جرائم الاحتلال عديدة يصعب حصرها أو تمييز أنواعها، ولكن أفظعها وأنكاها هي جرائم الاعتداء على النساء. كانت جرائم العِرض حاضرة في نكبة عام ١٩٤٨م، إذ آثر الفلسطيني يومئذ حماية عرضه على البقاء في أرضه. العِرض في النفس العربية المسلمة فوق المال وفوق الأرض، وهذه المسلمة يعرفها العدو، ويعرفها علماء الاجتماع، لذلك حين يقع عدوان على نساء فلسطين يقع بحسب معرفة مسبقة وتخطيط مسبق.
آخر هذه الجرائم البشعة المستفزة ما نشرته صحيفة هآرتس العبرية مؤخرًا من أن مجندتَين ملثمتين ومعهما سلاح ناري وكلب مدرب على الهجوم أجبرتا خمس نساء فلسطينيات من الخليل على التعري وخلع ملابسهن تحت تهديد السلاح وهجوم الكلب المدرب، وقد وقع هذا الحدث الإجرامي بغرض الإهانة، والتنكيل، والسخرية، وإخافة نساء فلسطين.
هذه الجريمة هي صاعق تفجير شديد يضاف لصواعق التفجير المتولدة عن الاحتلال وبسبب شدة ألم هذه الجريمة قررت فصائل المقاومة مجتمعة ومنفردة الرد على هذه الجريمة البشعة، حتى إن محمد اشتية رئيس الوزراء استنكر هذه الجريمة وحمّل حكومة نتنياهو المسؤولية عنها.
اقرأ أيضًا: مزاعم للتنكيل ليس إلا!
اقرأ أيضًا: مقاومة شعب لا فرد
جريمة العدوان على الحرائر ليست قابلة للتسوية، ولا للتفاوض، وأقلّ ما يجب على حكومة الاحتلال هو تقديم المجندتان للمحاكمة العلنية، والاعتذار لأهلنا في الخليل، وفي فلسطين، ومنع تكرار الجريمة.
لا ينزع فتيل هذه الجريمة النكراء غير المحاكمة العاجلة، وتجنب الإساءة للنساء. وإنه من حق الفصائل أن تنتقم ممن ارتكب هذه الجريمة، وردع من يفكر بمثلها.
نساء فلسطين خط أحمر، وعلى العدو تجنب ذلك. مجتمع فلسطين كله ضد هذا العدوان الفاجر، ولا يقف الأمر عند الفصائل ومن يحمل السلاح للمقاومة، ويجدر بكل مؤسسات المجتمع المدني مناقشة هذه الجريمة وبيان تداعياتها.