تعيش عائلات الأسرى الفلسطينيين حالة من القلق والخوف الشديدين على مصير أبنائهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي، جراء القرارات العنصرية الجائرة التي يفرضها وزير "الأمن القومي" في حكومة المستوطنين المتطرف إيتمار بن غفير بحقهم.
والجمعة الماضية، أصدر "بن غفير" قرارًا بتقليص زيارات عائلات الأسرى من الضفة الغربية في السجون، لتصبح مرة كل شهرين، بدلًا من مرة كل شهر، ابتداء من أمس، وفق ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، موضحة أن القرار يشمل حوالي 1600 أسير.
وسبق لـ"بن غفير" أن نفّذ إجراءات انتقامية ضد الأسرى؛ شملت تقليص أصناف المنتجات المعروضة في "الكانتينا"، وإلغاء ممثل الأسرى، إضافة إلى تقليص مدة الاستراحة "الفورة"، وعدد القنوات التلفزيون، ومنعهم من شراء معظم أنواع "الشامبو"، وكثير من الحقوق المتواضعة التي حققوها في نضالاتهم، وكذلك قمع احتجاجاتهم، وتشتيتهم بين السجون باستمرار، وممارسة سياسة قمع وتعذيب بحقهم.
قوانين عنصرية
وقال حسن علقم، شقيق الأسير إبراهيم علقم: إنهم يتابعون ما يتعرض له الأسرى من انتهاكات وجرائم خلف قضبان السجون، وهذا يجعلهم في حالة من القلق والخوف على مصير شقيقهم.
وأعرب علقم، في حديثه لصحيفة "فلسطين" عن قلقه العميق إزاء القرارات الجديدة التي أصدرها بن غفير، بحق الأسرى، مشيرًا إلى أن هذه القرارات ستزيد من تعقيد الأوضاع داخل السجون، وستؤثر سلبيًّا على أهالي الأسرى وذويهم.
وبين أن إدارة السجون تمنعه من زيارة شقيقه "إبراهيم" منذ نحو سنة ونصف، ولا سيما بعد وفاة والديه، ما يزيد من صعوبة الوضع والقلق بشأن مصير شقيقه القابع في سجن "نفحة".
اقرأ أيضاً: "جبارين": أسرانا لن يستسلموا لقرارات بن غفير الإجرامية
وناشد علقم، اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسات الحقوقية والإنسانية بالوقوف إلى جانب الأسرى وذويهم، ووقف تجاوزات "بن غفير" وإدارة السجون بحق الأسرى، مطالبًا بتوفير الحماية الدولية لهم من بطش الاحتلال وقوانينه العنصرية.
واعتُقل علقم، عام 2006، بعد مطاردة استمرت 5 أعوام، وقد عانى ظروف تحقيق قاسية، وحكم بالسجن المؤبد مرتين إضافة إلى 30 عامًا.
أوضاع مأساوية
وعبرت سوسن المبيض، والدة الأسيرة مرح بكير، عن قلقها إزاء القرارات الجديدة التي أصدرها المتطرف "بن غفير" بحق الأسرى، مشيرًا إلى أن أوضاع الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال غاية في السوء.
وقالت المبيض لـ"فلسطين": إن الإجراءات التي اتخذها المتطرف "بن غفير" ستزيد من صعوبة حياة الأسرى، وتفتح شهيته لاتخاذ مزيد من الإجراءات العنصرية بحقهم، داعية الجميع إلى التصدي لها وعدم ترك الأسرى وحدهم يواجهون تلك القرارات.
وناشدت، المؤسسات التي تُعنى بحقوق الإنسان والأسرى، بتنظيم زيارات مستمرة إلى السجون، وتبادر إلى مراقبة ومراجعة القرارات العنصرية التي تتخذها سلطات الاحتلال بحق الأسرى، وممارسة ضغوطها عليها لوقفها، وإجبارها على الالتزام بالقوانين الدولية المتعلقة بتوفير احتياجاتهم ومعاملتهم معاملة كريمة.
وقالت وفاء جرار، زوجة الأسير عبد الجبار جرار: إن قرارات "بن غفير" تدلل على الحقد الدفين تجاه الأسرى ومحاولة معاقبتهم حتى داخل السجون، وفرض إجراءات ظالمة عليهم.
وأضافت جرار لـ"فلسطين" أن قرارات بن غفير تؤثر بشكل كبير على عوائل الأسرى والمعتقلين أنفسهم، مشيرة إلى أن الأسرى لن يصمتوا تجاه تلك القرارات الظالمة، وسيكون لهم موقف تجاه إدارة السجون.
وأضافت أن الأسرى خط أحمر لا يمكن التلاعب بمصيرهم، وأن محاولة معاقبتهم وعوائلهم لن تمر دون عقاب، داعية الشعب الفلسطيني إلى مواجهة تلك القرارات والدفاع عن حقوق الأسرى، والتصدي لها بقوة.
واعتقلت سلطات الاحتلال جرار في 15 فبراير/ شباط 2021، وجددت له الاعتقال الإداري أكثر من مرة، ومن المقرر أن يفرج عنه في 10 أكتوبر/ تشرين الأول القادم.