زلزال مدمر في المغرب، ثم إعصار مدمر في ليبيا، الفارق بينهما ثلاثة أيام، الإعصار (دانيال) ضرب المنطقة الشرقية من ليبيا، ولا سيما مدينة درنة على البحر المتوسط، فتسبب بكارثة قومية .
السيول الضخمة جرفت التربة فانهارت مئات العمارات، وعدد من الجسور، وتشرد الآلاف من بيوتهم.
الكارثة كبيرة وفوق قدرات الحكومة، لذا هي بحاجة لمساعدات عربية ودولية، وكذا كانت كارثة زلزال المغرب فوق قدرات الحكومة، وقد تلقَّت المغرب مساعدات من دول عديدة.
اقرأ أيضًا: الشعب الفلسطيني من زلزال أغادير وحتى زلزال مراكش
اقرأ أيضًا: رُبَّ ضارة نافعة
المؤسف أنه لم يكن ثمة إنذار مسبق حول الإعصار، وكذا لم تكن ثمة توقعات مغربية بالزلزال، لذا يمكن القول بأن الكارثة باغتت الدولتين، والسؤال هل تتحمل الحكومتين المسئولية عن المباغتة، أو عن نقص الاستعدادات الوطنية لمواجهة الكوارث الطبيعية؟ من الصعب الإجابة عن سؤال المباغتة، ولكن يبدو أن حالة الاستعداد والجاهزية تشير بأصابع الاتهام للحكومات القائمة والمنصرمة في الدولتين، وبالتالي تقع عليهم مسئولية ما عما أصاب السكان من أضرار كبيرة، ولا سيما وللدولتين أموال مستقرة تساعد في بناء قدرات جيدة للمواجهة.
نعم، لا يغني الحذر من القدر، ولكن الحذر والاستعداد يمكن أن يخفف الأضرار، وإن جريمة التطبيع مع دولة الاحتلال تغضب الخالق القهار، وقد يقرأ بعضنا في الكوارث غضب الله، بسبب المعاصي، فالله يحفظ المؤمنين، وقد يمتحنهم، وفي الإيمان ولا شك وقاية، وإنه لمن الإيمان تحرير المسجد الأقصى من المحتل الغاصب، وتجنب المعاصي، وحماية إيمان الأمة.
أعان الله الدولتين، ورحم الله الشهداء والقتلى، وعافى الجرحى، وفي كل حدث عبرة لمن يريد أن يعتبر.