فلسطين أون لاين

​موسم زراعته بدأ

زراعة الفطر.. مشروعٌ ناجحٌ بلا جهد

...
غزة - نسمة حمتو

لم تجد إيمان راضي (23 عامًا) أملًا في الحصول على وظيفة ثابتة بعد تخرجها من كلية الهندسة الزراعية، بعد أن بذلت العديد من المحاولات، بالتدرّب والتطوع في أكثر من مكان، علّها تكون مقدّمة للحصول على دخل ثابت، وخلال تدرّبها في مختبرات وزارة الزراعة بغزة، قدحت في ذهنها شرارة فكرة لمشروع خاص، وهو زراعة الفطر في المنزل.

رعاية واهتمام

قالت راضي لـ"فلسطين": "بدأت المشروع بعد عيد الأضحى مباشرة كأول تجربة لي في هذا المجال"، مضيفة: "خطرت في بالي هذه الفكرة بداية لأني أحب تناول الفطر بشكل كبير، ولأنني تطوعت للعمل في وزارة الزراعة فوجدت الأمر سهلًا جدًا، والأهم من ذلك أنه لا يحتاج إلى تكاليف عالية، كما أنه لا يحتاج لجهد، بل رعاية واهتمام فقط".

وتابعت: "أولا، زرعت عشر سلال في بيئة مناسبة، وبلغت نسبة نجاح المشروع 80%".

وأكّدت راضي: "هذا المشروع جيد، ورأس المال فيه ليس كبيرا، المشكلة الوحيدة التي نخشاها في زراعة الفطر هي التسويق، وأعتقد لو استطعنا التغلب عليها يمكن أن يعود ذلك علينا بمردود مالي كبير".

وبيّنت: "الجيد في الأمر، أنني لم أهمل فكرة البحث عن عمل، كما أنني شعرت بإنجاز كبير عندما رأيت الثمار تخرج من فتحات السلال، أتمنى أن يكتمل نجاحي هذا وأتمكن من تسويق المنتج".

بداية الموسم

مدير محطة التجارب بوزارة الزراعة أمجد الأغا، أوضح أن أفضل الأوقات لزراعة الفطر من بداية شهر سبتمبر وحتى بداية مايو، مشيرًا إلى أنه يحتاج إلى درجة حرارة تتراوح من 18 إلى 20 درجة.

وقال لـ"فلسطين": "للأسف، ثقافة زراعة الفطر واستخدامه ليست منتشرة، دخلت حديثًا لبعض البيوت الغزية، والبعض لا يعرفها، لذلك نعاني من مشكلة التسويق؛ لأن المجتمع لا يعرف قيمته الغذائية، إضافة إلى منافسة المنتجات الصينية، وخاصة المعلبة، حيث يبدأ ثمن العلبة الواحدة من ثلاثة شواقل، في مقابل أن ثمن كيلو الفطر الطازج 20 شيكلًا".

وأشار إلى وجود بعض المحاولات لإدخال فطر من نوع "شمبنيون" من الداخل المحتل، لكن ثمن الكيلو الواحد منه يصل إلى 80 شيقلًا، بينما المستهلك الغزي لا يملك القدرة على شرائه، فيلجأ إلى المعلبات.

إقبال على الزراعة

ولفت إلى وجود إقبال، في الوقت الحالي، من المهندسين الزراعيين على تنفيذ مشاريع في هذا الجانب، مشيرًا إلى أن المشروع يعمل على تنمية مهاراتهم ويساعدهم في الحصول على مصدر دخل خاص فيهم.

وبين أن وزارة الزراعة تسعى بشكل دائم لعقد لقاءات مع الناس لتوصيل فكرة زراعة الفطر، موضحا: "الفطر مفيد، ويتميز بارتفاع قيمته الغذائية، ويمكن استخدامه في الكثير من الوجبات".

ونوه إلى أن زراعة الفطر لا تحتاج للكثير من الوقت، ويلزمها فقط المحافظة على نظافة المكان، وتعقيمه، ورش الثمار بشكل دائم، لا سيما أن الفطر منتج ضعيف يمكن أن يهاجمه أي نوع من البكتيريا والحشرات.

وقال: "البذور متوافرة في وزارة الزراعة، وهي مضمونة، ولا يوجد فيها أي نوع من أي أنواع التلوث، ولا يلزم سوى شراء السلال، أما عملية التسويق فهي تختلف من عائلة لأخرى، ويمكن أن يتم التسويق من خلال المحال التجارية أو بعض المعارف".