلك من السهل التأثير عليه واستدراجه إلى مربع الكارثة، ولكن بعد اقتناعه بالنصيحة وحدوث الطلاق، يبدأ بمراجعة حساباته، والتي منها الأسباب التي أدت إلى اتخاذه ذلك القرار الصعب، ويفكر أولًا بمن نصحه بالطلاق، وهناك عواقب أخرى ممكن أن تصل إلى إيذاء ذلك الشخص، أو قطع العلاقة به.

وعن الشخص الناصح بالطلاق، قال أبو ركاب إنه غالبا ما يكون ذا شخصية مهزوزة، وغير واثقة من نفسها، تسعى جاهدة لتجميع شتات نفسها، وتعمل على تحقيق الشعور بالإنجاز، من خلال تدمير الغير، وتلك الشخصيات تصل إلى حد الشخصيات المرضية، والتي منها الشخصيات السيكوباتية "المضادة للمجتمع"، مشيرا إلى أنه يمكن وصف الشخصية التي تستجيب للغير في موضوع الطلاق بأنها شخصية انهزامية منقادة ومعقدة.