لم يستسلم المزارع الفلسطيني أمين أبو خضر لواقع جدار الفصل العنصري الذي يحاصر محافظة قلقيلية، بل أصرَّ على استصلاح أرضه الزراعية وزراعتها بمحصول المانجا.
وبدأت قصة المزارع أبو خضر بإصلاح أرضه البالغة مساحتها نحو 8 دونمات ونصف الدونم عام 2014م، وزرعها بأصناف متعدّدة من المانجا، حتى وصل منتوجها حاليًّا إلى 10-15 طنًّا سنويًّا.
ووصف أبو خضر لصحيفة "فلسطين"، تجربة زراعة أشتال المانجا في أرضه التي كانت قاحلة بـ"المغامرة الصعبة".
وأشار إلى استصلاحه أرضه الزراعية والتمسك بها رغم قيود الاحتلال الإسرائيلي واعتداءات مستوطنيه؛ خشية مصادرتها لمصلحة الاستيطان الإسرائيلي.
اقرأ أيضاً: بالصور سهول قلقيلية تتزين بحصاد وفير من ثمار المانجا
وقال: هذه الأراضي التي خطَّط الاحتلال ومستوطنوه لتحويلها لأراضٍ قاحلة لا تصلح للزراعة ولا للسكن، "كان الهم الأكبر بالنسبة للعائلة أن نبقى محافظين عليها".
ولفت إلى أن شجرة المانجا تحتاج لأجواء من الرطوبة العالية والماء وهو ما يتناسب مع جو قلقيلية.
واعتبر قصة نجاح زراعة المانجا في الأراضي المعزولة الواقع خلف جدار الفصل بمنزلة "نموذج للتحدي والصمود والإصرار على النجاح".
ورغم فرحة أبو خضر بهذا النجاح، فإنه يشكو من عدَّة عراقيل، أبرزها: تنصل حكومة رام الله من وعوداتها السابقة للمزارعين بتحويل تشغيل الآبار الارتوازية من الديزل إلى الكهرباء.
وذكر أن هذه الوعود لم تتم حتى اللحظة، علمًا أنه في حال تطبيقها ستوفر على المزارعين أموالًا طائلة.
واستدل بسعر ساعة المياه من البئر الارتوازية التي يعمل على الديزل 120 شيقلًا في حين السعر من خلال الطاقة الكهربائية ينخفض لـ 40 شيقلًا.
وتطرق إلى عراقيل أخرى كـ"غزو البضاعة الإسرائيلية" للأسواق المحلية عدا عن غياب الدعم الحكومي للمزارعين وخسائرهم المالية الباهظة من جرَّاء اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه المتكررة.
وشدَّد على ضرورة الاهتمام الحكومي بأراضي قلقيلية التي كانت تنتج على مدار العقود الماضية شتَّى أنواع المحاصيل الزراعية وتصديرها للدول العربية.
وناشد الحكومة والمؤسسات الدولية ضرورة الاهتمام بالمزارع الفلسطيني ودعمه ومواصلة تشجيع المبادرات الزراعية النوعية للصمود والبقاء أمام الاحتلال ومخططاته الاستيطانية.
ونبَّه المزارع أبو خضر إلى أن ثمار أراضيه الزراعية تباع حاليًّا في أسواق الضفة الغربية ودول عربية كالأردن والإمارات، واصفا إياها بـ"السفارة من خلف الجدار إلى المحيط الخارجي، وصوت المزارع المخنوق الذي يعاني إجراءات الحصار".