هل تراجعت حدة التوتر والتهديدات الإسرائيلية أمام ما يعرف فلسطينيًّا بوحدة الساحات؟ حكومة الاحتلال رفعت سقف تهديداتها للبنان وغزة والضفة في الأسبوع الماضي، بعد تزايد أعمال المقاومة الناجحة في الضفة ضد أهداف دولة الاحتلال والعنصرية.
عمليات المقاومة الناجحة فرضت على مجلس (الكبينت) عقد جلسات متتالية لتقييم الأوضاع، وتقرير سياسة العمل. (الكبينت) هدد بضرب لبنان، واغتيال العاروري، وضرب أهداف في غزة، وزيادة الحصار عليها، وتحميل حماس غزة المسئولية عن أعمال المقاومة في الضفة!
هذه التهديدات استقبلتها حماس والفصائل الأخرى بالتحدي، ورفع الجاهزية للمقاومة، وفي بعض الأيام وخلال الذروة أخلت بعض الأجهزة في غزة مقراتها تحسُبًا للغدر الصهيوني.
لم يقف تحدي التهديدات عند غزة، بل سمعنا تحديًا مهمًّا من لبنان، ومن أمين حزب الله الذي هدد برد مزلزل على أي اغتيال على الأرض اللبنانية، ولم يذكر صالح العاروري بالاسم، ولكن ثمة صورة معبرة خرجت لاحقًا جمعت بين حسن نصر الله والعاروري والنخالة، وصورة أخرى ظهر فيها العاروري يلبس الملابس العسكرية، وأمامه رشاش متطور، والصورة تمثل رسالة تحدٍّ لتهديدات العدو.
اقرأ أيضًا: لماذا تخشى (إسرائيل) مواجهة متعددة الساحات؟
اقرأ أيضًا: أهمية وحدة الساحات الفلسطينية وخطورة تفتيتها
وفي الوقت نفسه تشهد الساحة الداخلية لدولة العدو صراعًا حزبيًّا مريرًا بين الحكومة والمعارضة حول ما يعرف بمسألة إضعاف القضاء، إذ أثَّر الصراع الداخلي على الاقتصاد الإسرائيلي، وتراجع الشيكل أمام الدولار، وحدثت فجوة علاقات غير مسبوقة بين تل أبيب والبيت الأبيض الذي لا يؤيد التغييرات القضائية، وظهر هذا الصراع أيضًا في شكل خلاف بين يهود أميركا، بين منظمة أيباك، وجي ستريت.
هذه الأحداث وتطوراتها لها شبكة اتصالات خلفية تجمع بينها بشكل أو بآخر، وكلها تؤثر على قرار الحكومة المتعلق بالاغتيالات وبالحرب في ساحة أو في كل الساحات، وأحسب أنها أحداث وتطورات سببت قدرًا من التراجع الذاتي للحكومة عما هددت به قبل أسبوع، فالجبهة الداخلية ووضع حكومة اليمين ليسا في حالة جيدة لمواجهة الساحات ومئات من صواريخ المقاومة.
لقد حققت وحدة الساحات تقدمًا في إدارة المعركة قبل وقوعها.