فلسطين أون لاين

بعد اقتحامهم لمخيم "نور شمس".. الاحتلال يترك دمارًا غير مسبوق

...
مخيم نور شمس أمس
طولكرم-غزة/ نور الدين صالح:

أظهرت الجرافات العسكرية التابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي نهمًا لا يشبع للتدمير في أثناء اقتحامها شوارع وأزقة مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة فجر أمس.

وقد ولّد الاجتياح كومة كبيرة من الدمار في أعقابه، ما أثر في حياة وممتلكات المواطنين، فضلًا عن البنية التحتية الحيوية للمخيم وفق ما أظهرت عشرات مقاطع الفيديو التي تناقلها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.

وعلى مدى ساعات متواصلة، عمدت قوات الاحتلال، معززة بأسطول من الآليات العسكرية، إلى إحداث خراب في أزقة المخيم الضيقة، ولم يسلم أحد من هياج الجنود المدججين بالسلاح، إذ دمروا متاجر واقتحموا منازل سكنية، وحتى أماكن العبادة لم تفلت من العدوان.

ووصف سكان وناشطون هذا الاقتحام بأنه "همجي"، وتميز باشتباكات عنيفة، بما في ذلك تبادل إطلاق النار المكثف بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال، نجم عنها ارتقاء شاب وإصابة آخرين.

وهذه هي المرة الثانية التي تغير فيها قوات الاحتلال بريًّا على مخيم نور شمس، بعد عدوانها العسكري الأول في 24 يوليو/تموز الذي كبد المخيم، بحسب تقارير اللجنة الشعبية، خسائر فادحة بلغت 3.7 مليون دولار، ما زاد من تفاقم الوضع المزري بالفعل للسكان.

وفي المقابل فإن سكان المخيم، الذين أصبحت ممتلكاتهم في حالة خراب، يقفون حازمين في صف المقاومة والتصميم الذي لا يتزعزع على التمسك الأرض وعدم التفريط بها.

تهديدات وشتائم

محمد أبو طلال، صاحب أحد المحلات التجارية التي دمرت، عبر عن الدمار العميق الذي تعرض له: "ذهب كل شيء في المتجر. لا أستطيع أن أفهم لماذا حدث ذلك. اختلطت البضائع بالطوب والركام".

وشبه ما حدث بـ"زلزال ضرب المحلات التجارية"، لكنه أكد لصحيفة "فلسطين"، أن "المال يمكن تعويضه، ما يهم حقًا هو سلامة سكان المخيم". ويملك أبو طلال سوبر ماركت ومتجرًا لبيع المواد الغذائية بالجملة.

وأفاد مدير نادي الأسير في طولكرم إبراهيم النمر، أن قوات الاحتلال داهمت منزله الواقع في المخيم بهمجية، وعاثت فسادًا وتخريبًا في محتوياته.

وأوضح النمر لصحيفة "فلسطين" أن هذه القوات أمضت ساعة كاملة في مداهمة منزله وسط إطلاق التهديدات والشتائم ضد العائلة، وأخضعتهم للاستجواب دون أن يبلغ عن اعتقالات.

حسٌّ وطنيّ

وأفاد رئيس اللجنة الشعبية في مخيم نور شمس، طه الإيراني، أن الاقتحام ألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية للمخيم، والتي شملت المكونات الحيوية مثل شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء. وامتد الأثر المدمر لتوغل الاحتلال أيضًا إلى المتاجر المحلية ومسجدًا ومركزًا صحيًا.

إلا أن طه أكد أن الخسارة الأبرز التي تعرض لها كانت فقد الشهيد "عايد أبو حرب".

وشدد الإيراني في حديثه لصحيفة "فلسطين"، على أن الحس الوطني المتأصل لدى سكان المخيم لا يمكن القضاء عليه بالوحشية وسفك الدماء، فهم الورثة الشرعيون لأرضهم وحقوقهم.

وأضاف أن تصعيد قوات الاحتلال اعتداءاتها على "نور شمس" ومخيمات أخرى، يأتي من منطلق أن هذه المخيمات تمثل معاقل للمقاومة والنضال والإصرار الذي لا يتزعزع لدى اللاجئين.

وقدم الصحفي والناشط من المخيم معين شديد، وصفًا للأثر المدمر للتوغل الإسرائيلي، مبينًا أنه أدى إلى تدمير خمسة محال تجارية بالكامل، وإلحاق أضرار جزئية بعدد آخر.

إضافة إلى ذلك، ألحقت قوات الاحتلال أضراراً جسيمة بمساكن ومركبات المواطنين، كما تحطمت نوافذ مسجد أبو بكر الصديق الواقع في قلب المخيم، كما أضاف شديد.

إصلاح الأضرار

وأفاد مدير العلاقات العامة في بلدية طولكرم، مهند مطر، أن فرق البلدية وبالتعاون مع وزارة الحكم المحلي واللجنة الشعبية، باشرت أعمال الإصلاح في المخيم فور انسحاب الاحتلال، مع التركيز بشكل خاص على إعادة فتح الشارع الرئيسي الذي يربط طولكرم بنابلس.

وأضاف مطر لصحيفة "فلسطين" أن الطواقم الفنية لم تنته بعد من تقييم كل الأضرار. ومع ذلك، فإن حجم الخسائر كان كبيرًا، إذ إن أصحاب المحال التجارية سواء من دمرت محالهم التجارية كليًا أو جزئيًا تعرضوا لنكسات مالية كبيرة تصل إلى مئات الآلاف من الشواقل.

وتابع أن قوات الاحتلال تعمدت تدمير البنية التحتية للمخيم بشكل انتقامي، مبرزة عقلية البطش والعنصرية التي تتعامل بها خلال اقتحام المخيمات، نافيًا ادعاءات وجود مقاومين داخل المباني التي ألحقت قوات الاحتلال بها أضرارًا.

ويقطن مخيم نور شمس ما يقارب 11 ألف نسمة، في مساحة لا تزيد عن 232 دونمًا، حيث يعادل الدونم الواحد ألف متر مربع.

12.jpg