فلسطين أون لاين

المتحدث باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج

حوار العالول: "م ت ف" اختزلت دور فلسطينيي الخارج ويجب إصلاحها لتضم كل مكونات شعبنا

...
زياد العالول المتحدث باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج - أرشيف
لندن-غزة/ حاوره محمد الأيوبي:
  • التطبيع العربي أحد أدوات دعم الاحتلال وكل حالاته الشعبية مصطنعة
  • العمل الفلسطيني في الخارج يشهد تعاظمًا ويجب الاستفادة منه لدعم نضال شعبنا
  • استعدادات لتنظيم أسطول بحري باتجاه لكسر حصار غزة 

 

أكد المتحدث باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، زياد العالول، أن منظمة التحرير اختزلت دور فلسطينيي الخارج منذ توقيعها اتفاق "أوسلو" عام 1993، ولم يعد لمؤسساتها في الخارج أي دور أو فعالية، مشددًا على عدم إمكانية تحقيق المصالحة الفلسطينية دون إصلاحها، وفتح أبوابها لكل مكونات الشعب الفلسطيني وفصائله ومؤسساته.

وقال العالول في حوار موسع مع صحيفة "فلسطين": إن "المؤتمر الشعبي" يُمثل حاجة مُلحّة لفلسطينيي الخارج، الذين يُشكلون نصف تعداد الشعب الفلسطيني، وعمل مظلةً تنسيقية بين كل مؤسسات ومكونات الشعب الفلسطيني في الخارج، إذ كانت درجة التنسيق بين هذه المؤسسات ضعيفة أو غير موجودة قبل تأسيس المؤتمر الشعبي عام 2017.

وأشار إلى أن مئات المؤسسات الفلسطينية في الخارج تعمل ليل نهار للحفاظ على الهوية الفلسطينية، وتعزيز الانتماء الوطني، والحفاظ على تراث وتقاليد الشعب الفلسطيني، ودعم وإسناد فلسطينيي الداخل شعبيًّا، وإعلاميًّا، وإغاثيًّا، وسياسيًّا، وهناك رموز للعمل الفلسطيني في كل دول العالم.

وأضاف أن المؤتمر الشعبي حاول تأطير العلاقة بين المؤسسات الفلسطينية المختلفة، وتعزيز العمل والتنسيق المشترك، بما يجعل العمل الفلسطيني في الخارج أكثر فعالية وتنظيمًا، ويمكننا من استثمار قوة الجالية الفلسطينية في الخارج لمصلحة الفلسطينيين في الداخل.

ووفق العالول فإن المؤتمر الشعبي قام بأدوار متعددة على مدى الـ6 أعوام الماضية، وأصبح يمثل هيكلًا كبيرًا يضم العديد من الشخصيات والنخب الفلسطينية في الخارج، إذ تضم جمعيته العمومية 450 شخصًا من أماكن متنوعة، وأمانته العامة قرابة 40 عضوًا، وهناك العديد من اللجان، تشمل قضايا اللاجئين، والقدس، والعودة، والهوية، والعمل الشعبي، والعمل السياسي، وغيرها.

تأييد كبير

ونبه إلى أن العمل الفلسطيني في الخارج يشهد تعاظمًا كبيرًا لدعم القضية الفلسطينية، وهناك تعاطف وتأييد شعبي كبير للقضية، وهذا تراكم للعمل الفلسطيني عبر عشرات المؤسسات، مشيرًا إلى أن حالة التعاطف والتأييد حاضرة في أي مظاهرة تشهدها العواصم الغربية، إذ يخرج عشرات ومئات الآلاف تنديدًا بجرائم الاحتلال ونصرة للقضية الفلسطينية.

ولفت إلى أن الاحتلال راهن على أن "الكبار يموتون والصغار ينسون"، وعلى ذوبان الفلسطينيين في المكون العربي والأجنبي في الخارج، لكن "المؤتمر الشعبي" والمؤسسات الفلسطينية في الخارج نجحوا في المسؤولة التي وقعت على عاتقهم في الحفاظ على هوية الشعب الفلسطيني.

اقرأ أيضاً: "فلسطينيو الخارج": على السلطة وقف التعاون مع الاحتلال وحماية المقدسات

وبين أن "هناك 7 ملايين فلسطيني يعيشون في الخارج، وهم متمسكون بحقهم في العودة ومسألة الانتماء والحفاظ على الهوية الفلسطينية، ويعتزون بانتمائهم لفلسطين، حتى الذين فقدوا اللغة العربية في أمريكا الجنوبية، وفي العديد من الدول الأخرى يعتزون بهويتهم الفلسطينية، ويتمسكون بالتقاليد والهوية، ويؤدون دورهم في إسناد الشعب الفلسطيني في أرضه.

وحول دور المؤتمر الشعبي في تعزيز الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية، أوضح العالول أن المجتمعات الغربية تفتقد للمعلومة والرواية الفلسطينية، لكن الفلسطينيين وأنصار القضية الفلسطينية نجحوا في السنوات الأخيرة بتعزيز الوعي على الصعيد الشعبي، وفي الجامعات والنقابات، والساحة السياسية، حتى أصبح حضور القضية الفلسطينية لدى المجتمعات الغربية كبيرًا جدًّا.

وذكر أن هناك وعيًا فعليًّا بالقضية الفلسطينية، وإيمانًا بعدالتها، وأصبح الكثير من شعوب العالم وسياسييهم ومثقفيهم والنخب الغربية مناصرين للقضية الفلسطينية، وينظرون إليها قضية عادلة، ولا يخشون الملاحقة أو الاتهام بمعادة السامية كما كان في الماضي. 

وبين أن هناك حضورًا ملحوظًا للقضية الفلسطينية في معظم البرلمانات الغربية، والجامعات، والنقابات، والمئات من الأنشطة التي تُنظَّم على مدار السنة؛ بهدف نشر الوعي وكشف زيف الرواية الإسرائيلية، وفضح جرائم الاحتلال والعنصرية التي يمارسها بحق الشعب الفلسطيني، وتوعية للشعوب الأوروبية بالظلم الواقع على الشعب الفلسطيني.

خصم سياسي

وحول موقف السلطة في رام الله من "المؤتمر الشعبي"، أكد العالول أن السلطة صنفت المؤتمر منذ تأسيسه بأنه "خصم سياسي"، ورأته كبديل لمنظمة التحرير، وهذا التصنيف خاطئ، مبينًا أنه كان ينبغي الاستفادة من فلسطيني الخارج في دعم النضال في الأراضي المحتلة.

وقال: "نحن لم ندعِ الشرعية أو تمثيل 7 ملايين فلسطيني في الخارج، ولم نعلن أنفسنا بديلًا عن منظمة التحرير"، مشيرًا إلى أن الوثيقة الأساسية للمؤتمر تنص على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ولكنها طالبت بإصلاحها لتكون قادرة على تمثيل جميع الفصائل، وجميع الفلسطينيين في الداخل والخارج.

وأضاف: "أن منظمة التحرير غير مفعلة منذ توقيع اتفاقية "أوسلو"، بل تم استبدالها بسلطة فلسطينية، وباتت شماعة تُستخدم في الوقت المناسب فقط"، متابعًا: "أن منظمة التحرير تمثل بيت كل فلسطيني، وليست حكرًا على حركة "فتح"، ولا يملك مفتاحها رئيس السلطة محمود عباس الذي يحاول أن يغلق الأبواب على فصائل أخرى مثل حركتي حماس والجهاد الإسلامي". 

ووفق العالول فإنه "لا يمكن أن تملك منظمة التحرير الشرعية ونصف الشعب الفلسطيني غير ممثل بأروقتها، وحركتي حماس والجهاد الإسلامي وغيرها من الفصائل تعمل خارج المنظمة، مشددًا على ضرورة إجراء انتخاب حرة للمنظمة، لتضم ممثلين عن كل دول الشتات والاغتراب الفلسطيني في الخارج والقوى الفلسطينية الفاعلة، وتكون البيت الفلسطيني.

التطبيع العربي

وحول التطبيع العربي مع الاحتلال، أكد المتحدث باسم المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج، أن التطبيع أحد أدوات دعم الاحتلال والاعتراف بشرعيته، وإعطاء شرعية لسارق ومغتصب الأرض، مشددًا على أنهم يعملون على محاربة التطبيع على مستويات مختلفة سواء كانت فنية وأكاديمية ورياضية، وينظمون الكثير من الحملات لفضح جرائم الاحتلال.

وأضاف العالول: "نحن نجرم التطبيع وندعو إلى مناهضته، ونعمل على كشف زيف الاحتلال، الذي يحاول ترويج فكرة أن التطبيع يساهم في نشر "السلام"، بل بالعكس، كل الدول التي طبعت مع الاحتلال لم تحقق فائدة، وإنما الاحتلال هو الرابح الأكبر"، مشيرًا إلى أن لديهم تجربة في الأردن ومصر، إذ واجهت هذه الدول العديد من المشاكل نتيجة لسياسات الاحتلال وتعامله مع دول الجوار.

وبشأن تحقيق تحالفات فعالة مع المنظمات والدول المؤيدة للقضية الفلسطينية، أوضح أن المؤتمر الشعبي يملك علاقات متعددة مع مختلف مستويات الأحزاب والدول، لكن تركيزه الأساسي على المستوى الشعبي، مشيرًا إلى أن العلاقات السياسية على المستوى الدولي تكون للأجسام السياسية والمؤسسات التي لها دور رسمي في التواصل مع المجتمع الدولي، سواء كانت أحزابًا سياسية أو مكونات منظمة التحرير.

وبين أن علاقات المؤتمر الشعبي لفلسطين الخارج ممتدة على المستوى الشعبي في العالم العربي والإسلامي والغربي، للتأكيد على الحقوق الفلسطينية، ودعم قضية القدس وحق اللاجئين ومحاولة إيصال صوت فلسطيني الخارج.

وشدد على أن صوت فلسطيني الخارج واللاجئين الفلسطينيين أصبح مغيبًا في ظل اختزال القضية الفلسطينية عبر سلطة جغرافيتها تمتد من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، ولا يتم الحديث عن 7 ملايين فلسطيني لهم همومهم ومشاكلهم وقضاياهم، ومنتشرين في شتى بقاع العالم. 

حصار غزة

وفيما يتعلق بجهود كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، قال العالول: إن حصار غزة يُمثل قضية مركزية لدى الفلسطينيين في الخارج ومناصريهم، وأن العمل على تخفيف حصار غزة وكسره لم يتوقف منذ فرضه على القطاع، قبل 17 عامًا، مشيرًا إلى أن الجاليات والمؤسسات الفلسطينية والداعمة لها أطلقت العديد من القوافل البرية والأساطيل البحرية على مدار السنوات الماضية لكسر الحصار.

وشدد على أن حصار غزة جاء بقرار دولي، تُشارك فيه السلطة في رام الله وجهات عربية ودولية، بهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني في غزة، وتدفيعه ثمن دعمه واحتضانه للمقاومة الفلسطينية، ومن أجل الضغط على المقاومة حتى تفقد الدعم الشعبي الذي تتمتع به.

وأشار إلى أن المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج أعاد خلال الشهور الماضية تفعيل الحراك الدولي لكسر الحصار على غزة، عبر إطلاق سفينة "حنظلة" التي جابت العديد من العواصم الأوروبية، للتعريف بحصار غزة ومعاناة سكانها.

كما سيطلق "المؤتمر الشعبي"، وفقًا للعالول، حملة تحت مسمى "افتحوا موانئ غزة"، في 22 أيلول/ سبتمبر الجاري، والتي ستكون عبارة عن تظاهرات بحرية تُنظم في العديد من العواصم حول العالم، بهدف تسليط الضوء على حصار غزة وتداعياته.

كما يجري العمل من العديد من المؤسسات الفلسطينية في الخارج، على تنظيم أسطول بحري باتجاه قطاع غزة، سيُعلن عنه فور اكتمال الاستعدادات اللازمة لانطلاقه، وفق حديث العالول.

وأشار إلى رفع مذكرة قانونية حقوقية إلى محكمة الجنايات الدولية في يونيو/ حزيران الماضي لتجريم الاحتلال الإسرائيلي على حصاره لغزة.

وبخصوص المصالحة الفلسطينية، أكد العالول أنه "لا يمكن تحقيق المصالحة دون فتح أبواب منظمة التحرير لكل مكونات الشعب الفلسطيني وفصائله ومؤسساته، بما فيها فصائل قوية وفعالة مثل حركتي حماس والجهاد الإسلامي، والاتفاق على إستراتيجية واحدة ترتكز على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وإنهائه، وعودة اللاجئين الفلسطينيين، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

وقال: إن "سبب الخلل هو اختطاف منظمة التحرير والاستفراد بالقرار الفلسطيني، إذ لا يمكن إتمام المصالحة دون مشاركة كل مكونات الشعب الفلسطيني وفصائله ومؤسساته في اتخاذ القرار، وأن يكون لهم ممثلون في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، بعيدًا عن المحاصصة".

وشدد على عدم إجراء انتخابات للمجلس الوطني الذي يضم فلسطينيي الداخل والخارج، هو المعطل الحقيقي للمصالحة، لأن من يستفرد بالقرار هو الذي يدير الشأن الفلسطيني على المستوى الدولي والتمثيلي بمعزل عن مكونات كبرى للشعب الفلسطيني، سواء على المستوى الفصائلي أو الشعبي. 

وأضاف: إن "كل لقاءات المصالحة في القاهرة وغيرها لم تنجز أي شيء، لأن منظمة التحرير مازالت مغلقة، ومن يملك مفتاحها هو محمود عباس شخصيًّا، ولا أحد غيره، ما دامت هذه المنظمة مغلقة لا توجد مصالحة".

وشدد على وجوب إصلاح منظمة التحرير لتضم كل القوى الحية للشعب الفلسطيني، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وأن تكون هناك إستراتيجية تقوم على التمسك بالحقوق الفلسطينية، بما فيها التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية، وتتوافق عليها كل الفصائل الفلسطينية مع كل مكونات الشعب الفلسطيني، وتصبح هناك سياسة عامة لممثلي الشعب الفلسطيني.

ولفت إلى أن السياسة التي تنتهجها السلطة ومنظمة التحرير "غير مقبولة" لمعظم مكونات الشعب الفلسطيني، سواء في الداخل أو في الخارج، لأنها "فرطت بالحقوق" عبر اتفاقية أوسلو، ولاستمرار أجهزة السلطة الأمنية في التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال وملاحقة المقاومين في الضفة الغربية.