تعتمد دولة الاحتلال الإسرائيلي على الموساد، وشبكات التجسس المنتشرة في جُل بلاد العالم، بما فيها البلاد العربية. الموساد وشبكاته التجسسية موجود في كل العواصم العربية، من المغرب وحتى الخليج، مصر ألقت القبض على عدد من شبكات التجسس الإسرائيلية، وكذا الأردن، وسوريا، وكُلُّنا لا ينسى الجاسوس الترابين، والجاسوس الكبير كوهين، ورَجُلي الموساد الذين حاولا اغتيال خالد مشعل، وإحصاء ذلك يطول، وحسبنا أن نقف عند شبكة التجسس الأخيرة التي ألقى الأمن اللبناني القبض عليها.
الشبكة من رجل روسي وزجته، وكانا مكلفين بالتجسس على عناصر فلسطينية ولبنانية في الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، ومن المعلوم أن قيادات الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس تقيم في الضاحية بدوافع أمنية.
إن قوة دولة الاحتلال لها مصادر متعددة، ومن أهمها شبكات التجسس، والتي ينخرط فيها أعضاء من جميع الجنسيات والأعراق والدول، بعضهم يهود ويحملون أكثر من جنسية، وبعضهم من غير اليهود، وبينهم ولا شك عرب، وكلنا يذكر شبكة التجسس الكبيرة التي اعتقلتها تركيا قبل عام.
اقرأ أيضًا: أن تستعيد فلسطينيّتك وتقاوم إلغاءها
اقرأ أيضًا: العاروري..لغة التحدي ورسائل النار
إن اعتقال الأمن اللبناني لعضوي هذه الشبكة، واعترافهما بالعمل لصالح الموساد، قد يكشف خلايا أخرى لها تواجد في لبنان وسوريا وبلاد أخرى.
ثمة ثغرة تُغري الموساد على مواصلة العمل في العواصم العربية، هذه الثغرة تتمثل بضعف في قانون العقوبات، وخلوِّه من الردع، ثم طول مدة التحقيق والمحاكمة التي تسمح بتدخل قوى غربية وأميركية لتخفيف العقوبة أو إجراء مقايضة من خلف الكواليس.
وهنا أقول يجدر بحزب الله الذي شارك في كشف خلية التجسس أن تكون المقايضة إذا حصلت شاملة لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من ذوي المؤبدات.
شبكة التجسس هذه كانت تعمل ضد لبنان، وضد الفلسطينيين في لبنان، لذا فإن وحدة الساحات تقضي أن يكون الثمن لبنانيًّا فلسطينيًّا، هذا إن لم تذهب لبنان لإعدامهم لحماية أمنها وردع الشبكات الأخرى.