قائمة الموقع

شحادة ادكيك.. "شيخ الملاكمين" وقف 40 عامًا على الحلبة

2023-09-06T09:34:00+03:00
شحادة ادكيدك مع الملاكم العالمي محمد علي كلاي

منذ ستة عقود لم ينزل شحادة ادكيدك من القدس المحتلة عن حلبة الملاكمة، فهو لا يزال يمارس الرياضة التي هواها في شبابه، متنقلًا بين ميادين التدريب، فصعد أبطال على يديه حققوا نتائج في هذه الرياضة.

"ادكيدك" شيخ الملاكمين أو عميد الملاكمين كما يطلق عليه، نازَل وديًّا بطل العالم محمد علي كلاي، ومحمد نسيم حميد في حلبات الملاكمة في القدس، وخاض نزالات في الأراضي المحتلة عام 48م، وعشرات المباريات في بطولات عربية.

كان شيخ الملاكمين في الثامنة عشر حينما قرر دخول عالم ألعاب القوى، على يد البطل الفلسطيني العالمي ابن يافا المحتلة أديب الدسوقي، ولازمه حتى أصبح لاعبًا، ومن ثم أصبح من أهم المدربين الفلسطينيين، فانضم للمنتخب الفلسطيني للملاكمة، وخاض معه العشرات من النزالات محققًا نتائجَ مُشرفة.

يقول ادكيدك (76 عامًا) لـ"فلسطين": إن صيته ذاع خارج نوادي القدس والأراضي المحتلة عام 48، فتنقل بين حلبات مدن عدة منها نابلس، وجنين، وكان نادرًا ما يُهزم مع فريقه.

ولا ينسى أضخم نزال خاضه في حياته بحضور عدد كبير من الجماهير، ففي عام 1978 أقيم نزال في مدينة رفح على شرف بطل الملاكمة جلال حمو، والملاكم عمر الكيالي، "يومها تخطى عدد الجمهور 20 ألف شخص، ما أدى إلى انهيار جدار المبنى بالجماهير"، واصفًا تلك المبارزة بأنها "أجمل وأضخم مباراة لعبها في حياته".

ويستذكر "ادكيدك" ما مرَّ عليه في حياته، يقول: "في عام 1986 لعبت ضمن منتخب فلسطين للملاكمة وبارزْنا منتخب الأردن، وقد تمكن المنتخب من انتزاع الكأس عن جدارة، ولكنَّ الفرحة انتزعها جنود الاحتلال الإسرائيلي حينما صادروا الكأس من المنتخب عند عودته إلى فلسطين".

وكان "ادكيدك" وجميع لاعبي فلسطين في الملاكمة يمنعهم الاحتلال الإسرائيلي من السفر، للمشاركة في مباريات عربية، وإقليمية، ودولية، مشيرًا إلى أن رفع علم فلسطين في ذلك الوقت كان يُرعبهم.

وكان "لادكيدك" دور كبير في نشر هذه اللعبة بجميع مناطق فلسطين وحلباتِها لأكثر من 40 عامًا، كانت حافلة بالعطاء والتدريب.

ويلفت إلى أنه دخل رياضة الملاكمة كهاوٍ، ولا يزال يحب الوقوف أمام الحلبات ومشاهدة مباريات المصارعة بالرغم من بلوغه من العمر عتيًّا، مبينًا أنه واصل تدريب اللاعبين بعد اعتزال الحلبات عندما بلغ 60 عامًا، "تطوعًا دون تقاضي أي راتب عن ذلك، حُبًا في هذه الرياضة".

وكما جميع لاعبي جيله كان ادكيدك ينفق على الرياضة من جيبه الخاص للتدريب، وتوفير الغذاء الصحي المتكامل".

ويضيف أنه وهب نفسه للملاكمة، وتفرغ لدعمها دعمًا كاملًا، إذ رافق أبطال هذه اللعبة في العديد من المباريات في داخل الوطن وخارجه على حساب عمله وعائلته منتقلًا بين المدن الفلسطينية، ليعلّم العديد من المدربين الذين أصبحوا اليوم إداريين في اتحاد اللعبة، وجميع القائمين عليها من الجيل الجديد فنون اللعبة ومهاراتها، وليكون كذلك عنوانًا فلسطينيًا في اللعبة على مستوى الوطن العربي.

قديمًا وحاليًا

وعن الاختلاف بين لعبة الملاكمة حاليًا عن زمانه، يتحدث: "في ستينيات القرن الماضي كانت وسيلة التدريب الوحيدة هي كيس الملاكمة، ولم يكن هناك حلبات مبارزة، كنَّا نتدرب على الأرض، ولم يكن هناك آلات حديثة تسهل علينا تدريبات بناء العضلات".

ويتابع ادكيدك: "من أجل تقوية عضلاتِي كما جميع اللاعبين كنا نركض لمسافات طويلة، وكان التمرين ثلاث مرات في الأسبوع، ويستمر من ساعتين إلى ثلاث ساعات، ونعتمد على الغذاء الصحي المتوازن الذي، أساسه الخضار، والفواكه والعصير الطبيعي المصنوع منها، والحليب، واللحوم".

ويضيف: "لم نعرف المكملات الغذائية كما هي منتشرة اليوم انتشارًا مخيفًا، ولم أتناول في حياتي أي منشط فهي محرمة دوليًا، وتدمر الصحة".

غير أن ثمن هذه اللعبة دفعه ادكيدك من صحته، فقد اضطر إلى تركيب أسنان بدلًا من التي فقدها في النزالات. وبالرغم من تقدمه بالسن، يتابع لاعبي نادي القدس ومن يستدعيه من الأندية الأخرى لحضور تمريناتهم، وإدارة اللقاءات الودية فيما بينهم.

ويأمل "ادكيدك" بأن تحظى رياضة الملاكمة باهتمام أكبر من المؤسسات الحكومية، لصنع أبطال في هذه اللعبة من أجل رفع اسم فلسطين وعلمها عاليًا في المحافل الدولية.

اخبار ذات صلة